تبرأ الإصلاح من الإخوان.. مراوغة أم عودة لحاضنة الوطن

تقارير وتحقيقات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

آثار إعلان حزب التجمع اليمني للإصلاح، جدل واسع في الأوساط السياسية بإعلانه في ذكرى تأسيسه الـ26، بالتأكيد على عدم وجود أى علاقة تنظيمية أو سياسية تربطه بجماعة الإخوان المسلمين، وهو ما يمثل تبرؤ الإصلاح من الجماعة الأم.

وجاء البيان مفاجئًا لكثير من المتابعين اليمنيين، باعتبار “التجمع اليمني للإصلاح” حزبًا إسلاميًا يمنيًا يمثل امتدادا لحركة الإخوان المسلمين، أو على الأقل، ذلك ما بات يُعرف به منذ تأسيسه، لدى أعضائه وأنصاره والمجتمع بشكل عام، رغم إعلانه عكس ذلك عام 2013.

وتباينت الآراء حول تبرأ الإصلاح من الإخوان، حيث يرى محللون سياسيون، إنها بداية جديدة للإصلاح تصب في مصلحة الوطن بعيدًا عن أى انتمائات قارية، بينما يرى آخرون إنها مجرد مراوغة إصلاحية إخوانية، حتى ينقذ التنظيم نفسه من صراع الدول وخاصة العربية مع التنظيم العالمي للإخوان المسلمين.

التجمع اليمني للإصلاح

الإخوان المسلمين في اليمن حاليًا هم ما يعرف بالتجمع اليمني للإصلاح، والذي أنشيء كامتداد لحركة الإخوان، تأسس بعد الوحدة بين شطري اليمن يوم 13 سبتمبر 1990 على يد الراحل عبد الله بن حسين الأحمر شيخ قبائل حاشد بصفته تجمعا سياسيا ذا خلفية إسلامية، وامتداداً لفكر الإخوان المسلمين، وتم افتتاح مقره الرئيسي في 3 يناير 1991.

اليدومي رئيسًا للتجمع اليمني للإصلاح

بعد وفاة مؤسس ورئيس الحزب الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر يوم 28 ديسمبر 2007 تم انتخاب محمد عبد الله اليدومي رئيسًا للجنة العليا للتجمع، ومن الشخصيات البارزة في الحزب الشيخ عبد المجيد الزنداني.

بيان اليدومي

من جانبه قال رئيس حزب الإصلاح، محمد اليدومي، إن التجمع اليمني للإصلاح، ومن خلال نظامه الأساسي وبرنامجه السياسي ولوائحه الداخلية؛ وبمنتهى الوضوح والشفافية وقطعاً لأي تأويلات أو إشاعات، عدم وجود أي علاقات تنظيمية أو سياسية تربطه بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، ولاسيما أن أولويات (الإصلاح) كحزب سياسي هي أولويات وطنية وكل جهوده تنصَبّ مع شركائه من القوى السياسية اليمنية، في إخراج اليمن من محنته الحالية، وفي النهوض باليمن من وهدته واستعادة مسيرته السياسية”.

وجدد الإصلاح في بيان ذكرى تأسيسه، تعهده بالحفاظ على ما أسماها بالوحدة اليمنية، وقال إن الحراك الجنوبي خرج في العام 2007 من أجل إصلاح الوحدة اليمنية، موضحاً أن “قناعتنا في حزب الإصلاح بأن الثورة اليمنية، سبتمبر وأكتوبر، هي ضمير شعبنا.. والوحدة اليمنية في 22 مايو(أيار) تحقيق لأهدافهما.

وتابع اليدومي عبر بيان الإصلاح: "كما أن نضالات القوى السياسية التي أثمرت الحراك الجنوبي السلمي في 2007، وثورة فبراير(شباط) 2011 جسَّدا إرادة الشعب اليمني في التغيير السلمي، لتصحيح الانحرافات التي أصابت مسيرة الثورة والوحدة".

مجرد إدارة للأزمة

من جانبه، قال الباحث في شؤون النزاعات المسلحة، علي الذهب، إنه “لا يمكن، بأي حال من الأحوال، إنكار التوجه الإخواني لحزب الإصلاح، لكن الحزب طوّع مبادئ جماعة الإخوان لتوافق طباع المجتمع اليمني، وقد نجح في إبراز نفسه كحزب سياسي ذي خصوصية شبه مستقلة عن الجماعة، لكن يبقى الأصل قائما”.

وحول بيان الحزب الأخير، يقول الذهب في تصريحات صحفية تعليقًا على تبرأ الإصلاح من الإخوان، إنه “يأتي في سياق إدارة الأزمة التي تواجهه داخليًا وخارجيًا، في إطار ما يواجه جماعة الإخوان عالميًا وإقليميًا، وما يواجهه شخصيًا بسبب مواقفه من حرب 1994 وتحالفه مع نظام صالح طيلة ثلاثة عقود، وتمرده عليه في أحداث ثورة فبراير 2011”.

محاولة للبعد عن صراعات الدول مع الإخوان

وعلى جانب آخر قال رئيس مركز عدن للبحوث الاستراتيجية، حسين حنشي، إن الإصلاح يحاول أن يبعد نفسه عن صراعات الدول مع الجماعة الدولية للإخوان، حتى يستطيع صنع مستقبل لنفسه في اليمن المقبل.