الحارثي: على إدارة الرئيس الأمريكي الجديد استشعار خطر زعزعة إيران

عرب وعالم

ترامب
ترامب

قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشورى السعودي الدكتور زهير الحارثي، إنه يجب على إدارة الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، "ضرورة استشعار الخطر من تدخلات إيران في دول الجوار، وزعزعة أمنها واستقرارها".


وأكد الحارثي، في تصريحاته لـ"الخليج أونلاين"، على أهمية أن تقوم واشنطن بتطبيق العقوبات المنصوص عليها في الاتفاق النووي الذي أبرم مع إيران، في حال "خرقها لبنوده"، معتبراً "عدم التحرك لردعها أمراً مقلقاً للجميع".


ومنذ إطلاق حملته الانتخابية وحتى فوزه، كان الرئيس الأمريكي الجديد يكيل التهديد والوعيد لتنظيم الدولة وإيران , معتبراً في أكثر من مناسبة أن "طهران هي السبب الرئيس لزعزعة أمن واستقرار الشرق الأوسط".


وأشاد الحارثي، بتصريحات وزير الخارجية الأمريكي المعين، ريكس تيلرسون، التي قال فيها: إن "الأولويات في الشرق الأوسط هي دحر تنظيم داعش، والتركيز على تنظيمات أخرى ترعى الإرهاب؛ كإيران والقاعدة والإخوان المسلمين، وإن الإسلام المتطرف لا يمثل العقيدة الإسلامية الحقيقية" , واصفاً إيها بـ "الإيجابية"، وتعطي تفاؤلاً بأن الإدارة الأمريكية باتجاه إعادة تقييم سياستها في المنطقة.


وإعتبر الحارثي، أن تصريحات وزير الخارجية الأمريكية، التي أشار فيها إلى أن بلاده سوف تدعم المملكة في اليمن لاستعادة الشرعية، "تؤكد أن واشنطن في طريقها للانخراط في المنطقة عسكرياً ودبلوماسياً واقتصادياً".


ويرى رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشورى السعودي أن "هذا الانخراط للولايات المتحدة في المنطقة، كدولة عظمى، قائم على مبادئ القانون الدولي، وعلى مرجعية الأمم المتحدة".


وأوضح أن تصريحات وزير الخارجية، عادل الجبير، التي عبّر فيها عن تفاؤله بتوجهات الرئيس ترامب؛ بأنها "تعكس تطلعات المملكة ودول الخليج عموماً، نحو استشعار الولايات المتحدة بالأخطار التي تواجهها دول الخليج العربي".


وفي أول تصريح لمسئول عربي من نوعه تجاه ترامب، رحب الجبير، بسياسة إدارته الجديدة، القائمة على مواجهة تنظيم الدولة واحتواء إيران، على حد قوله.


وأوضح الجبير، أن المملكة "متفائلة" إزاء إدارة ترامب , معبراً في تصريحات صحفية، نشرت مساء الاثنين، عن تطلع بلاده للعمل معها في سائر الملفات.


ويذكر أن الرئيس الأمريكي المنتخب، تحدث خلال حملته الانتخابية، بتصريحات وصفت بـ "القاسية" بحق دول الخليج، والسعودية خصوصاً، وهو ما جعل المملكة - بحسب صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية - تحذّره من مغبة القيام بسياسات معادية تجاهها؛ لأنها ستنعكس أيضاً على بلاده.


ووصف الدكتور الحارثي، موقف ترامب السابق، بأنه "لا يمكن الحكم عليه؛ لأنه لا يمكن الحكم على التصريحات التي تخرج خلال الحملات الانتخابية؛ لكونها مرتبطة بعدة عوامل داخلية وخارجية" , مبيناً أن "ترامب اليوم بات رجلاً صاحب قرار، وهذا أمر يغير الكثير".


وأوضح رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشورى السعودي الدكتور الحارثي، أنه "من غير المقبول أن يفرط الجانبان في علاقات تاريخية تجاوزت ثمانية عقود" , مشيراً إلى أن "البلدين كل منهما بحاجة إلى الآخر لمواجهة التحديات والأخطار، وهذا ما يجعل الرياض تطالب واشنطن بمراجعة سياستها في المنطقة؛ خدمة لأمن المنطقة واستقرارها".


وإتجاه الوضع في سوريا، انتقد ترامب، للمرة الأولى، التدخل الروسي في سوريا، أثناء مقابلته مع صحيفتي تايمز البريطانية، وبيلد الألمانية , ووصفه بـ"سيئ جداً"، كما وصف الوضع الإنساني في سوريا بـ "الفظيع".


وأوضح ترامب، أنه "إذا كانت هناك إمكانية لدى الولايات المتحدة لتعمل شيئاً في الأزمة السورية فستقوم بذلك"، لكنه استدرك بالقول بأن "الوقت أصبح متأخراً جداً".


وإعتبر الحارثي، تصريحات ترامب، تحولاً في علاقاته بروسيا , مبيناً "أنها مؤشر على إعادة نظر في سياسة ترامب تجاه روسيا، قد تدفع الأخيرة أيضاً لإعادة النظر تجاه نظام بشار الأسد".


وأضاف بالقول: "إذا كان هناك رؤية جديدة تجعل كل الأمور مطروحة للتعاطي مع الملف السوري، ومن ضمنها العسكري" , مبيناً "أن توجه إدارة ترامب هو نحو إنهاء الحروب في المنطقة، بما فيها سوريا".


وطالب الدكتور الحارثي، "الإدارة الأمريكية الجديدة بتحمل مسؤولياتها في المنطقة، خصوصاً فيما يتعلق بالنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي، وبضرورة بأن تؤدي دور المحياد في حله" , محذراً من "أن عدم حل النزاع سيسهم في تغذية التطرف والإرهاب والكراهية في المنطقة".