تدهور الإقتصاد والأزمة الأنسانية أبرز عناوين 2016 في اليمن (تقرير)

أخبار محلية

البنك المركزي اليمني
البنك المركزي اليمني

شهد العام 2016، أحداث إقتصادية وإنسانية هامة في اليمن كان عنوانها تدهور الإقتصاد الذي وصل إلى حافة الإنهيار، وتفاقم الأزمة الإنسانية في المحافظات والمناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي والمخلوع علي صالح الإنقلابية أو تلك المحاصرة من قبل الميليشيات.

وبذلت حكومة الشرعية ومعها دول التحالف العربي، والمنظمات الإنسانية الإقليمية والدولية، جهوداً كبيرة لمحاولة معالجة ما لحق بالإقتصاد الوطني من أضرار، والتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية التي كشفتها تقارير المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان.

كما شهد هذا العام تفشي وباء الكوليرا في أكثر من 11 محافظة يمنية معظمها خاضعة لسيطرة الإنقلابيين، إلى جانب إنتشار سوء التغذية وتفشي المجاعة في بعض مناطق ساحل تهامة.

الإقتصاد والعملة 

سجل العام 2016، تدهور الإقتصاد اليمني جراء العبث الذي مارسته ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح الإنقلابية، وقيامها بنهب المال العام والمخزون المالي والإحتياطي من النقد الأجنبي، والذي أنخفض من 5.2 مليار دولار في سبتمبر 2014م إلى نحو 2.3 مليار دولار في نهاية 2015م يتضمن الوديعة السعودية البالغة مليار دولار.

في وقت شهدت فيه العملة العملة الوطنية تدهوراً شديداً أمام العملات الأجنبية، حتى وصل سعر الريال اليمني، في منتصف العام 2016 إلى 305 ريال للدولار الواحد و82 ريال للريال السعودي.

وفي مطلع أغسطس، أعلن رئيس الحكومة اليمنية، احمد بن دغر، وقف التعامل مع البنك المركزي، بعد فترة وجيزة من قرار يتضمن الاحتفاظ بإيرادات المحافظات المحررة الخاضعة لسيطرة الحكومة ووقف توريدها إلى البنك المركزي الخاضع للحوثيين.

نقل البنك إلى عدن

ولمواجهة هذا التدهور للإقتصاد الوطني الذي وصل إلى حد عجز الميليشيات عن دفع مرتبات موظفي القطاع العام برغم إلتزامها بذلك، فقد أصدر الرئيس عبدربه منصور هادي في 18 سبتمبر قراراً قضى بتعيين منصر القعيطي محافظاً للبنك المركزي، ونقل مقر البنك من صنعاء إلى العاصمة المؤقتة عدن.

وضع إنساني مزرٍ

تفاقمت حدة وتداعيات الأوضاع الإنسانية في اليمن خلال عام 2016، جراء استمرار الحرب التي تسببت بها ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح الإنقلابية.

وأظهر تقرير حديث لوزارة حقوق الإنسان للفترة منذ مطلع العام الجاري وحتى 30 سبتمبر الماضي أرقام مخيفة من الإنتهاكات الجسيمة التي قامت بها الميليشيات الإنقلابية .. لافتاً إلى أنه تم توثيق أكثر من 14 الف و254 إنتهاكاً تنوعت بين القتل والإصابة والإعتقال التعسفي والإعتداء على الممتلكات العامة والخاصة.

وأضاف أن عدد الضحايا من المدنيين بلغ الف و444 حالة قتل خارج القانون بينهم 395 طفلاً و121 إمراة، بالإضافة إلى تسجيل 4 الاف و438 حالة إصابة بينهم 411 طفلاً والف و165 إمراة.

وبحسب التقرير فأن هناك 4 الاف و322 يقبعون في سجون الإنقلابيين في صنعاء وأب وتعز والبيضاء أغلبهم من الإعلاميين والنشطاء السياسيين بالإضافة إلى مدرسين وأكاديميين وعدد من الأطفال.

وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف»، في آخر بيان لها، إن معدل سوء التغذية بين أطفال اليمن في أعلى مستوياته على الإطلاق، حيث يعاني نحو 2.2 مليون طفل سوء التغذية الحاد، ويحتاجون إلى العناية العاجلة. 

وحسب المنظمة، فإن نحو 462 ألف طفل يمني يعاني سوء التغذية الحاد الوخيم، وهي زيادة كبيرة تصل إلى 200% مقارنة بعام 2014، كما يعاني 1.7 مليون طفل سوء التغذية الحاد المتوسط. 

ووفقاً للمنظمة، فإن أعلى معدلات سوء التغذية الحاد تظهر بين أطفال محافظات الحديدة وصعدة وتعز وحجة ولحج، حيث تشكل هذه المحافظات أكبر عدد من حالات سوء التغذية الحاد الوخيم في اليمن. 

وقالت المنظمة إن محافظة صعدة، (معقل جماعة الحوثيين، شمالي البلاد) تعاني أعلى معدلات التقزم بين الأطفال على مستوى العالم، إذ يعاني 8 أطفال من أصل 10 في المحافظة، من سوء التغذية المزمن، بنسبة لم يشهد لها العالم مثيلاً من قبل. 

وبحسب المنظمة فإنه يموت في اليمن على الأقل طفل واحد كل عشر دقائق، بسبب أمراض يمكن الوقاية منها، مثل الإسهال وسوء التغذية والتهاب الجهاز التنفسي.
 
وفي منتصف نوفمبر أعلنت منظمة الصحة العالمية انتشار وباء الكوليرا، في 11 محافظة يمنية، بعد أن كان محصوراً قبل ذلك في ست محافظات، حيث «تم تسجيل 4 آلاف و119 حالة اشتباه في المرض في 11 محافظة، معظمها في تعز وعدن، جنوبي البلاد». 

وتزايد عدد الحالات المصابة بالمرض بشكل مهول، وفارقت عشرات من الحالات المشتبه في إصابتها بالمرض الحياة، رغم عدم تأكيد إصابتها، حيث فارق 47 شخصاً الحياة، جراء الإسهالات المائية الحادة، التي قد تكون بكتيريا الكوليرا أحد أسبابها. 

ومقابل الحالة الإنسانية المتردية، استمرت المساعدات الإغاثية التي قدمها مركز الملك سلمان للإغاثة الإنسانية، وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسات خليجية أخرى للشعب اليمني، ما خفف جزئياً من حدة الكارثة الإنسانية في بعض المناطق وساعد مؤسسات الحكومة الشرعية في استعادة قدرتها على العمل، خاصة في العاصمة المؤقتة للبلاد «عدن». 

وانتهى العام بكارثة إنسانية راح ضحيتها عدد من أبناء محافظة أرخبيل سقطرى، بغرق السفينة (فرج الله 2) التي كانت تقل 60 راكباً، بينهم نساء وأطفال، فُقد ومات العديد منهم، وتعرضت لحادث غرق، مساء 6 ديسمبر/كانون الأول، على بُعد 29 ميلاً بحرياً من غرب قلنسية في أرخبيل جزيرة سقطرى (شرقي البلاد)، وكانت السفينة في رحلة من مدينة المكلا بساحل حضرموت صوب سقطرى