الأزمة الاقتصادية في تركيا تمزق عائلة أردوغان

عرب وعالم

اليمن العربي

قالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية إن حجم الأزمة الاقتصادية في تركيا أدى إلى انهيار أسرة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في إشارة إلى استقالة بيرات ألبيرق، وزير المال وصهر أردوغان من منصبه.

 

لا أعتقد أن أحداً كان يمكن أن يتخيّل ما حدث، ولا يمكن ألبيرق أبداً استعادة القوة التي كان يتمتع بهاوقالت الصحيفة، إن كثيرين  داخل حزب العدالة والتنمية الحاكم كانوا يعتقدون أن أردوغان يعدّ ألبيرق ليكون وريثه السياسي، وأن الرئيس التركي جعل من الوزير المستقيل وزوج ابنته، ثاني أقوى شخصية في الحكومة، وأن ألبيرق يَدين لأردوغان بمسيرته السياسية.

 

ووفق موقع 24 الاخباريةـ لفتت الصحيفة إلى أن قلة سيحزنون على ألبيرق الذي أثار استياءً على نطاق واسع، وصنع أعداء في جميع أنحاء تركيا، ونقلت عن مسؤول حكومي قوله: "يشعر معظم الناس بالارتياح لرحيله".

وقال زميل سابق للوزير المستقيل: "لا أعتقد أن أحداً كان يمكن أن يتخيل ما حدث، ولا يمكن ألبيرق أبداً استعادة القوة التي كان يتمتع بها".

 

وأوضحت الصحيفة أن ألبيرق أصر لأشهر على أن تركيا تتفوق على الاقتصادات المنافسة، وأنها في خضم تحول اقتصادي كبير، وكرر قوله، عندما التقى نواب الحزب الحاكم في الأسبوع الماضي. وتمسك أيضاً برأيه القائل إن الليرة التركية، التي فقدت نحو ثلث قيمتها مقابل الدولار الأمريكي منذ بداية العام، ليست المعيار الوحيد الذي يجب استخدامه للحكم على صحة الاقتصاد.

 

وفي المقابل، واجه أردوغان في الأسابيع الماضية ضغوطاً متزايدة داخل حزبه، الذي عانى من تراجع في استطلاعات الرأي بسبب تداعيات جائحة فيروس كورونا، وارتفاع تكاليف المعيشة، ومعدلات البطالة، وتدهور قيمة الليرة التركية.

 

ويعود العجز الهائل الذي يعاني منه الاقتصاد التركي إلى التدخل الفاشل بقيادة ألبيرق لإنقاذ العملة والذي كلف تركيا ما يقارب 140 مليار دولار على مدى العامين الماضيين.

 

وذكرت الصحيفة، أن البعض يعتقد أن من المستحيل تصديق أن إردوغان، الذي يلتقي بشكل دوري شخصيات تجارية، لم يكن يدرك مدى سوء الأمور، لكن آخرين يصرون على أن السبب هو تهميش المنتقدين وإحاطة نفسه بالذين يُظهرون له الولاء، ومن ثم عُزل عن الواقع، وقال مصدر على صلة وثيقة بالحزب الحاكم: "إنه أمر لا يصدَّق ولكنه معقول".

 

وختمت الصحيفة قائلة إن "ما عاشته تركيا طيلة أشهر من مشاكل اقتصادية وتراجُع في قيمة الليرة كان ينذر بما شهدته منذ أسبوع شهد دراما سياسية وعائلية بدأ باستقالة ألبيراق".