«جمال عبد الناصر».. القائد الكاريزمي الذي قاوم النظام الإمامي في اليمن

تقارير وتحقيقات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تحل اليوم، ذكرى ميلاد ثاني رؤساء مصر ، الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، أحد قادة ثورة 23 يوليو 1952، التي أطاحت بالملك فاروق "آخر حاكم من أسرة محمد علي".

 

نشأته

 

ولد جمال عبد الناصر في 15 يناير 1918م بحي باكوس بالإسكندرية قبيل أحداث ثورة 1919 في مصر، وبدأ تعليمه في القاهرة ثم الاسكندرية بعد أن انتقل والده للعمل في الخدمة البريدية هناك، وبدأ نشاطه السياسي حين رأى مظاهرة في ميدان المنشية بالإسكندرية وانضم إليها دون أن يعلم مطالبها، وكان هذا الاحتجاج يندد بالاستعمار الإنجليزي في مصر، وذلك في أعقاب قرار من رئيس الوزراء حينئذ إسماعيل صدقي بإلغاء دستور 1923، وألقي القبض على عبد الناصر واحتجز لمدة ليلة واحدة، قبل أن يخرجه والده، في عام 1937، تقدم عبد الناصر إلى الكلية الحربية لتدريب ضباط الجيش، ولكن الشرطة سجلت مشاركته في احتجاجات مناهضة للحكومة، فمنع من دخول الكلية، فالتحق بكلية الحقوق في جامعة الملك فؤاد، لكنه استقال بعد فصل دراسي واحد وأعاد تقديم طلب الانضمام إلى الكلية العسكرية، واستطاع عبد الناصر مقابلة وزير الحربية إبراهيم خيرى باشا، وطلب مساعدته، فوافق على انضمامه للكلية العسكرية في مارس 1937.

 

كانت أول معركة لعبد الناصر في فلسطين خلال الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948، حيث كان نائب قائد القوات المصرية المسئولة عن تأمين الفالوجة.

 

يعتبر جمال عبد الناصر أبرز شخصية في جميع أنحاء الوطن العربي، ورمزا للوحدة العربية والكرامة، وشخصية هامة في تاريخ الشرق الأوسط الحديث.

 

لقد وضع جمال عبد الناصر أمامه هدفاً واضحاً في الكلية الحربية وهو "أن يصبح ضابطاً ذا كفاية وأن يكتسب المعرفة والصفات التي تسمح له بأن يصبح قائداً، وفعلاً أصبح "رئيس فريق".

 

تنظيم الضباط الأحرار

 

شهد عام 1945 انتهاء الحرب العالمية الثانية وبداية حركة الضباط الأحرار .. ويقول جمال عبد الناصر في حديثة إلى "دافيد مورجان": “وقد ركزت حتى 1948 على تأليف نواة من الناس الذين بلغ استياؤهم من مجرى الأمور في مصر مبلغ استيائي، والذين توفرت لديهم الشجاعة الكافية والتصميم الكافي للإقدام على التغيير اللازم، وكنا يومئذ جماعة صغيرة من الأصدقاء المخلصين نحاول أن نخرج مثلنا العليا العامة في هدف مشترك وفى خطة مشتركة”.

 

وعقب صدور قرار تقسيم فلسطين في سبتمبر 1947 عقد الضباط الأحرار اجتماعاً واعتبروا أن اللحظة جاءت للدفاع عن حقوق العرب ضد هذا الانتهاك للكرامة الإنسانية والعدالة الدولية، واستقر رأيهم على مساعدة المقاومة في فلسطين

 

كتب المحلل السياسي المصري محمود حمد أنه بعد تأميم القناة اكتسب ناصر شعبية "شبه تامة" أنشئت الشرعية وجعلته "القائد الكاريزمي" و”المتحدث باسم الجماهير ليس فقط في مصر، بل في جميع أنحاء العالم الثالث”.

 

وكان هذا أكبر انتصار لقومية عبد الناصر العربية في ذلك الوقت وبعد فترة قصيرة كانت صوره معلقة في خيام اليمن، وأسواق مراكش، والفيلات الفاخرة في سوريا”.

 

عبدالناصر واليمن  

سعى جمال عبدالناصر لجعل مصر مستقلة تماماً عن النفوذ الأجنبي وأصبحت البلاد قوة عظمى في العالم النامي تحت قيادته،واحدة من جهوده المحلية الرئيسية كانت إقامة العدالة الاجتماعية، والتي تعتبر شرطا أساسيا لتحقيق الديمقراطية الليبرالية.

 

وخلال رئاسته، تمتع المواطنون العاديون بمزايا غير مسبوقة في السكن والتعليم وفرص العمل والخدمات الصحية والتغذية، فضلا عن العديد من أشكال الرعاية الاجتماعية.

 

كان لعبد الناصر دور بارز في مساندة ثورة الجزائر وتبني قضية تحرير الشعب الجزائري في المحافل الدولية، وسعى كذلك إلى تحقيق الوحدة العربية، فكانت تجربة الوحدة بين مصر وسوريا في فبراير 1958 تحت اسم الجمهوريةالعربية المتحدة، وقد تولى هو رئاستها بعد أن تنازل الرئيس السوري شكري القوتلي له عن الحكم، إلا أنها لم تستمر أكثر من ثلاث سنوات.

 

كما ساند عبد الناصر الثورة العسكرية التي قام بها ثوار الجيش بزعامة المشير عبد الله السلال في اليمن بسنة 1962حركة تموز 1958 الثورية في العراق التي قادها الجيش العراقي بمؤازرة القوى السياسية المؤتلفة في جبهة الاتحاد الوطني للاطاحة بالحكم الملكي في 14 تموز 1958 ضد الحكم الإمامي الملكي حيث أرسل عبد الناصر نحو 70 ألف جندي مصري إلى اليمن لمقاومة النظام الملكي .