حجر" السلة الغذائية التائهة والأمن الغذائي المفقود

اليمن العربي

ما كان لأقدامنا أن تطَّأَ منطقة "نوبة" لولا "أبي نور، مطيع باراس". هذا الرجل الذي يأسرك بتواضعه وكرمه الكبيرين، ليجعلك ودون أن تشعر مُطيعاً لأمره، فكيف بنا لا نلبي دعوته الكريمة النابعة من حرصه الشديد لبلدته حجر التي يرجو من خلالها تسليط الضوء، ومنحها الإهتمام، وإنتشالها من سلة الإهمال؛ حتى تصل أخبارها وإرسالها للسلطة المحلية، ولكل ضمير يعز عليه إهمال حجر، ومعاناة أهلها الكرام  .. وش حد الرسالة .

 

من المكلا، حيث يقع عرش الحكم الحضرمي، إنطلقنا ظهر هذا النهار صوب منطقة "نوبة" وقبل أن ندخلها توقفنا فوق جسر المعابر، أو كما يحلو لآهالي حجر تسميته جسر النور، ربما تعود رمزية هذا الاسم 'لأبي نور" الذي كان له الدور الأبرز لنجاح وإتمام أعمال هذا الجسر، ومن جانب آخر ربما تعود تلك التسمية للنور الذي أبصرته منطقة حجر من خلال هذا الجسر الذي رفع عنهم مشقة العبور لاسيما في أوقات السيول .

 

"نوبة" المهملة المنسية ذات الظل المدود، والماء المسكوب، ولولا الإهمال لكانت بها فاكهة كثيرة، لا مقطوعة، ولا ممنوعة، وليس مبالغة إن قلت لو أُعطيََ لنوبة النزر اليسير من الإهتمام حتماً ستكون سلة حضرموت الغذائية، بل سلة اليمن أجمع، هذا إن لم يكن هناك تصدير للخارج، ليس في الزراعة فحسب بل في تربية المواشي والدواجن. فضاريس "نوبة" وتربتها ومناخها المستوي وماؤها الذي لا يعرف للإنقطاع سبيلا يؤهلها لتكون مثلما ذكرت، ولكن ومع شديد الأسف تذهب المياه وبشكل متدفق إلى البحر، ولا يستفاد منها أحد، فلو لاقت هذه الأرض من يهتم بها ويرعاها، فلن نتزاحم على معونات الأمم المتحدة، ولا إلى تمر المملكة، ولا إلى لحم سلمان، ولا إلى إذلال الهلال الأحمر ومساعدته التي يتبعها المنَّ والأذى .

 

حالياً، تشهد منطقة "نوبة" أعمال إنشاء جسر معلق تنفذه مجموعة العمودي للمقاولات مشابه لجسر المعابر. هذا الجسر جاء بعد متابعات حثيثة وجادة وبنوايا صادقة بعدما كان هذا المشروع حبيس الحقيبة التي يحملها ابن حجر "مطيع باراس" لمدة تزيد على خمسة أشهر من المراجعات للسلطة المحلية، وتحمل ما تحمل من أتعاب إلى أن وفقه الله، وكتب له الجمالة، وجعل السلطة تتكفل بهذا المشروع من حصة حضرموت .

 

وهنا أجدها فرصة لإطلاق هذه المناشدة للسلطة المحلية، والمنظمات المناحة، والمؤسسات المحلية لتقديم الدعم اللازم، وتشجيع القطاع الزراعي وتوفير لهم الأمكانيات. فقد لمست في أهل "نوبة" حب الأرض، وعشق التربة وهواها، ولكن ما باليد حيلة .

 

أكرر وأقول كونوا إلى جانبها تكن لكم السلة الغذائية، وأمنكم الغذائي .