قصة صعود الجنيه المصري "الصاروخية" قبيل تحريره بساعات

اقتصاد

اليمن العربي


تكبد تجار العملة والمضاربون على الدولار بمصر خسائر حادة وعنيفة خلال الساعات القليلة الماضية، بعدما هوى سعر صرف الدولار في السوق السوداء إلى مستويات تتراوح ما بين 11.5 و11.7 جنيه في تعاملات متأخرة من مساء أمس الأربعاء، وذلك قبل أن يتخذ المركزي المصري قرارا جريئا بتحرير كامل لسعر صرف الجنيه.

وفيما كان يجري تداول الدولار بنحو 8.80 جنيه في السوق السوداء في بداية العام الجاري، تسببت المضاربات العنيفة التي قام بها كبار تجار العملة في أن تقفز أسعاره لتسجل نحو 18.5 جنيه في تعاملات الاثنين الماضي بارتفاع بلغ نحو 9.7 جنيه بنسبة ارتفاع تقدر بنحو 110.22%.

وخلال ساعات هوى سعر صرف الدولار في السوق السوداء من 18.5 جنيه في تعاملات الاثنين الماضي لتسجل نحو 11.5 جنيه في تعاملات أمس فاقداً نحو 7 جنيهات من قوته بنسبة خسائر تقدر بنحو 37.83%.

وقال تاجر طلب عدم ذكر اسمه إنه اشترى نحو 400 ألف دولار من السوق السوداء يوم الاثنين الماضي بسعر 17.20 جنيه وباعها أمس بسعر 12.25 جنيه خاسراً نحو 5 جنيهات في كل دولار لتصل إجمالي خسائره في يومين إلى أكثر من 2 مليون جنيه.

وتوقف كبار التجار خلال تعاملات أمس عن شراء وبيع الدولار بشكل تمام، بسبب الانهيار الذي يطارد العملة الأميركية منذ الثلاثاء الماضي، مشيرين إلى أن مبادرة اتحاد الغرف التجارية تسببت في أن يتوقف المستوردون عن شراء الدولار من السوق السوداء، ووقف الاستيراد بشكل جزئي لمدة أسبوعين، وقصر الاستيراد على السلع الأساسية والاستراتيجية لمدة 3 أشهر.

وقال رئيس قطاع الأسهم بشركة بلتون المالية القابضة، هاني جنينة، إن الوقت الحالي مناسب تماماً لتدخل البنك المركزي وإجراء تعويم كامل للعملة المحلية، في ظل ذُعر واضطراب السوق السوداء وهبوط أسعارها في اليومين الماضيين، مشيراً إلى أن تقديراته للسعر التوازني للعملة المحلية أمام الدولار عند مستويات قريبة من 13 جنيها.

وأضاف أن هناك شركات عاملة بالسوق المحلي توقفت عن شراء العملة الصعبة بالفعل خلال اليومين الماضيين وتعتزم الإحجام لفترة، في حين أن البعض كان قد سبق وقرر عدم الاستجابة للأسعار عقب تخطيها حاجز 16.5 جنيه.