حلب وتعز تُحارب عدو واحد.. هل أعلنها الحوثيون حربًا لا مفاوضات فيها؟

تقارير وتحقيقات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تعز وحلب.. يُعتبران من أهم المُحافظات سواء في اليمن أو سوريا، حيث يُمثلان اهمية استراتيجية وعسكرية في الحرب الدائرة في كلا الدولتين، نجح النظام البشاري في السيطرة على حلب بدعم كبير من إيران وروسيا وميليشيا حزب الله، وفي تعز تتقدم قوات الشرعية يومًا بعد يوم لتحرير المُحافظة بالكامل من سيطرة ميليشيا الحوثي المدعومة أيضًا من إيران.


حلب


شكلت مدينة حلب السورية بؤرة الصراع السوري الرئيسية بين مُقاتلي المُعارضة من جهة، والجيش النظامي المدعوم من روسيا وإيران من جهة أخرى، حيث أجمع كثير من علماء الآثار على أن حلب القديمة تعتبر متحفاً يضم أروع المباني.


منذ الأسابيع الأولى للتدخل العسكري الروسي في سوريا مطلع سبتمبر الماضي، فقد كان نظام الأسد شديدا الوضوح في إعلانه أن استعادة حلب هي هدفه الأول، حيث أعلن النظام مبكرا في أكتوبر أنه يستعد لشن حملة كبيرة لاستعادة السيطرة على كامل المدينة التي يقتسم النظام والعارضة السيطرة عليها منذ عام 2012، قبل ان يُسيطر عليها النظام بالكامل.  


ولا تستمد حلب أهميتها من الأهمية الاستراتيجية للمعارك الدائرة حولها فحسب، بل إن البلدة تحمل أهمية رمزية كبيرة أيضا، فهي ثاني أكبر المدن السورية، وقد كانت أكبر المراكز الاقتصادية في البلاد قبل أن يتم تدميرها بفعل الحرب، وهي المدينة السياحية الأولى في البلاد، وقد الموقع المفضل للعديد من البعثات الدبلوماسية لفترة طويلة من الزمن.


تعز


تكتسب محافظة تعز أهمية استراتيجية في العمليات العسكرية بسبب تمتعها بموقع جغرافي استراتيجي. فهي تبعد عن العاصمة صنعاء حوالي 256 كلم، في حين تطل مناطقها الغربية على البحر الأحمر، كميناء المخا الذي يقع على منفذ بحري استراتيجي والذي يعتبر حلقة وصل جغرافية بمحافظة الحديدة الساحلية.


ومن شأن السيطرة على محافظة تعز التسريع في عملية الحسم العسكري، عبر اتخاذ المحافظة بوابة انطلاق وقاعدة عسكرية للقوات الشرعية لدحر المتمردين على الشرعية إلى محافظات الشمال وصولا إلى صنعاء، باتجاه صعدة معقل الحوثيين.


فتحرير محافظة تعز، إذا ما تحقق، يسهل من عملية السيطرة العسكرية للقوات الموالية للشرعية على كامل الساحل اليمني والمنافذ البحرية المطلة على البحر الأحمر وعلى كل المنافذ الأخرى على خليج عدن وبحر العرب.


الحوثيون يؤكدون أن لا سلام في اليمن


قالت قيادات في ميليشيا الحوثي، في حوارات منفصلة هذا الأسبوع مع وكالة تسنيم الإيرانية إن الطريق مسدود نحو إيجاد حل سياسي في اليمن، وأن "حلب" السورية "وتعز" اليمنية تحارب عدو واحد، على حد قولهم.


وأشار القيادي في الميليشيا، صادق الشرفي، المتواجد في إيران، إلى أن المرحلة القادمة لا تحمل تباشير وجود حل سياسي، مُعتبرًا أن المُبادرات الموجودة على الساحة "كلها مُبادرات تأتي من قبل الأمريكان والبريطانيين"، على حد زعمه.


من جهته قال «حميد رزق»، القيادي في الميليشيا، ومدير تحرير تلفزيون المسيرة، الناطق باسم الميليشيا: "لا يوجد حل وأن الأفق مُغلقة امام الحلول السياسية"، ويعتقد رزق أن السعودية تحاول تعويض خسارتها في سوريا بالهجوم على اليمن، على حد زعمه.


فيما قال «رضوان الحيمي» القيادي في جماعة الحوثي والذي يزور إيران منذ أسبوع: "الاهتمام بحلب و اليمن واجب لكن سوريا و اليمن هما جبهتان واحدتان وان تعز وباقي المدن اليمنية مثل حلب هي كلها جبهة واحدة، لأننا نقف امام ادوات امريكية و صهيونية و سعودية مشتركة"، على حد زعمه.


ولم تتطرق وسائل إعلام الحوثيين إلى أي من الوفود الزائرة إلى إيران طوال العامين الماضيين بما فيها الوفد الأخير الذي يترأسه الحيمي وألتقى قيادات في البرلمان والحكومة الإيرانية.


وكان محللون قد أشاروا إلى أن إيران قد توجه فائض قوتها الميليشياوية والعسكرية بعد إسقاط حلب نحو معركة اليمن وزيادة المعارك الحدودية مع السعودية.