اتهامات للأمم المتحدة بـ"محاباة الحوثيين".. هل تسقط مشاورات السويد؟ (تقرير)

تقارير وتحقيقات

أرشيفية
أرشيفية



عدة اتهامات وجهت للأمم المتحدة خلال الفترة الماضية، بسبب إعتبار البعض أنها تتساهل مع الجماعة الإنقلابية "الحوثيين" وكان يجب أن تكون أشد حزمًا معهم، وهو ما أثر على تطبيق اتفاقيات مشاورات السويد ويهددها بالسقوط.

وطريقة مبعوث أمين عام الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث في قيادة جهود السلام، إلى مصدر قلق للعديد من الأطراف ذات الصلّة بالملف اليمني، لاسيما تلك المتدخّلة فيه بشكل مباشر والمعنية بإعادة الاستقرار للبلد. 

وتجاوز غريفيث عتبة المرونة الضرورية في إدارة أي مفاوضات هادفة لحلحلة أي ملف في مثل تعقيد الملف اليمني، إلى التساهل مع المتمرّدين الحوثيين ومسايرتهم، في تعطيل تنفيذ اتفاقات السويد التي عُلّقت عليها آمال لأن تكون منطلق مسار سلام أشمل ينهي معاناة اليمنيين من واقع الحرب التي يشهدها بلدهم. 

ويخشى مراقبون من أن يكون مسار السويد هو آخر فرصة لتحقيق السلام في اليمن، وأنّ فشله سيعني اليأس من الحلّ السلمي والدفع بالخيار المضادّ، خيار القوّة العسكرية للحسم ضدّ المتمرّدين الحوثيين، وهو ما لوّح به فعلا التحالف الذي تقوده السعودية دعما للشرعية اليمنية.

و قالت الدكتورة وسام باسندوةِ، أستاذ العلاقات الدولية الخبيرة في شئون الحقوق والحريات عضو الوفد الإعلامي لمشاورات السويد، إن الأمم المتحدة تتساهل كثيرا حد الانحياز للميليشيا الحوثية في مفارقة غريبة ومريبة.

وأضافت باسندوة في تصريحات لأحد المواقع العربية: "تجاهلت ميليشيا الحوثي نصوص القرارات الصادرة من الأمم المتحدة ذاتها، وعلى رأسها القرار ٢٢٠١٦، وهو الأمر الذي استمر مع تنفيذ اتفاق ستوكهولم، فحتى الآن الأمم المتحدة لم تشر بوضوح للميليشيا الحوثية بتعمدها عرقلة وتنفيذ الاتفاق، ولا لخروقاتها العسكرية للهدنة، ولا حتى في منعها لقافلة مساعدات الأمم المتحدة بالمرور لصنعاء، بل أدهى من ذلك فى تعرض موكب الجنرال باتريك كاميرت للقصف من قبل الميليشيا الحوثية، ورفضه الإشارة لذلك صراحة، والاكتفاء بالقول إنه لا يعرف مصدر النيران، فإذا كان لا يستطيع تحديد مصدر نيران أطلقت على موكبه فكيف سينجح بالرقابة والإشراف على تنفيذ الاتفاق؟!".

وتابعت: "من المهم أيضًا الإشارة إلى التقرير الصادر من قبل منظمة الغداء العالمي، والتي اتهم فيه الميليشيا بوضوح بسرقة المعونات وبيعها في السوق السوداء، وأنها لم تعد تستطيع المزيد من الصبر على ذلك، وهنا نتساءل بدورنا، ولماذا كان كل هذا الصمت على مدى أكثر من أربع سنوات؟ ولماذا لم تتهم الأمم المتحدة والمنظمات الدولية التابعة لها بوضوخ الميليشيا الحوثية في ذلك منذ البداية، بينما يتم التباكي على الحالة الإنسانية؟!".

و طلب التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن عبر رسالة دفع بها إلى مجلس الأمن الدولي بتعزيز الضغط على ميليشيا الحوثي الإيرانية من أجل ترسيخ الهدنة في الحديدة والالتزام بسحب قواتها من المدينة والموانئ المنصوص عليها في اتفاق استوكهولم.

 بالتزامن مع ذلك أكد الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن الصبر على الحوثيين لا يمكن أن يكون إلى ما لا نهاية.

وقال قرقاش إن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية مستعد لاستخدام ما وصفها بقوة محسوبة بدقة، لدفع حركة الحوثي للانسحاب من مدينة الحديدة والالتزام باتفاق استوكهولم. وطالب معاليه الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالضغط على الحوثيين لوقف انتهاكاتهم وتسهيل دخول قوافل الإغاثة، والمضي قدماً في الانسحاب من مدينة الحديدة والموانئ، طبقاً لما تم الاتفاق عليه.وأكد قرقاش في سلسلة تغريدات له أن الحوثيين ارتكبوا ألف خرق منذ بدء وقف إطلاق النار في الحديدة ولم ينفذوا التزاماتهم بالانسحاب.

وقال عقب لقاء جمعه بالأمين العام للأمم المتحدة في نيويورك يوم الخميس للصحفيين إن الصبر على انتهاكات الحوثيين لا يمكن أن يكون إلى ما لا نهاية، طبقاً لوكالة فرانس برس. والتقى معاليه بالأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لمناقشة المشاكل المرتبطة بتطبيق اتفاق استوكهولم. وأعرب قرقاش عن قلقه من إمكانية تصاعد العنف على الأرض نتيجة استفزازات الحوثيين. وقال: «لا نريد أن نطلق عملية» عسكرية في الحديدة. 

وأضاف: «ما نريده هو أن تمارس الأمم المتحدة والمجتمع الدولي نفوذهما» في الضغط على الحوثيين لإجبارهم على الالتزام بوقف إطلاق النار.

في الأثناء طلب التحالف العربي في رسالة إلى مجلس الأمن من المجلس «الضغط على الحوثيين وداعميهم الإيرانيين وتحميلهم المسؤولية في حال أدى استمرارهم في عدم الالتزام إلى انهيار اتفاق استوكهولم».

وقالت الأمم المتحدة، الخميس، إن مبعوثها الخاص إلى اليمن، مارتن غريفيث، تلقّى تأكيدات من الرئيس عبدربه منصور هادي، والتحالف العربي ، بـ"التزامهم المستمر" بتنفيذ اتفاق السويد.