لحج تشهد فعالية تأبين مهيبة لفقيد الوطن السلطان علي العبدلي

أخبار محلية

حفل التأبين
حفل التأبين

شهدت مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج، اليوم الاثنين 2 يناير 2016م، فعالية تأبين مهيبة، لفقيد الوطن السلطان الثائر " علي عبدالكريم العبدلي"، حضرها قيادات السلطة المحلية، وشخصيات وكتاب ومؤرخين واكاديين من محافظتي لحج وعدن.

ووفقاً لمصادر محلية، جرى في الفعالية، التي اقيمت برعاية محافظ محافظة لحج الدكتور ناصر الخبجي، القيت عدد من الكلمات التي ذكر فيها مناقب الفقيد السلطان العبدلي، وانجازاته ومواقفه الوطنية، الى جانب فيلم خاص عن السلطان العبدلي، واقوال نخبة من الشخصيات فيه، وفي مواقفه ونضالاته ومراحل حياته.

كما تم في الفعالية، توزيع كتاب خاص، بحياة السلطان العبدلي، والذي تكون من خمسة ابواب، و226 صفحة، كانت مقدمته، كلمة محافظ لحج الدكتور ناصر الخبجي. 

وابتدأت الفعالية، بآي من الذكر الحكيم، ثم تلتها قراءة الفاتحة على روح فقيد الوطن العبدلي، ومن ثم القيت كلمة اللجنة التحضيرية القاها، رئيس اللجنة التحضيرية للفعالية، الامين العام للمجلس المحلي " عوض بن عوض الصلاحي "، رحب خلالها بالحاضرين جميعاً، مجددا التعازي لكل الوطن بفقد هامة وطنية من العيار الثقيل.
وتحدث الصلاحي، عن مناقب الفقيد العبدلي، وما قدمه للحج، وللوطن، من نهضة لا تزال بصماتها، شاهدة على انجازاته حتى اليوم.

وأضاف، اننا البلد الوحيد الذي دائما ما يتأسف على ماضية دون منافس وربما غدا سنتأسف على يومنا هذا الذي نحن فيه بكل ارهاصاته وتعقيداته ومآسيه، بما احدثته من جرح نازف للحج لم يندمل حتى اللحظة الامر الذي يستدعي تكاتف الجميع، واصلاح الاخطاء، كي لا نصل الى التأسف على يومنا هذا في المستقبل، مؤكدا ان التاريخ هو التاريخ وهو ملك للشعوب وهاماتها الوطنية والتاريخية وفي بلدنا دائما يتم تجييره لخدمة الحاكم ونجدها مناسبة لدعوة المختصين لترشيد وتنقيح وصياغته بشكل واقعي ومنطقي وعادل يعطي كل ذي حق حقه.

من جانبها القت السيدة "مريم صالح مهدي العبدلي" كلمة عن اسرة السلطان الثائر علي عبدالكريم العبدلي اكدت فيها ان اسم السلطان ارتبط بالكثير من المنجزات في سلطنة لحج فهو من شجع التعليم باعتباره الركيزة الاساسية لأي تطور في المجتمع وهو من شجع تعليم الفتاة وفتح مدرسة لذلك ليس في لحج بل وفي عدن وشجع ووفر الامكانيات لالتحاق الفتيات بالتعليم.

وأضافت، في عهده انتقلت السلطنة العبدلية الى مصاف السلطنات المتطورة وكانت لحج حاضرة الجنوب العربي وكان مثالا يحتذى به من قبل سلاطين وامراء وشائخ الجنوب.

وقدمت السيدة مريم، شكرها لكل من اهتم بإقامة هذ التأبين، وعلى راسهم محافظ محافظة لحج الدكتور ناصر الخبجي، ونائبه عوض الصلاحي، وكل الشخصيات والقيادات من ابناء محافظة لحج.

كما القيت في الفعالية، كلمة مطولة من قبل اللواء احمد مهدي المنتصر، صديق الفقيد ومرافقه الشخصي تناول فيها، فيها مناقب وادوار السلطان الثائر، وسرد مواقف بطولية للسلطان العبدلي، وكيف نجح في النهوض بلحج، والارتقاء بالتعليم والزراعة، ومختلف مجالات الحياة.

وأكد المنتصر في كلمته، على ضرورة ترجمة احلام السلطان وطموحاته على ارض الواقع وانتشال لحج من واقعها بأيادي شبابها وعدم التهاون مع المفسدين والمخربين، داعيا السلطة المحلية للضرب بيد من حديد لكل من يريد العبث بلحج، ويفسد فيها، او يحرمها من تنميتها.

وفي الختام، القى محافظ المحافظة، الدكتور ناصر الخبجي، كلمة السلطة المحلية، اكد فيها، إننا ونحن نقف هنا، في تأبين السلطان الثائر، المناضل علي عبدالكريم العبدلي، علينا ان نعرف جيداً، اننا في حضرة مناضل كبير، وشخصية ثائرة، ورجل استثنائي، سجل موقفاً تأريخياً، لا يسجله إلا الابطال، فإنتصر للإدارة الحرة، التي جُبل عليها شعبنا، وورثتها أجيالنا أبّاً عن جد. خاصة في مرحلة كان يتعايش فيها الكثيرين، وبعض الحكام عادة مع مقتضيات المرحلة، إلا من يحملون هدفاً يناضلون من أجله، فيقررون مصيرهم، إيمانا منهم بالحرية الشخصية والجمعية والوطنية، وهو ما فعله السلطان العبدلي، عندما قرر الوقوف بوجه الاستعمار، رافضاً سياساته بحق المناضلين وكوادر الحركة الوطنية الجنوبية أنذاك. وهو ما فعله السلطان العبدلي عندما قرر الوقوف بوجه الاستعمار رافضا سياساته بحق المناضلين وكوادر الحركة الوطنية الجنوبية آنذاك . داعيا الباحثين والمؤرخين والاكاديميين، الى توثيق تأريخ وأدوار السلطان العبدلي، ورفاقه من الرعيل الأول.

وأضاف الخبجي، إن هذا التأبين اليوم، ليس تأبيناً عادياً، بل هو ايضاً تجسيداً لرد الاعتبار لتأريخ هذا الثائر ورفاقه، والاعتراف بالآخر، وهذا يعد نهج السلطة المحلية في محافظة لحج، وما ستكون عليه، انطلاقاً من تعزيز قيم التصالح والتسامح الجنوبي، وتجاوز أخطاء الماضي والعمل المشترك على بناء الحاضر والمستقبل.

وأشار، نقولها اليوم، أننا نعيش في مرحلة جديدة، وبأفكار حديدة، يجب ان تتجسد واقعاً، يلمسه الجميع، بإعتبار التصالح والتسامح، مبدأ وطني، لا حياد عنه، وركيزة النهوض والتقدم والازدهار لهذه المحافظة والوطن عموماً. 

وعلينا، ان نعرف ان السلطان العبدلي، قدم لنا نموذجا وطنياً، ودروسا عظيمة، بمواقفه الوطنية، يجب ان نتعلم منها، بأن الحياة وقفة عز وإباء وتضحية، وروح تحدي وصمود، ونكران للذات والمصالح، وان الحكم والجاه لا يساوي شيئاً، أمام الكرامة والحرية للفرد وللوطن.