إيران تزود الحشد الشعبي في العراق بأسلحة ثقيلة

عرب وعالم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كشف قائد قوات التحالف الدولي في العراق، الجنرال ستيفن تاونسند، أن إيران تقدم التدريب والمشورة، وأيضاً السلاح الثقيل والمعدات العسكرية لفصائل ضمن "الحشد الشعبي"، التي تقاتل إلى جانب القوات العراقية والأمريكية في معركة استعادة الموصل من قبضة تنظيم الدولة، بحسب ما أدلى به الجنرال الأمريكي لصحيفة "الديلي بيست".

 

ووصفت الصحيفة الأمريكية معركة الموصل بأنها عبارة عن عدة جيوش تقاتل تنظيم الدولة لإخراجه من المدينة، بينها مليشيات شيعية عراقية مرتبطة بإيران، ومتهمة بارتكاب جرائم وانتهاكات ضد المدنيين، متسائلة: من سيضمن استقرار المدينة وعدم تقاتُل كل هذه الجيوش في حال نجحت في إخراج تنظيم الدولة من الموصل؟

 

"حرس نينوى" واحد من تلك المليشيات التي تقاتل ضد تنظيم الدولة، وهي مجموعة قتالية شكّلها محافظ الموصل السابق أثيل النجيفي، وتتكون من مقاتلين عرب سُنة ومسيحيين وإيزيدين، من أهالي الموصل، غير أنهم لا يجدون الدعم الكافي من قِبل الحكومة العراقية، فهم لا يتلقون أي رواتب من الحكومة المركزية ولا أي عناية أو رعاية، كما هو الحال في تعامل الحكومة المركزية مع المليشيات الشيعية المنضوية تحت راية "الحشد الشعبي"، بحسب "الديلي بيست".

 

ومضى قرابة شهرين ونصف الشهر على انطلاق عملية استعادة الموصل بمشاركة العديد من القوات والجيوش، ومنها "الحشد الشعبي" الذي أثارت مشاركته مخاوف من ارتكاب أعمال طائفية ضد أهالي المدينة، إلا أن قائد قوات التحالف الأمريكي، الجنرال ستيفن تاونسند، يرى أن هذه المليشيات ما زالت منضبطة.

 

تاونسند لا ينفي أن يكون للإيرانيين دور في تدريب وتسليح بعض المليشيات الشيعية، بالإضافة إلى أن العديد من تلك المليشيات تستخدم معدات وأسلحة إيرانية ثقيلة، إلا أنه ينفي وجود قاسم سليماني على الأرض لدعم "الحشد الشعبي".

 

ويرى تاونسند أن "إيران جارة العراق، وهذا أمر حقيقي"، ومن ثم هو يؤكد أنه لا يمكنه فعل أي شيء لتغيير هذا الواقع، ومنع إيران من التدخل.

 

ويعتقد الجنرال تاونسند أن ليس كل العراقيين مؤيدين لإيران، فهناك الكثير من العراقيين الشيعة من القوميين، ومن الذين لا يحبذون دوراً لإيران في العراق، مبيناً أن وجود مستشارين إيرانيين على الأرض لدعم "الحشد الشعبي" ليس بجديد، وأنه يسعى إلى ألا يحتكَّ بهم "نحن هنا وهم هناك".

 

تدرك الحكومة المركزية في بغداد حساسية مشاركة "الحشد الشعبي" في معركة الموصل، وهي تسعى حالياً إلى نقل العديد من وحدات "الحشد" إلى معسكرات بعيداً عن محاور معركة الموصل، بحسب الصحيفة.

 

صفاء الشيخ نائب مستشار الأمن القومي في العراق، قال إن بعض الفصائل يصعب السيطرة عليها والتحكم فيها، حتى بعد إقرار قانون "الحشد الشعبي"، الذي أسبغ على تلك المليشيات الصفة القانونية وضمها إلى المؤسسة العسكرية العراقية.

 

"الشيخ" يشير إلى "كتائب حزب الله" و"عصائب أهل الحق"، مبيناً أن هذه الفصائل تتلقى فعلاً نصائح واستشارات من قِبل الجيش الإيراني، وأن هناك تأثيراً إيرانياً واضحاً عليها، ولكن أيضاً هناك تأثير للحكومة العراقية.

 

"كتائب حزب الله" و"عصائب أهل الحق" لديها معتقلات سرية ومحتجزون بصورة غير قانونية، بحسب مسؤولين عراقيين ومنظمات إنسانية دولية، وعن ذلك يقول الشيخ إن الحكومة لم تتمكن من التحقق من تلك الادعاءات.

 

ويضيف: "سمعنا عن وجود معتقلات سرية ومعتقلين، لم نتمكن من التحقق من ذلك، ولكن سجلنا مقتل 10 مدنيين على يد تلك الفصائل في أثناء معركة تحرير الفلوجة (يونيو/حزيران 2016)، وكان الأمر مرتبطاً بعملية انتقام فردية".

 

التحدي الأكبر سيكون بعد استعادة الموصل من سيطرة تنظيم الدولة، وعن ذلك يقول صفاء الشيخ: "الحكومة حالياً تدرس خطة ما بعد (داعش)، سنعمل على أن يكون الجيش العراقي الذي يتشكل في غالبيته من الشيعة، خارج المدن خاصة تلك غير الشيعية، ونعمل على تمكين الشرطة المحلية لتمسك الأرض بعد ذلك".