من يتصدى للحشد الطائفي؟!!

عرب وعالم

عناصر من  الحشد الشعبي
عناصر من الحشد الشعبي (أرشيف)

كم هو مخيف ومفزع ذلك المشهد الذي تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي لمجموعة إرهابيين من الحشد الطائفي وهم يوثقون جريمتهم البشعة بحق صبي عراقي بعدما أشبعوه ضرباً وركلاً بالأقدام دون أدنى رحمة وشفقة وكأنه دمية لا إنسان من لحم ودم! وكل ذنبه أنه لا ينتمي إلى ذات المذهب الذي ينتمون إليه! وذلك كاف بالنسبة لهم كي يذيقوه العذاب ويقتلوه شر قتلة، قد لا تفعلها حتى السباع والوحوش الضارية مع فرائسها.
إن ما يحدث الآن على يد الحشد الطائفي في الموصل من عمليات تعذيب وقتل للسنة من علماء وأطفال ونساء، يجسد أبشع الأحقاد التي مرت على التاريخ البشري بأكمله، فسحق أجساد الأطفال بالدبابات والجنازير وأكل الأكباد والقلوب بهذه الطريقة الوحشية دليل دامغ على أنهم أُناس تجردوا من انسانيتهم ليقتلوا النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق ويمثلوا بجثث القتلى فقط من أجل إشباع رغبة الانتقام التي ظلت تكبر في دواخلهم كلما تقدم بهم العمر رغم أنه لم يمسسهم ولو النزر اليسير من العذاب الذي يسومونه لضحاياهم من العزل والأطفال أثناء حكم الطاغية صدام حسين!!"
بهذه الفقرة يستهل موقع ( ميدل ايست تقريره حول الحشد الشعبى فى العراق..
ويواصل التقرير ـ وهو بقلم /عيد الظفيرى/ ـ وهو كاتب سعودى يقول فيه: أي حقد يجعل المرء يقدم على القتل بهذه البشاعة والخسة؟،، هل هو الثأر للحسين كما يدعون بكل صفاقة وبجاحة؟،، هل من يقتل بهذه الطريقة الوحشية يؤمن بالله فضلا عن وصفه بأنه مسلم؟ من أين أتى هؤلاء بكل هذا الحقد الأسود في قلوبهم؟ لقد زرعت إيران بذرة الشيطان في نفوسهم فتحولت قلوبهم إلى حجارة صماء لا تعرف الرحمة طريقاً لها، مثلهم مثل الدواعش الإرهابيين بل أشد وحشيةً وبطشاً بالمستضعفين في الأرض، فهم مجرد قتلة مأجورين لتنفيذ المخطط المجوسي بتصفية أبناء جلدتهم من الطائفة السنية على وجه التحديد."
ويضيف الكاتب ولا أبالغ حين أقول بأن إرهابهم فاق كل الجرائم الإرهابية لتنظيم داعش الإرهابي. فداعش على الأقل لم تكن يستهدف طائفة بعينها، بل إن ضحاياها كانت من مختلف المذاهب والأديان. صحيح أنها تدعي انتمائها إلى مذهب أهل السنة والجماعة لكن لا أحد يجادل بأن أكثر المتضررين من إرهابها هم السنة ذاتهم، والحوادث والأرقام تثبت ذلك بكل وضوح.
ومن يريد برهانا على صحة القول فلينظر إلى العمليات الإرهابية التي قامت بها داعش في كل من السعودية والكويت فهي لم تستثنِ من الاستهداف كلا الطائفتين السنية والشيعية رغم أن أغلب عملياتها كانت موجهة ضد السنة تحديداً، وهذا يؤكد أن إرهابها لم يكن تحت غطاء طائفي كما يفعل الحشد باستهدافه سنة الموصل زعماً بأنهم من الدواعش، ومقطع الصبي الذي تم سحقه بالدبابة بعد أن تجرع أصناف العذاب على يد الحشد الطائفي يبرهن على مدى دمويتهم وبأنهم يعتبرون كل من لا ينتمي إلى طائفتهم "داعشي" يجوز قتله بشراسة وعنف!!