حضرموت .. الحاضر الغائب او المغيب !!.

اليمن العربي

 منذ ما لا يقل عن سنتين لم أكتب عن حضرموت .. تجنبا للكثير من التهم و التصنيفات  و التفسيرات، وهي جمة و على عواهنها التي اتاحتها وسائل التواصل الاجتماعي ، للمطالبين باستعادة الجنوب وأولئك الحريصون على وحدة يمانية اتحادية توفر لحضرموت مجال حيوي ، هي مؤهلة جغرافيا و ديمغرافيا للاضطلاع بدور الاقليم القائد ، اذا ما توفر للدولة الاتحادية عوامل الاستقرار و البقى ، والتي اضحت في نظر البعض ومنهم المطالبين بدولة حضرمية ـ المستقلة  ،التي تستطيع ان تسهم ايجابيا في محيطها اليماني و العربي ، وأن كانوا في نظر البعض يبنون موقفهم على أمنيات عائمة ، تخلط بين الذاتية و الموضوعية ، و بين ماضي لم يعد موجود و حاضر يشكله الاخرون ،و الذين لم يعدموا كمبارس حضرمي ، سهل الانقياد .. ويجيد الدور !!.

 

□ على مدى الاسبوع الماضي و على اثر نتائج مشاورات الرياض ـ اليمانية جمعتني لقاءات يمانية حزبية و فكرية ، جميعها تركزت سلبا وايجابا حول اهم نتائج التشاور ( مجلس قيادة رئاسي برئاسة د. رشاد العلمي وعضوية قيادات عسكرية ـ ميدانية وسياسية ) و ماذا بعد ؟.. لكن مساء الامس جمعتنا مائدة افطار دعاء اليها المنصب :سعيد بن أحمد بن حمود باوزير ، على شرف قيادات او رموز بعض الفصائل الحضرمية ، من الجامع الحضرمي و كتلت حيرو ( احد اجنحة الهبة الحضرمية ـ الانتقالية الجنوبية ) والاتلاف الجنوبي ،حيث  كان  حضوري طبيعيا من الناحية الاجتماعية و ايضا من الجانب السياسي فالبعض ممن حضروا المناسبة من الجامع و الاتلاف الجنوبي تجمعني بهم مرحلة تصويب اخطاء النظام السابق ، في ندوات و ورش عمل للمؤتمر الشعبي العام ، عصفت بها ثورات الخريف العربي كما عصفت بالدولة ، التي امسينا نبحث عنها من خلال وبهذه القوى السياسية الهشة و منها تعددية التمثيل الحضرمي ـ الحاضر في مشاورات الرياض ، و المغيب في تلك التكوينات ـ لتأكيد تبعية حضرموت و تحجيم دور الحضارم .

 

□□ غادرت بعد ان اغادر الجميع اسابق الوقت الي السحور .. براس مثقل بالصداع و الهموم .. فقد صدمني فقدان الحضرمي الذي اسهم في بناء دول في شرق اسيا وافريقيا و كذلك منطقتنا العربية .. ان يتحول الي اداة و يتراجع الي القبيلة بل والي فرع قبيلة ، ولا يدرك انه بذلك لا يتحول الي اداة ـ مجرد أداة تعيش على هامش الاحداث ، ويتعامل معها من خلال الانا لا نحن ، الامر الذي غيب حضرموت لا في حضور هذا الكم من اليمنين.. بل في دورها المؤثر في محيطها الجيوسياسي ـ العربي فضلا عن اليماني ، وجميع المحيطين العربي و اليماني .. يدركان اهمية حضرموت الانسان فضلا عن الجغرافيا بما تختزنه ارضها و ما تمثله على صعيد الامن و الاستقرار .. وهذا لا يجهله الاشقاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، كلك المفرخين لهذه التكوينات من القوى اليمانية ـ شمالا و جنوبا مع اختلاف و تقاطع استراتيجياتها الحزبية و الجهوية تجاه حضرموت .

□□□ حضرموت و الحضارم .. إزاء تحديات كبرى تشمل كافة كياناتهم الجغرافية و الاجتماعية و السياسية و الثقافية ، وبطبيعة هذه التحديات وما تحمله من مخاطر تتطلب اوسع تعبئة ممكنة لراس المال الحضرمي ، و النخب الاجتماعية و الفكرية و العلمية و السياسة ..لتوحيد العمل السياسي الحضرمي ـ الحضرمي على مستوى اقليم حضرموت الكبرى .. لفرض دور وحضورا قائدا لحضرموت، في أي تسوية يمانية ـ او النهوض باستقلالها .. لكي لا تكون حضرموت الجغرافيا و المجتمع جسر العبور للقوى الطامحة الاقليمية و الدولية لضرب امن واستقرار جزيرة العرب .. وحضرموت بوابتها على البحار المفتوحة .. فهل من يعي خطورة تغييب حضرموت .. في ظل هذا الصراع الدولي و ما يمكن ان يفضي اليه؟!.