المكتب الثقافي المصري بالكويت يقيم اُمسية لمناقشة كتاب "قالت أميمة" لأيمن بكر

ثقافة وفن

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

 أقام المكتب الثقافي المصري بالكويت أمسية أدبية ، لمناقشة كتاب "قالت أميمة" لأستاذ الأدب والنقد في جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا الدكتور أيمن بكر، الصادر حديثا عن دار العين .

افتتح الأمسية المستشار الثقافي المصري الدكتور نبيل بهجت بكلمة رحب فيها بالحضور، منوها بأهمية الكتاب في ربط المتلقي بتراثه، وحضه على إعادة قراءته بوعي جديد.

وقال الشاعر نادي حافظ الذي أدار الأمسية، إننا ونحن نحتفي بكتاب "قالت أميمة" للدكتور أيمن بكر، نحتفي بكتابة، لا بكتاب، وبفكرة لا بمفكر، لما يتمتع به بكر من قدرات فكرية، تجعله قادرا على منح قرائه "نظارات" يرون بها الأشياء بطريقة غير التي يعرفونها أو اعتادوا عليها.

من جانبه، قدم أستاذ مساعد اللغة الإنجليزية بكلية الشرق الأوسط الأميركية الدكتور علاء الدين محمود، ورقة نقدية، تناول فيها كتاب "قالت أميمة" من منظور النص الموازي لجيرار جينيت، وقال: أقصد هنا بالنص الموازي أمورا كبنية الكتاب وعنوانه والعنوان الفرعي.

وتوقف محمود عند العنوان الفرعي للكتاب وهو: "تأملات في التراث"، وقال: يذكر الكاتب في مقدمة كتابه أن الهدف من التأملات هو مقاومة التلاعب بهذا التراث عن طريق اللعب، وهو هنا يستعير مصطلح جاك دريدا. من جهة أخرى، اللعب المحمود أثناء قراءتنا للتراث فعل مقاوم للتلاعب الذي لا يختلف كثيرًا عن "سوء القراءة". وينطلق الكتاب من مقولة محورية هي أن التراث لا وجود موضوعيا له خارج وعينا به.

وأشار محمود إلى أن بعض الفصول تناولت قضايا مثيرة للاهتمام وفي حاجة الى مزيد من عمل الباحثين الآخرين عليها كتصور التراث عن اللصوص وهل يمكن اعتبار اللص بطلاً شعبيًا، وكذلك مفهوم "الحماقة" في مقال آخر عن "عقلاء المجانين ومجانين العقلاء" وما فعلته الثقافة العربية حيال المبدعين الذين نبذوا كمجانين أو ربما صوروا أنفسهم كذلك نأيًا بأنفسهم عن الملاحقة السياسية أو الاضطهاد الاجتماعي بسبب أفكارهم المغايرة.

من جانبه، قال أستاذ النقد في المعهد العالي للفنون المسرحية الدكتور علي العنزي أنه ليس من الملائم إن يضع الكاتب في العمل الأدبي هدفا محددا؛ وكأنه يقدم وعيا مجانيا أو حكمة معينة، يتوخى الوصول إليها" مشير إلى أن بكر سار على هذا المنهاج في الكتاب.

وأضاف: "هذا الكتاب – في أجزاء معينة منه – هو عبارة عن حوار بين الماضي والحاضر، ولهذا قد نلاحظ أن الكاتب يذيل عنوان الكتاب بكلمة "تأملات"، التي تعتبر مفتاح فهم المنجز، والتي جاءت لمعاودة قراءة التاريخ، من أجل فهم الحاضر الذي نحن بين يديه". مشيرا إلى أنه يجب ألا يفهم من كلامه، بأن الكتاب يتضمن إسقاطا أو ترميزا ومراوغة للحاضر بأقنعة الماضي، وإنما محاولة تأمل فردية في التاريخ، لرؤية ما لم نكن نراه من قبل".

وأوضح العنزي أن كتاب بكر ينطبق عليه مصطلح الوعي التاريخي أو حتى احتلال التاريخ، فهذا النمط من الكتابة يكتسب أهميته من مساحة تأمل الماضي لوعي الواقع وفهم مشكلات الحاضر.

ولفت العنزي إلى التعليقات التي يضعها بكر على المسرود من الحكايات، معتبرا أنها في حقيقتها حوار خفي بين الآنا – عند الكاتب – وبين المادة التاريخية التي سعى لتأملها.

وختم ورقته بقوله: "أنا شخصيا... لم يكن ليشغفني ويجتذبني قراءة قصة أو حكاية قديمة، وإنما سماع قراءة جديدة لقصة أعرفها، باعتبارها وردت في التراث، حيث إن استقاء حكاية من كتب التراث لبناء كتاب، لا تشكل في حد ذاتها أية خصوصية، وإنما التيار والمدرسة، يكمن في تأمل الحكاية من زوايا مختلفة".