بعد تأكيد فوزه بالمنصب.. ما هى رؤية وزير خارجية أمريكا المحتمل إلى قضايا المنطقة العربية وإيران؟

أخبار محلية

ميت رومني
ميت رومني

أكد نائب الرئيس الأمريكي المنتخب مايك بنس في وقت سابق أن المرشح الجمهوري السابق لانتخابات الرئاسة الأمريكية ميت رومني "مرشح بقوة" لتولي منصب وزير الخارجية الأمريكية، وعلى إثر ذلك تصاعدت المخاوف بشأن سياسات رومني الخارجية التي عُرفت بأنها ذات ملامح شبيهة بمواقف إدارة بوش الابن، في كونها خليطاً من الأيديولوجيا الشعبوية والغطرسة.

وبينما نعت رومني ترامب، في مارس في هجوم غير معتاد، بعدد من الصفات القاسية بينها أنه "طمّاع وغير صادق وكاره للنساء، وزائف ومحتال ولا يصلح للرئاسة، بسبب طبعه الحاد وافتقاره إلى الحكمة"، استقبل الرئيس الأمريكي المنتخب، رومني، وقيادات من المجتمع المدني وشخصيات جمهورية السبت، في نادي الغولف الفخم الذي يملكه في بيدمينستر في ولاية نيوجيرسي، لبحث تشكيلة فريقه الحكومي المقبل.

وقال رومني بعد اللقاء الذي استمر ساعة و25 دقيقة: "تحدثنا مطولاً حول مختلف الساحات العالمية التي تمتلك فيها الولايات المتحدة مصالح مهمة"، فيما أكد ترامب أن المحادثة جرت بشكل جيد جداً، بينما أشار فريقه أنهما أجريا محادثة "جوهرية وعميقة" حول قضايا العالم والأمن القومي ومستقبل أمريكا.

السياسة الخارجية

عرفت مواقف الجمهوري ميت رومني الذي ترشح للرئاسة عام 2012 وهُزم أمام الديمقراطي المنتهية ولايته باراك أوباما، بأنها شبيهة إلى حد ما بسياسات الجمهوري بوش الابن الذي تميز بعدائه للعرب والمسلمين حيث قامت بعهده حرب العراق وأفغانستان وقتل فيها الملايين.

وعرض رومني في كتابه الذي أصدره عام 2010 بعنوان "لا اعتذار" بعضاً من سياساته الخارجية تجاه عدد من الدول وذلك قبل أن يترشح للرئاسة الأمريكية عام 2012، حيث تغيرت بعض هذه المواقف السياسية، في حين أن البعض الآخر لم يتغير.

المسلمون 

وتكشف مواقف ميت رومني السياسية تجاه العرب والمسلمين، بحسب ما أظهرت حملته الانتخابية آنذاك، أن علاقته ستكون سيئة بالشرق الأوسط، واعتبر الكثير أنه سيكون خطراً كبيراً على العالم الإسلامي ككل، حيث أنه امتداد لسياسة بوش كما أن من داعميه العديد من أعداء المسلمين.

وفي إحدى المناظرات عام 2007، علق رومني حول قضية بن لادن والإرهاب والقاعدة، والجماعات المتطرفة في العالم العربي من حماس وحزب الله والإخوان المسلمين، بأنهم "والمسلمون جميعاً يشكلون خطراً كبيراً على الولايات المتحدة"، وقال: "سأنفق المليارات لوضع استراتيجية دقيقة لمحاربة التنظيمات الإسلامية، أو ربما جميع المسلمين (السنة والشيعة)".

إيران والملف النووي

وبالنسبة لإيران، يبدي رومني سياسة صارمة بشكل كبير تجاه طهران، وخاصة بشأن للملف النووي، وككل المرشحين الجمهوريين، طالب بتغيير سياسة أوباما الذي وصفه بأنه "ضعيف تجاه إيران"، واقترح شن هجمات عسكرية على برنامج طهران النووي.

وقال رومني في إحدى المناظرات عام 2011: "إذا أعدنا انتخاب باراك أوباما، فستحصل إيران على سلاح نووي". وأشار إلى أنه سيبدأ فترته الرئاسية "بفرض مزيد من العقوبات الاقتصادية الصارمة على النظام الإيراني بمساعدة المجتمع الدولي، أو بمفرده إذا لزم الأمر".

