الخليج يتفق على الاحتفال بالحياة الفطرية لحماية البيئة
صاحب النموَ الاقتصادي المتسارع الذي شهدته دول مجلس التعاون الخليجي كثيرٌ من التهديدات البيئية، التي أدت إلى فقد بعض من الأنواع الفطرية، وتدمير مواطنها الطبيعية، إذ تشتهر دول الخليج العربي بوجود حياة بيئية ثرية.
وتواجه دول المجلس، كغيرها من الدول، العديد من المشاكل البيئية؛ من ضمنها النفايات الصناعية السامة والخطرة والتلوث الصناعي والتصحر، والمشاكل التي تعاني منها التربة والبيئة البحرية وتدهور المناطق الساحلية الطبيعية، وتأثرها بالمشاكل العالمية، كالاحترار العالمي وتآكل طبقة الأوزون والمخلفات السامة والتنوع البيولوجي وانقراض الكائنات الحية.
ومن هذا المنطلق، وإدراكاً من قادة دول المجلس للأهمية البالغة للمحافظة على الحياة الفطرية، سعت دول الخليج إلى إيجاد صيغة مناسبة علمية متفق عليها لحماية البيئة وصيانة مواردها الطبيعية، بشكل يتفق مع أهداف التنمية الشاملة المستمرة، وتحقيقاً للاستفادة القصوى من إمكانات الدول الأعضاء بشرياً ومادياً، وتطويراً لقدرات كل منها في العمل المحلي المشترك.
وبناءً على ذلك صادق مجلس التعاون الخليجي في دورته الثانية والعشرين، التي عقدت بمسقط في سلطنة عُمان في 30 ديسمبر 2001، على اتفاقية تهدف إلى السعي لرفع مستوى المحافظة على الأنواع النباتية والحيوانية البرية والبحرية ومواطنها الطبيعية، من خلال التعاون بين الأجهزة المعنية للمحافظة على الحياة الفطرية في دول المجلس.
ومنذ ذلك التاريخ تحتفل دول مجلس التعاون بـ"يوم الحياة الفطرية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية"؛ وذلك بهدف أن يكون محطة سنوية تتضافر فيها الجهود من أجل المحافظة على الحياة الفطرية، وعلى النظم الإيكولوجية والأنواع المهددة بالانقراض.
وتحمل احتفالية العام الحالي شعار "معاً للحفاظ على الحياة الفطرية".
وبهذه المناسبة تعتمد الجهات المختصة في دول المجلس، في كل عام، إعداد برامج وفعاليات من أجل إبراز الهوية الخليجية، والتعاون المشترك في المحافظة على الحياة الفطرية وتنميتها بدول مجلس التعاون، وأهمية التوعية للمحافظة على الحياة الفطرية باستخدام وسائل الإعلام المختلفة، وكذلك التعريف باتفاقية المحافظة على الحياة الفطرية ومواطنها الطبيعية في دول مجلس التعاون الخليجي، ودعم جهود المحافظة على النظم البيئية وعلى الأنواع الفطرية المهددة بالانقراض، خاصة التي يتجاوز انتشارها الحدود الدولية لدولتين جارتين أو أكثر، أو حيثما تهاجر هذه الأنواع عبر تلك الدول.
وتتمتع دول مجلس التعاون بجمال فطري فريد، من تعدد بيئات البر والبحر وتنوعها، لا سيما أنها تجمع الصحراء والمناطق الخضراء والواحات والجبال والسهول، وتعدد التضاريس واختلاف المناخ بين مناطقها.
ذلك أدى إلى تنوع أحيائها، بالإضافة إلى كونها ممراً للطيور المهاجرة، ومستقراً لحيوانات برية وبحرية نادرة، بعضها مهدد بالانقراض.