شح الأمطار.. أزمة تتسبب في إيقاف زراعة الإمارات فـ«ما هي طُرق حلها»؟

تقارير وتحقيقات

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

شكا مزارعون إماراتيون من أن شح الأمطار، أجبرهم على التوقف عن زراعة المحاصيل الجديدة بل وقام بعضهم بهجر مزارعه، في الوقت الذي اجتمع فيه المواطنون الإماراتيون والمقيمون بمساجد دولة الإمارات، لأداء صلاة الاستسقاء، صباح اليوم الثلاثاء.


لتخفيف أثر الأزمة على المزارعين


من جانبه قال أحد المُزارعين، من مدينة كلبا، إن المشكلة قد تفاقمت لدرجة اضطرته لوقف العمل في مزرعته، داعيًا إلى إنشاء عدد أكبر من السدود لتخزين مياه الأمطار واستعمال معدات تنقية مياه متطورة لتخفيف أثر الأزمة على المزارعين.


وأضاف المزراع الستيني: “قمنا بعمل كل ما في وسعنا لإنقاذ مزارعنا، وقدمنا العديد من الحلول مثل إنشاء السدود والآبار”، لافتا إلى أن من أهم مطالبهم “إنشاء مصنع تنقية مياه في منطقتنا خاصة للقطاع الزراعي؛ لأن مصادرنا من المياه تشح أكثر فأكثر”.


توقف زراعة الأشجار


وقال مُزارع آخر: “توقفت أنا والعديد من المزارعين الآخرين عن زراعة الأشجار، لا تستطيع زراعة أي شيء بلا ماء ومن دونه يموت كل شيء”، مبينا أن “معدات تنقية المياه غالية الثمن، وكنت أملك مزرعة خضراوات ونخيل وأتمنى أن يتم حل مشكلة المياه لأتمكن من إعادة الحياة لمزرعتي”.


دعم من السلطات الإماراتية


من جهته، قال مواطن إماراتي يُدعى سالم الدهماني، (36 عاماً)، إن عائلته هجرت مزارعها في كلبا منذ بضع سنوات بسبب شح موارد المياه، قائلًا: "بعد هجر المزرعة، قررت أن أساعدهم بالعودة إليها وإعادة الزراعة فيها ولكن هذا لم يكن أمرا سهلا لأنه يتطلب دعما من السلطات؛ وذلك إما من خلال بناء مصانع تنقية المياه أو مساعدة المزارعين للتحويل إلى نظام الزراعة المائية”، مؤكدا أنه “ومن دون الأمطار يصبح الأمر أصعب وتقل المياه الجوفية وهذا يؤثر على المزارعين ومحاصيلهم”.


الاعتماد على مصادر المياه الجوفية المُخزنة


بدوره، أشار مُزارع آخر من دبا، علي العبودلي، إلى أن معظم زملائه من المزارعين في المنطقة يعتمدون على مصادر المياه الجوفية المخزنة في الآبار ويساعد بعضهم بعضا عندما تشح الأمطار.


وقال: “أزرع عدة أنواع من الخضار والفواكه إلى جانب التمور، وكانت المياه دائماً مشكلة بالنسبة لنا وبوجود هذا الشحّ في الأمطار فإن المشكلة أصبحت أكثر تعقيداً، إذ يعتمد غالبيتنا على الآبار، فإذا لم يكن لدي ما يكفي من المياه فإنني أقترض من جيراني وهم يفعلون الشيء نفسه”.


مزارعو أبو ظبي يواجهون المُشكلة نفسها


ياسر المهري، الذي يشرف على مزارع والده وأخيه في قرية سويحان، قال إنه توقف عن زراعة محاصيل التبن والبرسيم لأنها تحتاج الكثير من الماء، لافتا إلى أنه يستخدم الماء المعالج، الذي توفره الحكومة، عندما لا يتوافر مخزون كافٍ من مياه الأمطار (أو المياه الجوفية)، مؤكدا أن المزراعين لا يفضلون استخدام هذا الماء بكثرة “لأن الحكومة تستهلك الكثير من النفط والطاقة مقابله”.


وأضاف المهري أن مياه الأمطار مهمة لأنها تعادل مستويات الملوحة في التربة، موضحا أن “المياه تتسرب إلى الأرض وتقلل من مستوى الملوحة في التربة، لذا تزيد المحاصيل وتصبح جودتها أفضل”.

 

وشارك المهري في أداء صلاة الاستسقاء اليوم، حيث بين في هذا الصدد أن “القضية ليست تأخر الأمطار فحسب، بشكل عام صلاة الاستسقاء هي سنّة، والشيخ خليفة أصدر أوامره بإقامتها كل عام”.


تعويض المياه المُستهلكة من السدود من خلال الأمطار


وقال المهندس المختص بالمياه الجوفية، عبدالله القاسمي، إن المياه التي يتم استهلاكها من السدود يمكن تعويضها فقط من خلال الأمطار.

 

وأوضح: “بصرف النظر عن كمية هطول الأمطار إلا أن الاستهلاك يصل إلى أكثر من 25% من المياه المتوافرة، لذا فإن على المزارعين التفكير بطرق بديلة مثل استخدام نظام الزراعة المائية أو وضع نظام ري حديث يحافظ على المياه، آخذين بعين الاعتبار تغيير بعض العادات التي قد تؤثر على استهلاك المياه”.

التغير المناخي أثر على العالم بأكمله

ولفت القاسمي إلى أن التغير المناخي أثر على العالم بأكمله ومعدلات الأمطار “لكننا ما نزال في منتصف الموسم ولا يمكننا الحكم على أي شيء حتى انتهائه”.

 

ووفقاً للمركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل، في دولة الإمارات العربية المُتحدة، فقد وصل هطول الأمطار إلى مستويات مرتفعة في الفترة ما بين يناير (كانون الثاني) ومارس (آذار) من العام الماضي، مقارنة بالفترة ذاتها من العام 2015، إلى أن البلاد بصورة عامة عانت رغم ذلك من شحّ في الأمطار العام الماضي مقارنةً بالعام 2015.

 

وكان رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان دعا، الأحد الماضي، لأداء صلاة الاستسقاء في جميع مساجد ومصليات الدولة ليبارك الله الأرض بالأمطار والرحمة.