صعدة.. هل بات المركز المقدس في متناول يد الشرعية والتحالف؟ (تقرير)

تقارير وتحقيقات

اليمن العربي

 

 

فتحت قوات الجيش الوطني المدعومة بالمقاومة الشعبية وبطيران التحالف العربي، قبل أيام، جبهة جديدة في شمال محافظة صعدة، إلى جانب جبهة أخرى في شرق المحافظة كانت قد دُشنت في وقت سابق.


واستطاعت قوات الجيش، في جبهة مديرية "باقم" الجديدة أن تحقق تقدما لافتا في غضون أيام، حيث تمكنت من السيطرة على منفذ علب الحدودي، وعلى منطقة "مندبة" في المديرية.


وبهذه السيطرة أصبح مركز مديرية "باقم" تحت السيطرة النارية لقوات الجيش والمقاومة.

 

9 كلم

ولم يعد يفصل قوات الجيش الوطني عن مركز مديرية باقم، بعد السيطرة على منطقة مندبة، سوى 9 كلم.

وبحسب مصادر عسكرية فإن الوصول إلى مركز باقم ليس بالأمر الصعب، على اعتبار أن المسافة الممتدة من منطقة مندبة إلى مركز مديريتها، مفتوحة، باستثناء مناطق في آل الرماح قد ينشر فيها الانقلابيون بعض القناصة لمنع تقدم قوات الجيش، لكن هذا، بحسبهم، لن يعيق تقدما مدروسا.


وينصح خبراء عسكريون بتزويد قوات الجيش بالمدفعية والدروع حتى يتمكن من التقدم إلى مركز المديرية.


ويرون أنه إذا ما استمرت العملية العسكرية بهذه الوتيرة فقد تصبح أولى مديريات صعدة، المحافظة التي تحظى برمزية غير عادية لدى الحوثيين، تحت سيطرة قوات الشرعية.


ويضيفون، في حديث إلى "اليمن العربي" أن التأخر في التقدم سيمنح جماعة الحوثي والمخلوع صالح مزيد من الوقت لجلب مقاتلين وعمل أنساق دفاعية وتطويق مركز المديرية بالألغام.


 

ضحيان

وبالنسبة إلى الحوثيين فإن خطورة السيطرة على مديرية باقم تكمن في قربها من مديرية "مجز" التي توجد فيها مدينة "ضحيان" أهم معاقل جماعة الحوثي.


ومدينة ضحيان هي التي أقميت فيها مراسم جنازة زعيم الجماعة السابق، حسين بدر الدين الحوثي، الذي قتل خلال حرب نظام صالح مع الجماعة عام 2004م واستلمت الجماعة جثته عام 2012م.


من هنا قد تستميت الجماعة في الدفاع عن المديرية، من خلال الدفع بعدد كبير من المقاتلين إليها.


 

كتاف والبقع

وكانت قوات الجيش الوطني، قبل فتح جبهة باقم، شمالي محافظة صعدة قد فتحت جبهة في مديرية "كتاف والبقع" شرقي المحافظة.

وتمكنت تلك القوات، في غضون أيام، من استعادة منفذ البقع القريب من الحدود السعودية، قبل أن تستمر في التقدم بشكل بطيء بعد ذلك، نظرا لصعوبة تضاريس المديرية.


وتشكِّل مديرية كتاف والبقع ثلث مساحة المحافظة، وكانت آخر مديرية تسقط في يد جماعة الحوثي.


ويمكن الاستفادة من الدعم الذي قد يقدمه أبناء المديرية لقوات الشرعية، على اعتبار أنهم أقرب إلى المذهب السني.


وتعني السيطرة على كامل مديرية "كتاف والبقع" قطع خطوط إمداد الانقلابيين في محافظة الجوف من جهة محافظة صعدة، على اعتبار أنها المنفذ الحدودي الوحيد بين المحافظتين، وإن كانت الدعم سيستمر من جهة محافظتي عمران وصنعاء.


 

قبل صنعاء

ويتوقع خبراء عسكريون، على ضوء هذه المعطيات، استعادة محافظة صعدة قبل العاصمة صنعاء، لإمكانية فتح ثلاث جبهات قتال في جهاتها الشمالية والشرقية والغربية، ولكونها على مقربة من الحدود السعودية، ما يعني سهولة وصول الدعم الجوي والبري، وسهولة نقل الجرحى إلى أراضي المملكة.

 


رمزية صعدة

ولم تكن جماعة الحوثي، التي وصلت قواتها وقوات حليفها المخلوع صالح إلى حدود محافظة حضرموت، قبل عملية عاصفة الحزم، تتوقع أن تصبح مهددة بخسارة محافظة صعدة.


ومن المؤكد أن خسارة الجماعة لهذه المحافظة أو لأجزاء منها ستتسبب بانهيار كبير لمعنويات مسلحيها الذين يقاتلون في مختلف الجبهات المفتوحة في عدد من محافظات الجمهورية.


كما إن الجماعة ستخسر الامتيازات التي حظيت بها المحافظة في السابق لبعدها عن خارطة القتال، حيث استقبلت، خلال الأعوام الماضية، خبراء إيرانيين وآخرين من حزب الله اللبناني.