كتاب جديد: ألعاب التسلية أدت إلى أعظم الاختراعات في العالم

تكنولوجيا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يكشف الكاتب الأمريكي ستيفن جونسون في كتابه الصادر حديثا، بعنوان "بلاد العجائب : كيف صنعت الألعاب العالم الحديث"، عن أن ألعاب التسلية، تعد من العوامل الرئيسية للتغيير في التاريخ الإنساني، في العديد من الابتكارات الهامة، بداية من نظرية الاحتمالات وصولا إلى الذكاء الاصطناعي، ترجع أصولها إلى محاولات البشر الحصول على بعض التسلية.


ويضرب جونسون مثالا على ذلك، لعبة مونوبولي (الاحتكار) العائلية، ويقول إن الهدف الذي أوحى بفكرة ابتكارها هو إظهار شرور الرأسمالية.


وأوضح جونسون، خلال جولته للترويج للكتاب، في ماليبو، كاليفورنيا، كيف ألهمت لعبة الفتاة التي ترقص بصورة آلية، تشارلز باباج لتصميم أول أجهزة الكمبيوتر المبرمجة، وكيف ساعدت النجمة السينمائية الأمريكية هيدي لامار، في إنشاء التكنولوجيا اللاسلكية الحديثة اليوم.


ويشرح الكاتب أن البشر، "نادرا ما يفكرون في البهجة كمحرك للتغيير التاريخي"، بينما أنه في الواقع، أوحت الألعاب بفكرة العديد من الاختراعات والأفكار الأكثر أهمية في العالم.


يقول الكاتب "نحن نميل إلى التفكير في البهجة واللعب والترفيه والاستجمام كعوامل هادمة للتقدم، وفي الواقع، إنها تسير نحو الاتجاه الآخر .. حيث أن العديد من الأفكار التي كانت نقطة تحول، بدأت مع الشعور بالبهجة، والتعجب، أو المتعة".


ولإثبات العلاقة بين أن الألعاب والعديد من الاختراعات والأفكار فى العالم، يستشهد الكتاب بأحد الأمثلة الرئيسية، وهو بيت الحكمة في بغداد في ذروة العصر الذهبي للإسلام، والذي كان مزيجا من مركز للأبحاث، ومكتب ترجمة، والمختبر الصناعي، حيث توصل فيه الإخوة أبو جعفر وأبو القاسم بنو موسى إلى أفكار هندسية غير مبتكرة، لم تتوصل إليها أوروبا الغربية إلا بعد 400 إلى 500 سنة أخرى لاحقة. 


وقال جونسون "إذا نظرنا إلى ما قام الأخوان بتصميمه، سنجد أنها كلها عبارة عن ألعاب : الفيلة الآلية (الروبوت)، أو لاعبي الناي الآليين، تم تصميمها جميعا للترفيه والمتعة، فتلك الأفكار من شأنها أن تؤدي في نهاية المطاف إلى أشياء تحويلية، مثل ميكنة التصنيع، والذكاء الاصطناعي. ولكنها ظهرت في البداية كلعبة".


يذكر الكتاب أن حقبة القرن الـ18 كانت العصر الذهبي للألعاب الآلية، حيث خصصت معظم علوم الهندسة الأكثر تقدما في العالم لصناعة الألعاب الآلية، وكانت جميعها تقريبا دون استثناء، لأغراض التسلية، ولم يتم استخدامها في العمل بأي وسيلة إذ كانت جميعها مجرد ألعاب.


ويوضح الكاتب الأمريكي ستيفن جونسون، أنه في تلك الفترة، صمم جاك فوكانسون عددا من الألعاب، وكان أكثرها إثارة للجدل "بطة آلية" تكاد تكون مماثلة للبط من الناحية التشريحية وبإمكانها السير، كما كان بالإمكان إطعامها بفتات الأكل، وبإمكانها محاكاة هضم الطعام والتبرز، وذلك لتسلية النخبة الباريسية.


كما يوضح الكتاب أن الشيء الأكثر أهمية الذي قام به فوكانسون هو استخدام فكرة صندوق الموسيقى، الذي صممه الإخوة بنو موسى في بغداد قبل سنوات عديدة، لوضع موسيقى مبرمجة، وذلك باستخدام اسطوانة دوارة مع دبابيس صغيرة تتفق مع الأغنية التي يريد الشخص أن يسمعها ثم بدأ بعد ذلك بالتفكير في استخدام هذا النظام لبرمجة آلة لنسج رسوم على القماش.