تسمم الطلبة يعيد احتجاجات مهسا أميني للشارع.. والنظام يرد بالاعتقالات

عرب وعالم

اليمن العربي

فيما لم تطو إيران بعد صفحة احتجاجات مهسا أميني، حتى عاد "الغضب" من جديد يلقي بثقله على الشارع، على وقع حوادث تسمم الطالبات.

تلك الحوادث أثارت دعوات خلال الأيام الماضية، طالبت الإيرانيين بالنزول إلى الشوارع، وهو ما استجاب له بعض الأساتذة والموظفين بوزارة التعليم، والذين خرجوا في مسيرات جابت مدن كرج وطهران وأصفهان ومشهد وشيراز وسنندج، ومناطق أخرى؛ احتجاجًا على "تسمم الطالبات".

وكان المجلس التنسيقي للمعلمين في إيران قد أصدر في وقت سابق بيانًا دعا فيه إلى مسيرة أمام برلمان إيران في طهران ودوائر التعليم بالمدن.


سيناريو متكرر

وفي تكرار لسيناريو تعامل الأمن مع احتجاجات مهسا أميني، أظهرت الصور التي تداولها المغردون على مواقع التواصل الاجتماعي، تواجدا كبيرا لقوات إنفاذ القانون، فيما تحدثت تقارير محلية عن اعتقال الشرطة -التي كان بعض عناصرها يرتدون زيًا مدنيًا- عددًا كبيرًا من المعلمين المتظاهرين.

ومنذ 30 نوفمبر/تشرين الثاني، وتسجل إيران إصابات بالتسمم في صفوف طالبات بمدارس وبعض الجامعات ومهاجع الطلبة، وصلت إلى 26 محافظة من أصل 31 محافظة إيرانية، مما استدعى نقلهن إلى المستشفيات لتلقي العلاج اللازم.

وبعد صمت دام أشهرًا، تحدث المرشد الإيراني علي خامنئي أمس، محذرًا ومتوعدًا من له صلة بـ "الجريمة الكبرى التي لا تغتفر"، فيما وقع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في اليوم نفسه، مرسوما يأمر بتشكيل "فريق عمل للبحث والتحقيق والتقييم" بشأن حالات التسمم.

وشكلت السلطات المحلية -بأمر من الرئيس رئيسي- مجموعة عمل يشترك فيها "وكالات الأمن وإنفاذ القانون الإيرانية ووزارة الصحة ومختبرات متخصصة مختارة"، وكُلفت بمهمة "تحديد العوامل المحتملة والتحقيق التفصيلي" في حالات التسمم المتسلسل للطلاب.


اعتقالات

في السياق نفسه، قال المتحدث باسم الشرطة الإيرانية الجنرال سعيد منتظر المهدي، في تصريحات لوسائل إعلام إيرانية، إن "خمسة أشخاص جرى توقيفهم مؤخرًا في محافظة فارس جنوب إيران وراء عمليات التسمم ضد طلاب المدارس".

وزعم الجنرال المهدي أن "هؤلاء الأشخاص كانوا يقومون بأعمالهم كفريق واحد، وفي الأيام الأخيرة، من خلال إلقاء غاز النيتروجين في 7 مدارس في مدينة لارستان، تسببوا في معاناة 53 طالبًا، وتم القبض على 3 نساء أثناء قيامهن بتصويره وإرساله قنوات تلفزيونية معارضة للنظام".

وفي وقت سابق، دعا قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي، الأجهزة الأمنية التعامل مع "تسمم الطالبات" بشكل حازم، مضيفًا: "عناصرنا على أهبة الاستعداد للحفاظ على أمن البلاد وتسريع عملية ملاحقة الضالعين وراء قضية تسميم طالبات المدارس ومواجهة كل من يثير الخوف والهلع ويزعزع أمن واستقرار البلاد".

وفي سياق متصل، نقلت وكالة أنباء فارس، التابعة للحرس الثوري الإيراني، عن مسؤول أمني قوله إن كاميرات المدرسة لم تظهر أي حالات تسمم مشبوهة حتى الآن.

وقالت الوكالة الإخبارية: "تم فحص كاميرات جميع المدارس المجهزة بكاميرات مراقبة بالإضافة إلى ذلك، تم فحص كاميرات المدينة حول هذه المدارس أيضًا وحتى الآن لم يتم رصد أي حالات مشبوهة".

كما أبلغ هذا المسؤول الأمني، الذي لم يكشف عن اسمه، عن اعتقال عدد من المشتبه بهم الذين تم الإفراج عنهم بعد التحقيق لأنهم لا علاقة لهم بالأمر.


إصابات جديدة

وبحسب وسائل إعلام إيرانية، فإن محمود شهامات، نائب رئيس جامعة كهكيلو وبوير أحمد للعلوم الطبية جنوب إيران، قال إنه "تم تسجيل إصابة 39 طالبًا بالتسمم في 3 مدارس في ياسوج و4 آخرين في جاشساران".

وأضاف شهامات: خلال الأيام الثلاثة الماضية، أصيب 280 طالبًا بالتسمم في مدن مختلفة من هذه المحافظ، بما في ذلك ياسوج وسيشيت ودهداشت وجاشساران وليك".

وقالت وكالة أنباء "تسنيم"، إنه "أصيب اليوم 41 طالبًا بالتسمم في زاهدان و6 في نيريز ووصل عددهم إلى 90 حتى الآن"، مضيفة "بلغ عدد المصابين أكثر من 5100 طالب وطالبة من 237 مدرسة في 26 محافظة إيرانية".