مقارنة بين إعلام الشرعية الانهزامي... وإعلام الحوثي التحريضي!

اليمن العربي

 المتابع لاعلام الشرعية، التي يقودها منذ سنين عديدة الوزير الارياني، يلاحظ عليه العشوائية وعدم البرمجة والتخطيط لعمله ، وغياب الرؤية الواضحة للاهداف، التي يرغب في تحقيقها ولاتوجد له سياسة برامجية على الاطلاق.ويعيش باستمرار تخبطا كبيرا وعشوائية، ضاربه أطنابها في سياسته الاعلامية.

 

فبالرغم من امتلاكه لميزانية كبيرة و لامكانيات تقنية ولوجستية هائلة، تتمثل في الفضائيات والاذاعات والصحف التي تغطي كل جغرافية بلادنا، وقيادات وجيش اعلامي كبير، الا أن تأثيره في أوساط الناس في كل بلادنا معدوما ، وليس له أي جدوى تنويرية  او تأثير تعبوي وتحشيدي، لمواجهة الاخطار المحدقة بالشعب والوطن، المتمثلة بالإنقلاب الحوعفاشي المدعوم أيرانيا، وبمايعانية الشعب من مجاعات وتدهور العملة وارتفاع الأسعار وأنتشار الفساد ونهب ممتلكات الشعب، ونقص الخدمات والاختلالات الامنية . ولا تتعدى مهمة هذا الاعلام الانهزامي ، سوى نقل الاخبار اليتيمة عن تحركات قيادات شرعية الفيد والنهب، واصدار نداءات الاستغاثة و هاشتاقات الذل والخنوع، والاخبار المعلبة المنقولة من إعلام الغير.وبرامج التسلية والترفيه التي عفا عليها الزمن ولا تغني ولاتسمن من جوع.

 

 اما الأهداف الرئيسية للسياسة الاعلامية المتعارف عليه في سياسات الدول، فهو بعيد عنها ولا يمارسها على الواقع. وكان يفترض بأعلام الشرعية ان يرتكز على الثوابت الرئيسية  للسياسة الإعلامية المتعارف عليها ، وتكييفة ليتواكب مع خصوصيات ومتطلبات الواقع الذي نعيشه والذي يفترض ان يتضمن  المحاور الرئيسية التالية:

١)حشد الراي العام الداخلي والخارجي لتأييد سياسات وتوجهات منظومة الشرعية للقضاء على الانقلاب الحوعفاشي المدعوم إيرانيا ، ولتمتين عرى التحالف مع دول التحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة السعودية والإمارات.

 

٢) العمل على تعزيز قوة وتماسك الوطن وتلاحم كل مكوناته بمختلف توجهاتها ومشاربها ، على قاعدة توحيد كل الجهود لمقارعة التحالف الحوثي الايراني ، باعتباره العدو المشترك الرئيسي.وترك المهاترات وتأجيج الخلافات  داخل مكونات الشرعية ومع التحالف.

 

والتعبير عن روح الامة وأمجادها ،وتعميق روح التسامح ومبادئ العيش المشترك والقبول بالآخر والمساواة والعدالة ،بين كل ثقافات وهويات وتاريخ  وخصائص وعادات ، كل الاثنيات والمذاهب والمناطق المختلفة في بلادنا.

٣)تعزيز التأثير الجماهيري وتسويق الافكار وتثوير وحشد الشعب  وزيادة تلاحمه خلف السياسات المرسومة لمواجهة الانقلابيين الحوثة ودحر مشروعهم الكهنوتي المتخلف.

 

٤) الأرتباط العميق بجبهات القتال المواجهة للحوثي وتغطية أخبار انتصاراتها وبطولات المقاتلين، وشحذ هممهم وتثوير الشعب وتحشيده لرفد الجبهات  بالمقاتلين الثابتين والمتطوعين، وتقديم الدعم المادي واللوجستي والاستخباراتي المستمر لجبهات القتال.ومواجهة الاعلام الحوثي الديماغوجي المضاد، الذي يقلب الحقائق ويجيرها لصالحه.

