بعد تهديد أردوغان بفتح الحدود.. هل يتوقف اتفاق أنقرة مع الاتحاد الأوروبي بشأن اللاجئين؟

تقارير وتحقيقات

الرئيس التركي رجب
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

هددت تركيا أوروبا بفتح حدودها أمام اللاجئين بعد تجميد البرلمان الأوروبي مفاوضات انضمامها للاتحاد الأوروبي وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه من الممكن فتح الحدود أمام المهاجرين الراغبين في التوجه إلى أوروبا، وهو ما يطرح سؤالا مهماً، حول فشل الاتفاق بين أنقرة والاتحاد الأوروبي بمنح تركيا المال مقابل وقف تدفق المهاجرين إلى القارة والذي تم توقيعه قبل عام في بروكسل.

التوقيع التاريخي التي أبرمته تركيا مع الإتحاد الأوروبي، نص على تقديم 3 مليارات يورو للحكومة التركية من أجل مساعدة اللاجئين السوريين المتواجدين على الأراضي التركية، حتى يتم رفع المعاناة عن الحكومة، وذلك مقابل وقف تدفق هؤلاء اللاجئين إلى أوروبا، ولكن بعد تجميد مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، وتهديد أردوغان، يبدو هذا الاتفاق مهدداً بالفشل، وهو ما يهدد أمن أوروبا مجدداً.

واعتبر المدير التنفيذي للمجلس المصري للشؤون الخارجية السفير السيد أمين شلبي، تهديدات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لأوروبا بفتح الحدود أمام اللاجئين، جزءاً من التخبط في السياسة التركية المضطربة والتي يتبعها أخيراً، بعد ما تعرض له داخلياً طوال الشهور الماضية عقب محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو (تموز) الماضي.

وقال السفير أمين شلبي، إن الرئيس التركي أردوغان "يمسك بورقة ضغط قوية خاصة بعد الاتفاق بين أوروبا وتركيا في بروكسل نهاية العام الماضي بحصول أنقرة على الأموال مقابل وقف تدفق اللاجئين السوريين وغيرهم من اتجاه أوروبا"، مشيراً إلى أن الرئيس التركي يمارس جزءاً من التشويش على سياساته.

وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق، إلى أن السلوك التركي الحالي تجاه أوروبا "لا ينفصل عن السلوك الخاص بأردوغان خلال الفترة الأخيرة، حيث يعتبر أردوغان أن قضية اللاجئين ورقة قوية في يده للضغط على أوروبا بإعادة فتح ملف مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، وهو ما يمكن اعتباره نوعاً من الابتزاز"، وفقا لـ"24".

حلم الانضمام
من جانبه، أكد سفير مصر الأسبق في تركيا رخا أحمد حسن، أن الرئيس رجب أردوغان يريد أن يثبت لشعبه في الداخل أنه لم يضع جانباً حلم الانضمام للاتحاد الأوروبي، حيث كان يعد الكثيرين ممن انتخبوه رئيساً بتحقيق هذا الحلم المستمر منذ سنوات طويلة، مشيراً إلى أن أردوغان سيفعل أي شيء من أجل الإنضمام للاتحاد الأوروبي.

وأوضح السفير رخا حسن، أن أردوغان "قد يفسخ التعاقد المبرم مع الاتحاد الأوروبي بفتح الحدود أمام اللاجئين مقابل وقف التدفقات المالية، لأنه يريد تحقيق الحلم التركي بالانضمام للاتحاد وليس المال القادم من أوروبا فقط، فالفترة المقبلة قد تشهد مفاوضات وضغوطاً من قبل الدول الكبرى في الاتحاد الأوروبي مثل فرنسا من أجل إعادة المفاوضات".

ووقع الاتحاد الأوروبي مع تركيا خلال قمة في بروكسل في 29 نوفمبر(تشرين الثاني) من العام الماضي، اتفاقاً يعرض على أنقرة أموالاً وعلاقات أوثق مع الاتحاد مقابل مساعدتها في وقف تدفق المهاجرين إلى أوروبا، وقال الاتحاد: "اتفقنا على تقديم 3 مليارات يورو (3.2 مليون دولار) لمساعدة اللاجئين السوريين في تركيا" الفارين من العنف الدائر في بلادهم، والذين يحاولون الوصول إلى أوروبا في أضخم موجة هجرة تهدد وحدة الكتلة الأوروبية.