حضرموت واقع مرير.. وتحريرها من قبل أبناءها كان بداية فرجها (تقرير خاص)

أخبار محلية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

عاشت محافظة حضرموت كبرى محافظات الجمهورية اليمنية، خلال عام 2016م وما قبل واقعاً مريراً تكبده كل من فيها، وكان الواقع الأكثر مرارةً في الساحل تحديداً، والمناطق المجاورة للساحل، وذلك من جراء سيطرت تنظيم القاعدة الإرهابي على مدينة المكلا مركز المحافظة، التي إستمرت سيطرتهم لعام كامل وأيام معدودة. 


بداية أحداث حضرموت 

كانت بداية أحداث محافظة حضرموت منذُ إقتحام مدينة المكلا المركز التجاري والإقتصادي للمحافظة من قبل مسلحي جماعة تنظيم القاعدة المتطرفة في الثاني من شهر إبريل من عام 2015م، وكان أُولى خطوات تلك الجماعات الإرهابية هي إقتحام سجن "المنورة" المركزي بالمكلا، وقامت بتحرير عناصرها المعتقلين بالسجن في الثاني من إبريل؛ أي ليلة الإقتحام ذاتها.

وبعد أن قامت بإقتحام السجن المركزي وتحرير عناصرها، قامت بنهب خزائن البنك المركزي اليمني فرع المكلا، وأيضاً إقتحام وإحراق جميع مؤسسات الدولة، ولعل أبرزها مجمع المحاكم والمؤسسة الإقتصادية اليمنية ومبنى الإذاعة، ولم يقتصر الإقتحام على عناصر تنظيم القاعدة فقط، فقد قام شراذم من البلاطجة بنهب محتويات جميع المرافق والمؤسسات الحكومة التابعة للدولة. 

وتجدر الإشارة بناء هُناء إلى أن الفترة التي إستغرقها التنظيم لكسر ونهب الأموال النقدية من خزائن البنك المركزي، كانت أطول فترة يسجلها التاريخ تقريباً في الواقع القريب وليس البعيد، فقد تطلبت عملية النهب قرابة أسبوع كامل أو يزيد عن ذلك بيوم أو يومين، مما يجعلها أطول فترة سرقة في العالم، ويجب وضعها في موسوعة "جنز" كأطول عملية سرقة بالعالم. 


أوضاع مريرة 

من جراء إقتحام مدينة المكلا من قبل تنظيم القاعدة شهدت الحياة المعيشية أوضاع مريرة جداً وتدهوراً كاملاً في جميع الجوانب الخدمية والأمنية، وأسفر ذلك عن إنفلات أمني كبير لم يقتصر على المكلا أو الساحل فقط، بل إنتشر الإنفلات الأمني إنتشار كبير جداً ووصل إلى جميع مناطق محافظة حضرموت ساحلاً وادياً، إلى أن هناك مناطق في الوادي والصحراء لم تصلها أيدي الإرهاب، مما جعلها أفضل حالاً من جميع مناطق الساحل. 


بداية الفرج

إستمرت الأوضاع المريرة في حضرموت تحديداً بالساحل، حتى أن كانت بداية الفرج على أيدي أبناءها في الــ24 من شهر إبريل عام 2016م، وكان الفرج بتحريرها من عناصر التطرف والإرهاب "تنظيم القاعدة"، وكانت ليلة 24 إبريل ليلة طويلة نسبياً وهي أيضاً كانت الليلة التي بدأت حضرموت تستيقض من سباتها على أيدي قواتها النخبة الحضرمية. 

حيثُ أن الفرج كان ببداية توافد قوات النخبة والمقاومة الشعبية من كافة معسكرات التدريب عبر جميع المداخل البرية صوب مركز محافظة حضرموت مدينة المكلا، بقيادة اللواء الركن "فرج سالمين البحسني"، وكان هدفهم تحرير المدينة أو الإستشهاد وفي كلا الحالتين هم الرابحين، وذلك جعل النصر حليفهم لأنهم جعلوا الهدف الرئيسي لهم تحرير أرضهم ودحر التطرف منها، حماسهم كان مشتعل وهدفهم النبيل عجل نصرهم، وكانت أسرع عملية شهدها التاريخ في نبذ عناصر تنظيم القاعدة المتطرفين من أرض حضرموت الغالية. 


بداية الإستقرار

عقب عملية تحرير وإستعادة ساحل حضرموت من عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي، بدأت تستقر الأوضاع الأمنية والخدمية والمعيشية بشكل كبير جداً ومتسارع، حيثُ كان لمحافظ المحافظة اللواء الركن "أحمد سعيد بن بريك" والهلال الأحمر الإماراتي، دوراً كبيراً وبارزاً في عملية تحسين كافة الخدمات بشكل متسارع. 

وكان بداية الإستقرار الأمني إعادة إفتتاح مجمع المحاكم وأغلب الدوائر الحكومية المختلفة، من ثم بدأت عملية ملاحقة عناصر القاعدة حتى أوكارهم، حيثُ شنت قيادة المنطقة العسكرية الثانية بالمكلا، حملات عسكرية موسعة ومكثفة لملاحقة ما تبقى من خلاياء التنظيم النائمة في كافة مديريات المحافظة. 


والجدير بالذكر أن محافظة حضرموت تُعتبر الآن النموذج الأول في الأمن والإستقرار بنسبة لجميع محافظات البلاد المحررة، من حيث تحسن الخدمات والدوائر الحكومية وكافة الجوانب المعيشية الأخرى. 

وفي الوقت الحالي تستمر قيادات حضرموت بملاحقة خلاياء القاعدة، إلى جانب تثبيت الأمن وإفتتاح ما تبقى من خدمات والتي أهمها إعادة إفتتاح مطار الريان الدولي لتسهيل تنقل وسفر المواطنيّن، وذلك لأن الهدف الرئيسي من الحكومة الحالية في محافظة حضرموت هو تسهيل كافة الخدمات للمواطنين والحفاظ على أمنهم ورد أي مظالم لهم دون تحيز أو عنصريه. 

ويمكن القول إن محافظة حضرموت تشهد حالياً عصر جديد الكل فيها سواسية، يمكن للفقراء فيها إسترداد مظالهم من الأغنياء، ويكمن لجميع المواطنين محاكمة المسئولين ومقاضاتهم في حال وجود مظلمة لهم؛ أي أن عهد العنصرية التي كانت تسود في النظام ألسابق ولت وإنتهت وهذا عصر وعهد جديد يأخذ الحق مجرآة بالقانون وتحت تنفيذ النظام العادل.