وثائقي: أسرار مثيرة في المكالمة الأخيرة بين بوتين وماكرون قبل حرب أوكرانيا

عرب وعالم

اليمن العربي

"رئيس وأوروبا والحرب"، هو فيلم وثائقي قصير تم تصويره في قلب "الإيليزيه" وتم بثّه، يوم الخميس، على تلفزيون ”فرنسا 2“ حيث يكشف جوانب وأسرارًا من آخر مكالمة هاتفية بين ماكرون وبوتين قبل بدء الحرب الروسية في أوكرانيا.

 

ويرصد الفيلم محادثة هاتفية مثيرة استمرت 9 دقائق ولم يُنشر مضمونها من قبل، وهو من إعداد الصحفي غي لاغاتشي الذي يروي خفايا من اللعبة الدبلوماسية خلال الأشهر الستّ الماضية في قصر الإيليزيه.

 

ويظهر في الفيلم إيمانويل بون، المستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي، محاطًا بثلاث متعاونات، داخل مكتبه الواقع في شارع الإيليزيه بباريس، الأحد 20 شباط/ فبراير 2022، حيث كان أعضاء الخلية الدبلوماسية التابعة للإيليزيه، عن بعد، الاتصال الهاتفي بين رئيسهم وزعيم ”الكرملين“.

 

وبحسب ما أظهرته الدقائق التسع التي نقلها تلفزيون ”فرنسا 2″، فقد بدا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حازمًا وحادًا نسبيًا في لهجته، بينما كان بوتين صامتًا في البداية قبل أن يردّ ببضع كلمات لا تخلو من سخرية، حيث ردّ على مقترح عقد لقاء بحضور الرئيس الأمريكي جو بايدن بقوله مخاطبًا ماكرون: ”لا أخفيك أمرًا أنني أرغب في لعب هوكي الجليد، وأنا الآن أحادثك من قاعة الرياضة“، ما يعني عدم اكتراثه لمقترح نظيره الفرنسي في فترة حساسة وحاسمة وقبل أيام قليلة من بدء الحرب على أوكرانيا.

 

وفي تقرير حول ظروف تصوير الفيلم قالت صحيفة ”لوموند“ الفرنسية في عددها الصادر، يوم الخميس، إنه ”قبل 4 أيام من بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، تابع غاي لاغاتشي من مكتب رئيس الخلية الدبلوماسية في الإيليزيه، إيمانويل بون، مقابلة استمرت ساعة وخمسة وأربعين دقيقة حاول فيها ماكرون انتزاع ”مبدأ“ لقاء فلاديمير بوتين في جنيف مع جو بايدن.

 

ووفق التقرير: ”يحتفظ الفيلم بتسع دقائق لذيذة من هذا اللقاء، ونسمع فيها الرئيس الروسي يوضح أن الحكومة الأوكرانية ”ليست منتخبة ديمقراطيًا“ لكنها ثمرة ”انقلاب دموي“ وجاء في تلك الدقائق من أقوال بوتين ”سأحرق الناس أحياء“، كما أكد الرئيس الروسي أنه ”يستمتع دائمًا كثيرًا“ بالتحدث مع إيمانويل ماكرون، بما في ذلك في صالة الألعاب الرياضية الخاصة به ويقدم بعض الوعود.

 

ووراء الكواليس، يحذّر بون المخرج من أن بوتين ”يكذب دائمًا“، وأنّ اللقاء بين الرئيسين الروسي والأمريكي لن يحدث بالفعل.

 

واستبعد التقرير أن يكون قد تم إخطار بوتين بأنه يتم تسجيل كلامه، ووفقًا لأحد مستشاري ”الإيليزيه“ فقد تم تحذير محاوري ماكرون الأوروبيين قبل أكثر من 6 أشهر من أن صحفيًا سيتابع الرئاسة الفرنسية لمجلس الاتحاد الأوروبي من الداخل.

 

ويتابع تقرير الصحيفة الفرنسية، أنه ”بالنسبة إلى فلاديمير بوتين تبدو الأمور أقل وضوحًا، فقد ”تم إخطار السلطات الروسية بعد مشاهدة الفيلم“ من قبل الخلية الدبلوماسية.

 

ويؤكد ”الإيليزيه“ أنه تم بالفعل إبرام اتفاق مع شركة الإنتاج ينص على أن خدمات الرئاسة الفرنسية يمكنها رؤية الصور قبل النشر، وقد تم إجراء المشاهدة الأولى، في أيار/ مايو الماضي، والثانية بعد رحلة إيمانويل ماكرون إلى كييف، في 16 حزيران يونيو الجاري.

 

وعلّق التقرير الفرنسي بأن ”كسر السر أصبح سلاحًا بين فرنسا وروسيا، حيث يعرف الدبلوماسيون في باريس أيضًا كيفية تعقب ”التسريبات“ كما هو الحال، في أيلول/ سبتمبر 2020، عندما تحدثت صحيفة ”لوموند“ عن تفاصيل حوار الصم بين ماكرون وبوتين حول أليكسي نافالني، بعد شهر من تسميم خصم الكرملين“.

 

وأضاف أنّ ”محاولة الاغتيال هذه، التي اتهمت الأجهزة الأمنية الروسية بتنظيمها، قوضت سياسة التقارب التي حددها ماكرون مع الرئيس الروسي، في العام 2019، وفي ذلك الوقت هاجمت موسكو ”لوموند“ وحذرت وزارة الخارجية الفرنسية حينها من أنّ ”أي تسرب لوثائق داخلية سرية أمر غير مقبول“ وبدأت تحقيقًا داخليًا بشأنها.