عضو المقاومة الإيرانية لـ"اليمن العربي":سياسة المهادنة من دول الغرب افسحت المجالً لطهران..والإجراءات الأخيرة ستحجم الحرس الثوري  باليمن

تقارير وتحقيقات

حسين داعي الاسلام
حسين داعي الاسلام عضو المجلس الوطني للمقاومة الايرانية

تشهد المنطقة العربية قرع أبواق حرب جديدة لا تبقي ولا تذر، بعد التدخلات الإيرانية السافرة في المنطقة العربية، والتي تجسدت في  قصف ناقلات النفط في خليج عمان، قصف مطار أبها من قبل الحوثيين في اليمن، والآن بعد إدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة الإرهاب تثار الأسئلة حول تأثير القرار على وقف ما يقوم به نظام الملالي في طهران، ولهذا أجرى موقع " اليمن العربي " مقابلة حسين داعي الاسلام عضو المجلس الوطني للمقاومة الايرانية المعارض للنظام الإيراني.

 

·    1- هل يمكن أن يؤثر إدراج الحرس الثوري كمنظمة إرهابية على قرار بشكل مباشر على نشاط الحرس في اليمن وسوريا والعراق

مما لا شك فيه، أن هذا القرار كان له تأثير مباشر على أنشطة  قوات الحرس في جميع المجالات في اليمن وسوريا والعراق والمنطقة بأسرها، لأن سياسة المهادنة من قبل دول الغرب افسحت مجالًا مفتوحًا للملالي وأصبحت قوات الحرس قادرة على التقدم كثيرًا في المنطقة مما أدى إلى تقديم العراق وسوريا لنظام الملالي وفي الوقت الحاضر فشلت هذه السياسة وأدرجت ذراع النظام الرئيسي في القائمة الإرهابية وحتى الولايات المتحدة يمكن أن تستهدفها بموجب قانون مكافحة الإرهاب، وبالتالي فإن قوات الحرس تجبرعلى وضع حد لتواجدها في هذه المناطق.

    

2-   ما هي تداعيات ادراج الحرس الثوري كمنظمة إرهابية؟

تعتبر قوات الحرس العمود الفقري لنظام الملالي، وبالتالي فإن تصنيف قوات الحرس له تداعيات حادة، أولاً، على الصعيد الداخلي يشجع المواطنين الإيرانيين الذين يكرهون  للغاية قوات الحرس، من هذا الضغط الحاد وسيواصلون احتجاجاتهم ومظاهراتهم في نطاق واسع. وثانياً سيؤدي هذا الإجراء إلى إضعاف معنويات أفراد الحرس مما يؤدي إلى تساقط عناصر الحرس، كما رأينا بعد إقالة «محمد علي جعفري» القائد العام لقوات الحرس من قيادة الحرس، قال خامنئي الولي الفقيه للنظام إنه أي جعفري قدم هذا الطلب ليعمل على عمل ثقافي معناه هو منهار جدًا مما أدى إلى طلب تغييره من قيادة قوات الحرس، ويكون تأثير هذا الأمر في المستويات الدنيا لقوات لحرس بعدة أضعاف.  وثالثًا، سيؤدي إدراج قوات الحرس في القائمة الإرهابية إلى زيادة الخلافات بين عصابات النظام المختلفة، أي سيتم تشديد الصراع بين زمرة «روحاني» وزمرة خامنئي. ورابعًا، بالنظر إلى أن قوات الحرس تسيطر على أكثر من نصف الاقتصاد الإيراني، فإن العقوبات ستجعل النظام بأكمله مشلولًا في الشؤون الاقتصادية. وخامسًا يتم تغييرميزان القوى ضد النظام على الصعيد الإقليمي وسيصاب ذراع تأجيج الحروب للنظام بالشلل ولن تكون يده مفتوحة بعد الآن للتدخل في سوريا ولبنان والعراق، وأماكن أخرى.

 

٣- اشتدت في الفترة الأخيرة عمليات المقاومة ضد النظام في الداخل كيف ترى اسباب ذلك؟

يوم الجمعة 19 أبريل أعلن وزير مخابرات النظام الإيراني ، أنه فكك 116 خلية مرتبطة بمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية داخل البلاد العام المنصرم، والحقيقة هي أن الاعتقالات هي أكثر من هذا بالطبع، ولكن رغم ذلك تتواصل احتجاجات وأنشطة مجموعات من أنصار مجاهدي خلق.

