هل تنمو "الإخوان المسلمين" من جديد في الإمارات؟ عبد الله بن زايد يكشف عن تطور

تقارير وتحقيقات

بن راشد وبن زايد
بن راشد وبن زايد والإخوان

تعتبر الإمارات العربية المُتحدة، أحد أبرز المُشاركين في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وأكثر الدول مُحاربة للتنظيمات الإسلامية المُتشددة ليس في الإمارات فقط، بل في معظم الدول العربية، حيث ساهمت في دعم النظام المصري بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في مواجهة قوية مع الإخوان المسلمين في مصر.


الإمارات وحزب الإصلاح "إخوان اليمن"


داهمت قوة عسكرية تشرف عليها القوات الإماراتية 1 – 6 – 2016، مقر المكتب التنفيذي لـ«الإصلاح» في المكلا، في أول صدامٍ علنيّ بين الطرفين، حيث أفادت مصادر محلية بأن قوة عسكرية مكونة من أربع عربات دهمت المبنى واعتقلت مدير المكتب والحرّاس، واقتادتهم إلى جهة مجهولة.

ووفقاً لمصادر محلية، احتدم الصراع بين الطرفين منذ ما يزيد عن شهر عقب الكشف عن مشاركة حزب «الإصلاح» الفاعلة في «المجلس الأهلي الحضرمي» الذي شكّله تنظيم «القاعدة» إثر سيطرته على المكلا مركز محافظة حضرموت في نيسان من العام الماضي، قبل أن يخرج منها قبل نحو شهرين.


 ووفق المصادر، فإنّ حادثة اقتحام مقر «الإصلاح» في المكلا لم تكن الحادثة الأولى، إذ اعتقلت قوات إماراتية سابقاً عددا من القيادات السلفية والإخوانية في حضرموت بعد الحملة المعلنة على تنظيم «القاعدة» في المدينة الساحلية، إلا أن ما جرى البارحة يُعدّ سابقة بسبب مباشرته وبكونه يُخرج الصراع الإماراتي ــ الإخواني في جنوب اليمن إلى العلن.


الإخوان في الإمارات

جمعية الإصلاح والتوجيه الاجتماعي، هي حركة إماراتية، دعوية اجتماعية خيرية ذات توجه سياسي إسلامي، تأسست سنة 1974، مقربة من جماعة الإخوان المسلمين، ومحظورة في الإمارات، حيث يترأسها سلطان كايد القاسمي، المُعتقل حاليًا مع عشرات النشطاء المنتسبين للحركة.


جمعية الإصلاح الجديدة


كشف الكاتب الإماراتي «سلطان العميمي»، أن بعض أفراد تيار ديني متشدد أسسوا تنظيمًا جديدًا في البلاد، أطلقوا عليه “جمعية الإصلاح الجديدة”، وذلك أسوة بجمعية "الإصلاح الإخوانية" التي أغلقت مكاتبها في الإمارات قبل مدة.

 

وقال العميمي في سلسلة تغريدات على حسابه في تويتر إن “من أهم ملامح #جمعية_الإصلاح_الجديدة: عدم وجود تنظيم رسمي باسمها، وللعضو فيها صلاحية بأن يكون وصيا على والدين والمجتمع والفصيلة والهوية”.

 

وأضاف: “نشاط أعضائها يتمركز في مواقع التواصل الاجتماعي ووسائله. ولدى بعض أعضائهم أكثر من حساب وهمي للدفاع عن توجهاتهم وأفكارهم، وينشطون  بقوة في أيام المناسبات المجتمعية والدينية، للهجوم على أي مظاهر احتفالية بدعوى أنها بدع دخيلة على المجتمع”.

 

وأردف: “يدّعي أعضاء المجموعة ولاءهم للدولة وقادتنا، وفي تحدٍّ سافر منهم لا يعترفون في الوقت نفسه بمؤسسات الدولة الدينية، كمركز الإفتاء ويريدون انتزاع بعض مهامها”.

 

واعتبر العميمي أنه “رغم صدور قانون الدولة الخاص بمكافحة التمييز والكراهية، إلا أن أعضاء #جمعية_الإصلاح_الجديدة يحاولون التحايل على القانون باسم حب الوطن ويركزون على تقسيم المجتمع الإماراتي إلى: متدينين بالفطرة، ليبراليين، علمانيين، رافضة، صوفيين، غير مسلمين، ويستعينون في هجومهم الدائم على المناسبات المجتمعية في الدولة بفتاوي لرجال دين من الخارج، بمايناسب توجهاتهم ويدعمها”.

 

وقال العميمي: “ليس ضروريا أن يكون عضو #جمعية_الإصلاح_الجديدة متدينا أوملتحيا، إنما يكفي أن يكون مؤيدًا لتوجه الجمعية، رافضًا ماترفضه، معترفا بمشايخها ومفتيها، وبعض الأعضاء يمارس وصايته الدينية في تويتر فقط، ويمارس حياته خارج تويتر بصورة لا علاقة لها بالتدين، وبدون أية وصاية”.

 

وذكر العميمي أن “شعار #جمعية_الإصلاح_الجديدة إن لم تكن معنا فأنت لست على نهج الإسلام الصحيح. الشعار السابق لا يختلف عن فكر كثير من الجمعيات الدينية الأخرى”.

 

وقال إن “أعضاء #جمعية_الإصلاح_الجديدة يرفعون دوما شعارات حب الدين والوطن والذود عنهما ضد الأعداء. ولديهم مشايخهم ومفتون خاصون بهم من الداخل والخارج، وبعض الأعضاء شباب في مقتبل عمرهم، مهمتهم الوحيدة الدفاع عن كبار أعضاء الجمعية وتشكيك الآخرين في دينهم ووطنيتهم “تخوينهم””.

 

واعتبر العميمي أن هذه الجمعية “تقصي الآخر بامتياز ويدعي أعضاؤها الوسطية وهم بعيدون عنها، بتقسيمهم المجتمع وأفراده عقائديا استنادا على فتاوي خاصة بهم”، مشيرا إلى أنهم “يسعون دوما لإنكار أية ظواهر مجتمعية قديمة لا توافق فكرهم وفتاويهم، بدعوى أنها بدع وجهل، وفي هذا طعن خطير بالهوية”.

 

وتابع العميمي: “مجتمع الإمارات عرف بوسطيته بعيدا عن أية تيارات دينية مؤدلجة، وكان متسامحا مع الآخر ومتقبلا له ومحافظا في الوقت نفسه على دينه وهويته الأصيلة”.


وقال إن” ما تمارسه #جمعية_الإصلاح_الجديدة داخل الدولة ليس إلا شكلا جديدا من أشكال الحزبية الدينية “المتخفّية” والمرفوضة بحسب قوانين الدولة والحمدلله أننا نعيش في دولة ترفض كافة أشكال التحزب والتشدد الديني، وتحافظ في الوقت نفسه على وسطيتها وهويتها وعاداتها الأصيلة”.

 

ووفقا للعميمي فقد “سعت #جمعية_الإصلاح_الجديدة مؤخرا، إلى الهجوم على المؤسسات الإعلامية في الدولة وقيادتها بحجج دينية إصلاحية، في محاولة منها لتشويه صورتهما”.


عبد الله بن زايد


ولقيت تغريدات العميمي تفاعلا واسعا من المعلقين الإماراتيين بموقع تويتر على رأسهم وزير الخارجية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان الذي كتب في تغريدة على حسابه في تويتر: “نهاية #جمعية_الإصلاح_الجديدة تلحق زميلتها”.