 

٥)دعم ورفع معنويات المقاتلين وكل جماهير الشعب وتعزيز عقيدتهم القتالية ، انطلاقا من أن هذه المواجهة مع الحوثي هي مواجهة عقدية بين الاسلام السني  والرافضة الاثناعشرية وليس خلافا على السلطة وتقسيم المناصب والثروة.

 

٦)تعزيز التواصل والحوارات والترابط بين قيادات الدولة والشعب ممثلة بنخبه المختلفة، وردم الهوة والعزلة بينهما وتبسيط العلاقات بينهما على قاعدة ، أن القائد هو موظف لخدمة الشعب، وأن الوظيفة صغرت أم كبرت هي مجرد مغرم وليس مغنم.

 

٧) تَبَنٍّ قضايا المجتمع، والإنسان، واحتياجاته وخدماته الضرورية وأمنه، والالتحام بنبض الشارع والتعبير عنها بشفافية وصدق ومحاربة الفساد ونهب المال العام والمحسوبية وتعزيز مبادئ النزاهة والشفافية والمحاسبة والتكريم وتدوير السلطة في كافة أجهزة الدولة العليا والمتوسطة والدنيا.

 

و تعزيز حُرّية التعبير والاختلاف في الرأي بوصفها إحدى أهمّ أدوات تعزيز الشفافيّة والوعي في المجتمع. ونَبْذ العنف والتطرُّف، ورفض الارهاب بكل أشكاله،  إذ إنّ المجتمع الواعي يمتلك مناعة ذاتيّة ضِدّ التطرُّف، وذلك يُبشِّر بحياة أفضل لكافّة فئات المجتمع، بالإضافة إلى الحياة السياسيّة المُستقِرّة،و لتسودَ الثقة، وتكون مُتبادَلة بين الشعب، والحكومة، والإعلام ولتعزيز  المساهمة في صنع القرار ،وليُقارب بين وجهات النّظر، ويُساهم في إنتاج القرار السياسي السليم، وتوضيحه وفهمه ، ويُهيئ  الساحة والرأي العام لتقبّلها  من السلطات العليا.

 

فهل أعلامنا الرسمي يقوم بهذه المهمات ؟؟؟ بالتأكيد لا والف لا!!!.

 

وبالمقابل نرى ان الاعلام الحوثي، الذي لا يمتلك حتى نصف إمكانيات اعلام الشرعية ونصف جيشها الاعلامي،  الا انه يقوم بدوره التحريضي والدعائي والتحشيدي على احسن مايكون.

 

ويقوم باستمرار بالتواجد في الجبهات وتغطية انتصاراتها وتحويل انكساراتها الى انتصارات حتى ولو كانت مغلوطة، ويعمل بدأب على رفع معنويات المقاتلين والانصار وعموم الناس ، والهاب حماسهم لمقارعة خصومهم، في الجبهات وفي مناطق سيطرتهم وتكريس ثقافتهم وعقيدتهم الرافضية،  في اوساط من هم تحت سيطرتهم  ومواجهة ودحض  اعلام الشرعية واعلام التحالف وتصويره في اذهان الناس في كل بلادنا كإعلام احتلالي وإرتزاقي.ويلاحظ انه قد نجح نجاحا منقطع النظير في كل اهدافه المرسومة وأصبح يتسيد الحلبة الاعلامية في التأثير على المتلقي داخل اليمن وخارجها ،اقليميا ودوليا.

 

فهل نتوقع تغيرا في السياسة الاعلامية لبلادنا، ام ان الفاس قد وقع على الراس، ولا مفر من الهزيمة الماحقة لما يسمى بالشرعية والتحالف، بعد ان شهدت كل الجبهات الشمالية هذه الهزائم والخيانات الكبرى ،حتى أوصلت الحوثي الى بيحان ، وسمحت له بتطويق مدينة مأرب.اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.