شاهد.. ما هي أسرار وخفايا مغارة "هرقل" التي اعتاد الملك سلمان على زيارتها؟

تقارير وتحقيقات

مغارة هرقل - ارشيفية
مغارة هرقل - ارشيفية

هرقل.. اسم مغارة تقع بمدينة طنجة المغربية في أقصى الشمال الغربي للبلد الأفريقي الذي لا تفصله عن إسبانيا سوى بضع كيلومترات قليلة، وما إن يدخل الزائر من فوهة المغارة، حتى يشعر وكأنه داخل منزل مكيف بهواء طبيعي، تنبعث منه سيمفونية لَحْنُها حركات المد والجزر، وتلامس الأمواج بالصخر القريب، وإيقاع الرياح، فالزائر للمكان لا يفرق بين الحقيقة والأسطورة، مثلما لا يفرق “هرقل” في استقطاب الملوك والمشاهير أو عامة السياح.

مغارة هرقل تُعتبر إرث يعود تاريخه إلى ما يزيد عن 2500 سنة قبل الميلاد، منذ عهد الرومان والفنيقيين، وتشمل مغارة طبيعية وأخرى اصطناعية منحوتة، كما ان المغارة كانت ملاذاً لعيش السكان القدماء الذين كانوا يمارسون أنشطة حياتهم اليومية في المنطقة.

الملك سلمان أبرز زائري المغارة

مغارة “هرقل” عرفت زيارات العديد من الشخصيات السياسية والفنية من مختلف بلدان العالم، أبرزهم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وقائد التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، الذي يختار باستمرار قضاء عطلته في قصره على بعد كيلومتر واحد من المغارة، بالإضافة لرئيس الوزراء الإسباني السابق “خوصي رودريكث ثباتيرو”، ووزير خارجيته “ميغيل أنخيل موراتينوس”، وقبلهما زار المكان الكاتب الأمريكي الشهير “بول بولز”، الذي كان صديقا مقربا للكاتب المغربي العالمي “محمد شكري”.

وداوم قائد التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، داوم على زياراته لهذا المكان منذ أن كان وليا للعهد؛ حيث كان يسجل حضوره مرتين أو ثلاث مرات في السنة.

روايات وأساطير نسجت حول المغارة

ونُسجت حول المغارة الكثير من الروايات والأساطير، التي يعود معظمها إلى الثقافة الإغريقية، بعضها يقول إن هرقل كان سجينا في الكهف، فحاول ذات يوم الخروج منه، وضرب الحائط، فأحدث ثقبا كبيرا أصبح يشبه إلى حد كبير خريطة أفريقيا، وبعد الضربة انفصلت القارتان الأفريقية والأوروبية.

«أسطورة أخرى» تتحدث عن أطلس ابن نبتون، الذي كان له ثلاث بنات يعشن في بستان ينتج تفاحا ذهبيا، ويحرسهن وحش، قاتله هرقل وهزمه، لكن هرقل أثناء الصراع ضرب الجبل، فانشق، لتختلط مياه المتوسط الزرقاء بمياه الأطلسي الخضراء، وتنفصل أوروبا عن أفريقيا.

وبمثل هذه القصص وغيرها من الأساطير، يرافق المرشدون السياحيون مئات الزوار الذين يأتون إلى المغارة بالموازاة مع زيارتهم لمدينة طنجة.

أكبر مغارات أفريقيا

وتعتبر مغارة “هرقل” التي تم اكتشافها عام 1906، من أكبر مغارات أفريقيا، وتوجد بها سراديب تمتد على مسافة 30 كلم في باطن الأرض، ويرجح الباحثون أنها كانت تُستغل كمعمل لصناعة الرحى (مطاحن تقليدية للحبوب) منذ الفترة الرومانية حتى العصر الحديث.

وتضم الآثار التي اكتشفت في المغارة تماثيل آدمية وأدوات حجرية وخزفية تدل على أهمية الحضارة التي عرفتها المنطقة خلال العصر الحجري الحديث.