لكن يظهر العدد نفسه أيضًا أن نشاطات المقاومة الإيرانية ضد النظام قد ازدادت بشكل كبير داخل البلاد، والسبب هو أن قوات المقاومة العاملة في إطار معاقل الانتفاضة تعمل بطريقة منظمة، ويزداد عددهم كل يوم لأن الشعب الإيراني لا يريد هذا النظام و أجواء المجتمع الإيراني محتقنة للغاية، ومن ناحية أخرى، أصبح الشباب الإيراني على إشراف بتطلعات المقاومة ومجاهدي خلق أكثرمن ذي قبل ويظهرون تعاطفهم معهما بهذا الشأن، مما أدى إلى توسيع إجراءات المقاومة ضد النظام في إيران.

٤-هل اتت العقوبات الاقتصادية ضد النظام اكلها؟

بطبيعة الحال، بدأ تأثير العقوبات ضد النظام يبرز بالفعل على النظام، وتصريحات حسن نصر الله، زعيم حزب الشيطان اللبناني الذي طلب من جمع المال لحزب الله، تشير إلى أن النظام لا يستطيع دفع أموال لمرتزقته اللبنانيين والعراقيين واليمنيين، كما كان في الماضي، و طبعًا هناك المزيد من الضغط على النظام بزيادة فرض العقوبات عليه، وفي الوقت الحاضر انخفضت صادرات نفط النظام من مليوني برميل يوميًا إلى أقل من مليون برميل ، مما يؤثر بشكل كبير على النظام.  كما يعترف خامنئي وروحاني باستمرار بآثار العقوبات على النظام بأكمله.

٥- كيف تفسرون عدم خروج موقف اوروبي موحد لمقاطعة النظام وهل ترون أن هناك دول أوروبية لا تزال تعول عليه؟

للأسف لاتزال أوروبا، تواصل سياسة المهادنة مع النظام، ويرجع سببه إلى المصالح الاقتصادية أو غيرها من الاعتبارات، ولكن الحقيقة هي أن أوروبا لا تستطيع فعل أي شيء لإنقاذ هذا النظام، وعليها وضع حد لهذه السياسة، لأن النظام الذي تهادنه أوروبا كان له خطة لتنفيذ عمليات إرهابية في التجمع العام للمقاومة بباريس في العام المنصرم، وهو النظام نفسه الذي نفذ خططًا إرهابية في الدول الأوروبية  مثل هولندا والدنمارك وغيرها من الدول، وهو نفس النظام الذي ليس لم يتنازل عن تصنيع صواريخ باليستية فحسب وإنما يوسع نطاق إنتاجه لذلك فإن أوروبا في نهاية المطاف ستجبر على إنهاء سياسة المهادنة مع النظام وتضم إلى العقوبات ضد النظام ، مثل الولايات المتحدة.

 

٦-كيف ترى تأثير محاولات النظام اغتيال المعارضين في الخارج؟ وكيف ترون أن قيادات من حازت على نصيب من تلك الملاحقات؟

النظام الإيراني ورغم أنه يعلم أن إرهابه في الخارج ضد معارضته سيكلفه دفع ثمن سياسي باهظ ، إلا أنه مُجبر على ارتكاب مثل هذه الاغتيالات في الخارج من أجل تغيير ميزان القوى بينه وبين المعارضة داخل البلاد. لأنه يعلم أن أهم نده لهذا النظام، والذي يوجه الاحتجاجات المحلية للإطاحة به ويكشف عن أنشطته النووية والإرهابية هو المقاومة نفسها.

 واستخدام الإرهاب ضد المقاومة الإيرانية خارج إيران كان معروفًا من نظام الملالي منذ بداية حكم الملالي حتى الان، لكن المقاومة الإيرانية ومجاهدي خلق، على الرغم من تقديم العديد من الضحايا على هذا الدرب، واغتيلت شخصيات بارزة من المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ومنظمة مجاهدي خلق في خارج البلاد على يد النظام لكن هذه الاغتيالات لم تؤثر على أنشطة المقاومة إطلاقًا، بل أدت إلى زيادة نشاطاتها أيضًا. خلال السنوات الماضية ، كان لدى النظام المئات من الخطط الإرهابية ضد المقاومة ومجاهدي خلق الإيرانية والتي تم إحباطها  في معظم الحالات من قبل مجاهدي خلق أنفسهم بسبب اتخاذ الحيطة والحذرمن قبلهم ، ولكن في بعض الحالات نجح فيها النظام فعلى سبيل المثال، اغتيال الدكتور كاظم رجوي، ممثل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في جنيف بسويسرا، أو اغتيال «محمد رضا نقدي» ممثل المجلس الوطني في إيطاليا أو اغتيال الشهيدة «زهراء رجبي» في تركيا وهي كانت من مسؤولات منظمة مجاهدي خلق وكذلك اغتيال «على اكبر قرباني» في تركيا وهو كان من أعضاء المنظمة.