هل انتصرت إيران في حلب؟.. تقرير يكشف عن أسرار

تقارير وتحقيقات

اليمن العربي

شهدت شوارع طهران احتفالات واسعة عقب إعلان انتصارها المزعوم في حلب من خلال إقامة محطات لتوزيع الحلويات على المارة تأييدا للقتل والتهجير الذي يتعرض له سكان حلب على يد النظام السوري والجنود الروس والحرس الثوري الإيراني والمليشيات الشيعية.
واعتبرت بعض الصحف الإيرانية مدينة حلب بأنها « مدينة إيرانية »، ووصفت دخول قوات الحرس الثوري الإيراني والمليشيات الشيعية لها بأنه « تحرير لمدينة إيرانية ».

وعلى عكس ذلك نشر موقع “American thinker”، الأمريكي تقريرا يتحدث عن كيفية خسارة إيران للحرب في مدينة حلب السورية رغم انتصارها الظاهري في المدينة السورية المدمرة .

وقال كاتب التقرير حشمت ألافي، إن إيران حاولت عرقلة إجلاء المدنيين من حلب، إلا أن روسيا هددت في وقت لاحق، بغارة جوية تضرب أي طرف يعيق الإخلاء، وذلك يعد تحذيرًا واضحًا لإيران، ولذلك اضطرت طهران إلى تنفيذ الاتفاق مرة أخرى تحت ضغط موسكو.

ونتيجة لذلك، كانت المرحلة الأخيرة من هذه الحرب وطريقة اختيارها لإخلاء حلب هزيمة لإيران وانتصارا للمعارضة السورية، خاصة منذ أن أصبح هناك تضارب في المصالح بين إيران والأسد وروسيا، حيث أصبحت إيران طرفًا ثانويًا في سوريا وفقا للتقرير.

ويشير الكاتب إلى أن تطور الأحداث لا يعني نهاية للمعارضة السورية، فالمعارضة تسيطر على مساحات واسعة من سوريا، مع مناطق أكبر عشر مرات من حلب، وبها الملايين من السكان، حيث لديها محافظة إدلب التي يبلغ عدد سكانها ثلاثة ملايين نسمة، وتتواجد في الساحل الغربي من نهر الفرات على الحدود التركية، وتحررت مؤخرا من قبل الجيش السوري الحر، كما لديها أجزاء كبيرة من محافظة درعا المجاورة للأردن، كما لديها قسم مهم من الناحية الاستراتيجية في الشمال، في محافظة اللاذقية على الحدود التركية، وأجزاء كبيرة من مناطق في محيط دمشق وأجزاء كبيرة في محيط حلب.

وعلى النقيض من تقارير وسائل الإعلام الرئيسية الغربية، تتمتع المعارضة السورية بالقدرة على العودة من جديد.

ويذكر الكاتب رغم كل خلافاتها، قدمت إيران تقدمًا كبيرًا في السيطرة على شبه جزيرة الفاو في جنوب العراق، عام 1986، بدأت وسائل الإعلام الغربية التفكير في أن إيران قادرة على صنع مزيد من التقدم من قبل إيران وهزيمة للعراق، ولكن في عام 1988 اضطر إيران إلى اتفاق لوقف إطلاق النار توسطت فيه الأمم المتحدة.

ويرى الكاتب أنه بالرغم من أن إيران تقوم بتمويل وتوفير القوات البرية، في سوريا، إلا أنها لم تعد تحظى بالكلمة الأولى والأخيرة، روسيا تقود الأمر الآن مع وجود اختلافات صارخة في الفائدة، كما رأينا في حلب.

السياسة الخارجية الضعيفة للرئيس الأمريكي باراك أوباما، وخاصة المشاركة الفاشلة مع إيران، تسببت في إطالة أمد الأزمة السورية، حيث سمح لطهران بالاستفادة، وروسيا باتخاذ القرارات المتعلقة بالحرب.

وتؤدي التطورات مع دونالد ترامب في البيت الأبيض إلى إثارة تساؤلات، بشأن ماذا ستكون السياسة الخارجية الجديدة للولايات المتحدة وجها لوجه مع سوريا وإيران والشرق الأوسط؟ كيف يمكن أن نحدد علاقة واشنطن مع موسكو.

ويقول الكاتب إن العلاقات الجيدة بين الولايات المتحدة وروسيا على الأقل، لن يكون لها تأثير سلبي على المنطقة، وهذا هو الخبر السار للمعارضة السورية، روسيا لديها مصالح ثمينة في سوريا، ومع ذلك، ماذا سيفعل ترامب مع إيران؟ بالنظر إلى لهجته القاسية معها حتى يومنا هذا، ومن المتوقع أن تكون هناك نتائج أكثر إيجابية للمعارضة السورية.