الحشد الشعبي الكردي يثير الرعب شمال العراق

عرب وعالم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية



أثارت ادعاءات حول تشكيل الحشد الشعبي وحدة كردية ضمن بنيته في قضاء "طوزخورماتو" ذات الغالبية التركمانية بمحافظة صلاح الدين وسط العراق، احتجاجات وردود فعل سلبية من قبل المسؤولين المحليين في المنطقة.

وقال قائمقام قضاء طوزخورماتو، شلال عبدول، في مقابلة مع مراسل الأناضول، اليوم الثلاثاء: "بدعم من الحكومة المركزية العراقية وقيادة عمليات دجلة التابعة للجيش، تم تشكيل وحدة كردية ضمن الحشد الشعبي، يتكون جميع أفرادها من أبناء المكون الكردي. إن هذا التشكيل الذي أصبح أمرًا واقعًا على الأرض، يواجه بردود فعل سلبية من كافة أبناء المنطقة". 


وأوضح عبدول، أن مثل هذا التشكيل الكردي، من شأنه أن يؤدي إلى زيادة حالة عدم الاستقرار في المنطقة، وقال: "هذا التشكيل لا يخدم بأي شكل من الأشكال أمن المنطقة، بل على العكس يؤدي إلى تهديد أمننا. يجب موافقة المسؤولين المحليين على أي تشكيل يتم إنشاؤه في المنطقة". 


أما مسؤول الجبهة التركمانية العراقية في محافظة صلاح الدين، هيثم مختار أوغلو، فوصف إقامة مثل هذا التشكيل في المنطقة في مثل هذه الفترة التي تتسم بالحساسية بأنه عمل "مثير للقلق". 


وشدد مختار أوغلو على أهمية تعزيز قوة الجيش العراقي بدلًا من تعزيز وجود وحدات عسكرية يتم إنشاؤها اعتمادًا على عناصر عرقية ودينية محددة. وقال: "لا نعرف ما الذي ستجلبه هذه التشكيلات التي يزداد عددها كل يوم للعراق مستقبلا. بالطبع هناك مخطط جديد يجري تنفيذه من وراء تشكيل وحدات كردية ضمن الحشد الشعبي. ما يجري هو اشعال لفتيل فوضى جديدة في مثل هذه المرحلة المعقّدة أصلًا. نحن كتركمان سنتضرر في حال تم الإيقاع بين الأكراد، إذ نعيش معهم منذ قرون ونتقاسم معهم الجغرافيا نفسها. نحن نريد السلام لمنطقتنا وإيقاف مشاريع الإيقاع بين الأخوة".

وذكر مسؤول قوات الآسايش في طوزخورماتو (الأمن الداخلي) التابع للحزب الديمقراطي الكردستاني، فاروق أحمد، أن الحشد الشعبي أنشأ ضمن بنيته وحدة مكونة من الأكراد، في قرية يافا، القريبة من قرية ينكجة ومنطقة سليمان بيك بصلاح الدين، وذلك بدعمٍ من الحكومة المركزية. مشددًا معارضة الحزب الديمقراطي الكردستاني لمثل هذا الإجراء. 


وأشار مسؤول قوات الآسايش في طوزخورماتو إلى أن هذه الوحدة في الحشد الشعبي، ستخلق مشاكل متنوعة لقوات البيشمركة (جيش الإقليم الكردي شمال العراق)، وللأمن الداخلي في منطقة طوزخورماتو. 


وفي معرض إشارته للأزمة الاقتصادية التي يمر بها إقليم شمال العراق، وتوقفه عن دفع رواتب قوات البيشمركة، حذر أحمد من عواقب انضمام قوات البيشمركة إلى قوات الحشد الشعبي لأسباب مالية، واصفًا مثل تلك الحالة بـ "الطامة الكبرى". وقال: "ما يقلقنا هو وقوف الحكومة المركزية وراء مخططات غامضة". 


وتم تأسيس قوات الحشد الشعبي، بفتوى دينية من المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني، عقب سيطرة تنظيم داعش الإرهابي، في 10 يونيو/ حزيران 2014،على مدينة الموصل ثاني أكبر مدينة في العراق. 


وتتهم منظمات حقوقية قوات الحشد الشعبي بارتكاب انتهاكات كثيرة ضد المدنيين في المدن ذات الغالبية السنية في العراق، مثل تكريت والفلوجة، بعد انتزاعها من يد تنظيم داعش، الأمر الذي ينفيه الحشد الشعبي عادة.

وصوّت البرلمان العراقي في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، لصالح منح ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية صفة رسمية، ولا توجد بيانات رسمية عن عدد وحجم تلك الميليشيات، ولكن بعض المصادر تشير إلى أن عددهم حوالي 300 ألف مسلح، ينتمون لكتائب شيعية عراقية مسلحة.