وأضاف أنه "سيدعم الدبلوماسية الأمريكية بخيار عسكري من خلال الحفاظ على وجود بحري منتظم في البحر المتوسط والخليج العربي، وزيادة المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل". معتبراً أن مثل هذه التصرفات ستبعث بإشارة لإيران، مفادها أن الولايات المتحدة لن تسمح مطلقاً لإيران بامتلاك أسلحة نووية".

القضية السورية

أما في سوريا، ففي أغسطس 2011، أصدر رومني بياناً بخصوص الرئيس السوري بشار الأسد، منتقداً فيه سياسة أوباما تجاه الأزمة السورية، وقال فيه: "استغرق الرئيس أوباما وقتاً طويلاً جداً لأخذ موقف قوي ضد الأسد وحملته الشرسة في سوريا. في المراحل الأولى من هذه الأزمة، أشارت إدارة أوباما إلى أن الأسد "إصلاحي"، وهذا ما شجعه على الاستمرار، فيما أسكت صوت المعارضة. أمريكا يجب أن تظهر قيادتها على الساحة العالمية والعمل على نقل هذه الدول النامية نحو الحداثة. وهذا يعني استخدام القوة وليس السكوت، بينما تتعرض أصوات الحرية والمعارضة للهجوم".

وأكد رومني آنذاك، أنه سيرسل أسلحة إلى العناصر المعتدلة من المعارضة السورية، رافضاً فكرة أنهم من الممكن أن يقوموا بتمرير أسلحة إلى القاعدة.

القضية الفلسطينية

وفيما يخص القضية الفلسطينية وإسرائيل، فالمعروف أن الجمهوريين يعادون القضية الفلسطينية بشكل مطلق، وكان موضوع الصراع العربي الإسرائيلي، والقضية الفلسطينية، إحدى القضايا المهمة في برنامج رومني الانتخابي، ولكن من باب "المصالح الإسرائيلية".

ودعم رومني إسرائيل، حيث أكد تبنيه لمشروع "يهودية الدولة"، و"القدس عاصمة إسرائيل الأبدية"، ووعد بنقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة في حال فوزه، وطالب الدول العربية والإسلامية بإيقاف الدعم للمقاومة الفلسطينية، والضغط على الفلسطينيين من أجل وقف الأعمال "الإرهابية" التي يمارسونها ضد إسرائيل، والاعتراف بحقها في الوجود، كما أنه يدعم بقوة سياسة بناء المستوطنات وجدران الفصل العنصري.

واعتبر رومني أن باراك أوباما قصّر في دعم إسرائيل, واتهم الفلسطينيين بأنهم لا يريدون السلام. يذكر أن رومني مرتبط بخبراء من منظمة الأيباك الإسرائيلية (لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية), وهي أكبر منظمات لوبي إسرائيل في الولايات المتحدة، وشجعته هذه المنظمة على زيارة إسرائيل عندما كان حاكماً لماساشوستس حيث رحب بالزيارة، وقام بها في أوائل 2007.

العراق

أما في الشأن العراقي، فقد كان رومني من مؤيدي غزو العراق، ومن منتقدي قرار أوباما سحب القوات الأمريكية من الأراضي العراقية، حيث قال خلال مناظراته إن الوضع الأمني لايزال هشاً وأن التواجد العسكري الأمريكي سيقوي الأمن في البلاد. وشدد أن "الوجود الأمريكي في العراق سيساعد على منع تصاعد العنف الطائفي والعرقي، فضلاً عن استمرار تدريب القوات العراقية، لردع إيران من التوغل عبر تسليح وتدريب الجماعات الشيعية المتواجدة في البلاد".

وكان قال رومني في أحد خطاباته المتعلقة بالانتخابات الرئاسية عام 2008: "هناك جدل حول مسارنا المستقبلي في العراق. لدينا الرغبة في إعادة قواتنا إلى الوطن، بأمان، وفي أقرب وقت ممكن، لكن العراق ينحدر إلى حرب أهلية، ما قد يحصد أرواح الملايين. ومن الممكن أن تصبح المنطقة السنية في العراق قاعدة لتنظيم القاعدة. والمنطقة الشيعية ستستحوذ عليها إيران".

وتابع رومني: "الأكراد سيزرعون التوتر ما قد يزعزع استقرار تركيا. وحتى أن منطقة الشرق الأوسط من الممكن أن تشهد صراعاً كبيراً، ما قد يدمر المصالح الأمريكية. لهذه الأسباب، ما دام هناك احتمال "معقول" للنجاح، فسيكون مسارنا السعي إلى تحقيق الاستقرار في العراق، مع نشر قوات إضافية تسعى لتأمين السكان المدنيين".