استطلاع: ارتفاع شعبية اليمين بعد اعتداء برلين

عرب وعالم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تأثر المزاج السياسي في ألمانيا باعتداء برلين، الذي أوقع 12 قتيلا و48 جريحا قبل أسبوع، حيث ارتفعت نسب تأييد أحزاب الطرف الأيمن من الطيف السياسي، فيما تراجع يسار الوسط، الأقل اهتماما بقضايا الأمن الداخلي، بحسب استطلاع للرأي نشرت نتائجه اليوم الأربعاء.


هذا الاستطلاع أجراه معهد فورسا للأبحاث الاجتماعية والتحليلات الإحصائية (غير حكومي)، بالتعاون مع مجلة "شتيرن" الألمانية، بين يومي 19 و23 ديسمبر/ كانون أول الجاري، علي عينة عشوائية من 2504 شخصا، بهامش خطأ 2.5%.


وأظهرت نتائج الاستطلاع أن التأييد لتحالف الحزب الديمقراطي المسيحي وحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي (يمين وسط)، بقيادة المستشارة أنجيلا ميركل، ارتفع نقطتين ليبلغ 38%، مسجلا أفضل اداء له منذ بداية 2016.


وإذا أجريت انتخابات مباشرة لاختيار المستشار الألماني، فإن ميركل ستحصد 52% من أصوات الناخبين، وهي نسبة أعلي بنقطتين مما أظهره استطلاع الأسبوع الماضي، ما يعني أن ميركل تتقدم بفارق 39 نقطة عن رئيس حزب الاشتراكيين الديمقراطيين (يسار وسط)، سيجمار جابريل، الذي توقفت نسبة تأييده عند 13% من الناخبين.


ويرجع معهد فورسا هذه النتيجة إلى أن الناخبين عادة ما ينتابهم خوف من التجريب أو التغيير عندما تتزايد التهديدات، ومن ثم يأيدون الحكومة بشكل أكبر، بحسب مجلة شتيرن.


كما جنى حزب "البديل من أجل ألمانيا"، المعادي للمهاجرين، والممثل الرئيسي لليمين المتطرف، مكاسب بعد اعتداء برلين، حيث ارتفع تأييده بمقدار نقطة إلى 12%، علما بأنه لم يستطع تحقيق العتبة الانتخابية، التي تضمن دخوله البرلمان (البوندستاج) في 2013، وهي 5% من الأصوات.
ويري مراقبون أن خط هذا الحزب المعادي للاجئين، وتحميله إياهم مسئولية اعتداء برلين، ساهم في ارتفاع شعبيته.

وفي الطرف الأيسر من الطيف السياسي الألماني، خسر حزب الاشتراكيين الديمقراطيين (الحزب الأكبر لليسار)، نقطتين، لتقف نسب تأييده عند 20% من الناخبين، بعد أن كانت في عهد المستشار السابق، جيرهالد شرودر، بين 37% و42%؛ وذلك بسبب عدم اهتمامه بقضايا الأمن الداخلي بشكل كبير، وعدم ثقة الناخبين في قدرته علي حفظ الأمن، وفق مجلة شتيرن.


فيما بقي تأييد حزب الخضر عند 10%، وحزب اليسار عند 9%.


وسأل المعهد عينة الاستطلاع عن الربط المحتمل بين اعتداء برلين، الذي يشتبه في وقوف شاب تونسي يدعي أنيس العامري وراء تنفيذه، وبين سياسة الهجرة التي تتبعها ميركل؛ فرأى 28%، بينهم 93% من مؤيدي حزب البديل و49% من مؤيدي الاتحاد الاجتماعي (حليف الحزب المسيحي)، أن هناك بالفعل ارتباط.


بينما رأي 68%، بينهم 93% من مؤيدي حزب الخضر و85% من مؤيدي حزب اليسار و83% من مؤيدي الاشتراكين الديمقراطيين و80% من مؤيدي الحزب الديمقراطي المسيحي، أنه لا يوجد ارتباط بين سياسة ميركل بشأن الهجرة وبين هجوم برلين.


وتوقع 76% من المستطلعة آرائهم أن يلعب الاعتداء الذي استهدف سوق أعياد الميلاد في برلين، والوضع الأمني في البلد الأوروبي بشكل عام، دورا بارزا في الانتخابات التشريعية المقررة سبتمبر/ أيلول 2017.