هل يمكن أن يزيد استهلاك القهوة اليومي من العمر الافتراضي؟

منوعات

اليمن العربي

أثبتت دراسات عدة فوائد شرب القهوة على الصحة العامة، والتي يمكن أن تقلل مخاطر أمراض مثل باركنسون، وداء السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب، وغيرها.

 

وكشفت دراسة حديثة أنه لتحقيق مثل هذه الفوائد يجب شرب القهوة بما يتراوح بين كوب واحد إلى ثلاثة أكواب في اليوم.

 

ولكن، هل تعلم أن القهوة يمكن أن تزيد من عمرك الافتراضي؟ هذا ما أعلنه علماء في دراسة بحثية جديدة مؤخرا.

 

ما نعرفه عن القهوة

 

القهوة هي في الواقع مزيج معقد من أكثر من 1000 مادة كيميائية مختلفة، ما يمكن أن يشكل تحديا للعلماء لتحديد أي من هذه المكونات يوفر الفوائد الصحية للقهوة.

 

وفي الواقع، كان للقهوة ماض متقلب. وتم تحديد بعض المواد الكيميائية العديدة الموجودة فيه على أنها مواد مسرطنة محتملة، وفي عام 1991، أدرجت منظمة الصحة العالمية القهوة في قائمة المواد المسببة للسرطان المحتملة.

 

ومع ذلك، وقع بعد ذلك تبرئة القهوة وإزالتها من تلك القائمة سيئة السمعة. ويُعتقد أن القهوة مفيدة من خلال الآليات التالية:

 

- مضادة للالتهاب

 

- تخفض مقاومة الإنسولين

 

- بها كميات عالية من مضادات الأكسدة التي يمكن أن تمنع أو تؤخر تلف الخلايا

 

- مركبات الليغنان تعطل نمو وانتشار الخلايا السرطانية

 

- حمض الكلوروجينيك، الذي يخفض مستويات السكر في الدم

 

حللت أحدث دراسة في Annals of Internal Medicineعادات استهلاك القهوة لأكثر من 170 ألف شخص في المملكة المتحدة تتراوح أعمارهم بين 37 و73 عاما وتابعتهم لمدة سبع سنوات في المتوسط.

 

ووجد الباحثون أن أولئك الذين شربوا ما بين 1.5 إلى 3.5 كوب من القهوة يوميا كانوا أقل عرضة للوفاة بنسبة 16% إلى 21% من جميع الأسباب والوفيات المرتبطة بالسرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية خلال فترة الدراسة مقارنة بمن لا يشربون القهوة.

 

ولكن هذه الدراسة ليست الأولى التي بحثت في انخفاض معدل الوفيات بسبب الاستخدام اليومي للقهوة.

 

وتتبعت دراسة نُشرت في عام 2015 في مجلة Circulation أكثر من 200 ألف مشارك لمدة 30 عاما. وأولئك الذين شربوا من 3 إلى 5 أكواب من القهوة يوميا كانوا 15% أقل عرضة للوفاة من جميع أسباب الوفاة بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية ومرض باركنسون والانتحار.

 

وتتبعت دراسة في 2018 أكثر من 500 ألف مشارك على مدار 10 سنوات. وبالمقارنة مع من لا يشربون القهوة، فإن المشاركين الذين تناولوا 6 إلى 7 أكواب يوميا كانوا أقل عرضة للوفاة المبكرة بنسبة 16%.

 

وفي جميع الدراسات، تمتع أولئك الذين شربوا القهوة التي تحتوي على الكافيين والقهوة منزوعة الكافيين بالفائدة - مرة أخرى، ما يشير إلى أن الفائدة تأتي من عدد لا يحصى من المواد النشطة بيولوجيا في القهوة مقابل الكافيين.

 

الخلاصة الرئيسية من كل هذه الدراسات هي أن البيانات توضح وجود ارتباط بين استهلاك القهوة اليومي وتقليل مخاطر الوفاة. لكن يجب أن نتذكر أن الارتباط بين شيئين، في هذه الحالة القهوة وانخفاض معدل الوفيات، لا يعني بالضرورة وجود سبب مباشر.

 

وما لا نعرفه حقا هو مقدار الانخفاض في معدل الوفيات من القهوة نفسها، على الرغم من فوائدها العديدة المعروفة وهذا الارتباط القوي.

 

وهناك العديد من عوامل الإرباك المزعومة الأخرى التي يمكن أن تؤثر على هذه البيانات. ومع ذلك، فإن هذه الدراسة الجديدة وضعت في الحسبان عوامل الإرباك المحتملة من خلال التحكم في عوامل مثل التدخين ووجود مشاكل طبية مزمنة والحالة الاجتماعية والاقتصادية والنظام الغذائي.

 

وتتوافق هذه الدراسة الجديدة مع نتائج تحليل التلوي (تحليل إحصائي) لعام 2019، والتي تعد واحدة من أقوى الدراسات البحثية القائمة على الأدلة التي يمكن إجراؤها.

 

وفحص هذا التحليل 40 دراسة مختلفة شملت 3.8 مليون مشارك. ووجد الباحثون أن الاستهلاك المعتدل للقهوة (2 إلى 4 أكواب / يوم) كان مرتبطا بانخفاض معدل الوفيات لجميع الأسباب مقارنة بمن لا يشربون القهوة. ولوحظت هذه الفائدة بغض النظر عن العمر أو الوزن أو تعاطي الكحول أو التدخين بالإضافة إلى كمية الكافيين الموجودة في القهوة.

 

ولكن يجب أن نضع في اعتبارنا أن المشاركين في دراسة شرب القهوة يمكن أن يكون لديهم العديد من عوامل نمط الحياة الأخرى التي تساهم في تقليل الوفيات مثل اتباع نظام غذائي صحي أو ممارسة التمارين الرياضية بانتظام. على سبيل المثال، يفترض الباحثون أن من يشربون القهوة بانتظام سيختارون على الأرجح فنجانا من القهوة بدلا من مشروب الطاقة أو الصودا.

 

وخلاصة القول هي أن الدراسة الجديدة تتوافق مع دراسات متعددة تظهر ارتباطا قويا بين استهلاك القهوة اليومي المعتدل (أكثر من كوب واحد في اليوم) وتقليل الوفيات لأسباب عديدة.

 

وإذا كنت تشرب القهوة يوميا بالفعل، سواء كانت تحتوي على كافيين أو منزوعة الكافيين، فهذا أمر رائع، ومع ذلك، فهي ليست بديلا عن ممارسة الرياضة اليومية واتباع نظام غذائي صحي.