ماذا لو فشل التحالف والجيش والمقاومة في تحرير صنعاء؟

تقارير وتحقيقات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

ماذا لو لم يتم تحرير صنعاء؟.. سؤال يطرح نفسه على المشهد سواء واقعيًا لمن يتحدثون عن استحالة الحسم العسكري أو افتراضيًا لم يؤكدون دومًا أن تحرير صنعاء مجرد وقت، يُطرح هذا التساؤل، مع اشتداد ضربات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بدعم من التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية، لمحاولة تحرير العاصمة من قبضة ميليشيا الحوثي والمخلوع علي عبد الله صالح.

وفي دراسة حديثة نشرها مركز دراسات "كاتيخون"، بحث خبراء تعقيدات المشهد السياسي في محافظات الجنوب، والتي تخضع لسيطرة قوات الجيش الموالي للرئيس عبدربه منصور هادي، والسيناريوهات المحتملة في حال تعثر الحسم العسكري في الشمال.

كردستان الجنوب

وتشير الدراسة الى أن أبرز السيناريوهات المحتملة هو سيناريو "كردستان الجنوب" (في إشارة إلى إقليم كردستان العراق) في حال تعثر الحسم العسكري وظهور الحاجة إلى إيجاد مناطق آمنة ومستقرة نسبياً، خاصة المناطق المطلة على الممر الملاحي الدولي "باب المندب" وتأمين المصالح الدولية في مكافحة القرصنة والإرهاب .

وبحسب الدراسة فإن هذا السيناريو يستند على فرضية "وجود كيان تحت إدارة الحكومة الشـرعية يضم محافظات الجنوب والمحافظات المحررة في الشمال محافظتي مأرب والجوف النفطيتين" على غرار النموذج الكردي بالعراق .

هذا السيناريو تقول الدراسة، إنه قد يعزز فرص نجاح الحراك الجنوبي بـ"الإعلان عن قيام إقليم في الجنوب لمدة خمس سنوات تنتهي باستفتاء على تقرير المصير".

وتضيف الى أن هذا الاتجاه يحقق مطلب الحراك ولو في حده الأدنى من خلال إقليم مستقل أو دولة شبه مستقلة، ويخرج التحالف العربي من حرج تقسيم اليمن ومحاذيره ولو على المستقبل القريب .

الانفصال 

أما فيما يخص مطلب الاستقلال واستعادة الدولة عبر انفصال جنوب البلاد عن شماله، وهو هدف منشود لغالبية قوى الحراك الجنوبي، وهو السيناريو الثاني، خلصت الدراسة بأن هذا السيناريو يبقى مرتبطاً بتجاوز المشكلة المركبة الموجودة لدى الخليج تجاه قيام دولة في جنوب اليمن، فمصلحتها لازالت تكررها دوما هي مع بقاء اليمن موحداً .

الدولة الاتحادية

وبحسب الدراسة فإن فرص نجاح هذا السيناريو من عدمه، مرتبطة بنتائج الحرب الدائرة في مناطق الشمال، ومدى قدرة الحكومة الشرعية على فرض خيار الأقاليم في المناطق الواقعة تحت سيطرة قطبي الانقلاب.

كما تضيف أن نجاحه مرتبط أيضا بمدى قدرة هذا الخيار على ترجمة أهداف الحرب المتمثلة في إعادة الشـرعية في اليمن وإفرازاتها، لاسيما في مناطق الوسط والشمال، وملاءمتها لمتطلبات المرحلة القادمة في ظل تأخر الحسم العسكري.