مجلس الرئاسة ..تكيف أم تغيير ؟!

اليمن العربي

 

■ شكلت حالة التنافس بل و الصراع الحزبي داخل حكومات الشرعية بقيادة الرئيس عبدربة منصور منذ تسليمه الرئاسة اليمنية على اثر تنازل الرئيس علي عبدالله صالح له ، بناء على مبادرة مجلس التعاون لدول الخليج العربي ، التي افضت الي انتخابه في انتخابات اقرب الي الاستفتاء ، والي تشكيل حكومة توافق حزبي ، لتكيف الصراع اليمني من خلال السلطة ، يومها حمل هذا التكييف بوادر انفراج من خلال ما أطلق عليه الحوار الوطني ، والذي افضى بدوره الي حل و زرع اشكالية :ـ

 

1ـ الحل تمثل في مشروع الدولة الاتحادية ـ لمغادرة موروثات اليمن الانقسامية و الصراعية ، التي لم تأخذها اتفاقية الوحدة الموقعة في عدن في نوفمبر 1989 و المعلنة في مايو1990.

 

2ـ الاشكالية او زرع المشكلة .. تحويل التمرد المذهبي الي قضية متماثلة مع  قضية الجنوب ـ شريك الوحدة و ضحية الحرب 1994الامر الذي فرض اشتراك راس الكبرى في المشروع الفارسي شريكا سياسيا في الحوار الوطني و بالتالي تقرير مستقبل مشروع الدولة اليمانية ـ الاتحادية.

 

□ منذ إعلان نتائج الحوار الوطني و الذهاب لكتابة الدستور بداءت المناورات الحزبية و برزت المناطقية ،وعند العودة به من ابوظبي اختطف أحمد عوض بن مبارك مدير مكتب الرئيس ـ يومها ومعه مشروع ذلك الدستور في اعلان مبكر لدور انصار الله ـ الحوثيين و برسالة واضحة لا تقبل اللبس عن دورهم المرسوم في تقرير مستقبل اليمن .. و الذي توج بالانقلاب في 22سبتمبر2014و محاصرة الرئيس عبدربه الذي تمكن من الفرار الي عدن واعلانها عاصمة ولتبدا مرحلة مقاومة الانقلاب من خلال حكومة مشاركة لم تتحول الي شراكة وطنية ، الامر الذي سهل او ساعد في نشاءة قوى عسكرية مقاتلة وطنيا و مناطقيا .. في الوقت الذي اصرت الشرعية على تبني قوى اخرى ـ عسكرية واخرى حزبية باسم الجيش الوطني ،مستخدمة راية الشرعية ، ومن دون اطالة .. ثمان سنوات حرب بينية و مع الحوثي مبرراتها ، ولم ينفذ صبر التحالف العربي .. فاليمن بما يمثله من اهمية جيوسياسية و استراتيجية أضحى يمثل خطر على امن واستقرار منطقة الخليج و الجزيرة العربية في ظل مطامح قوى اقليمية و دولية و تراجع او عجز امريكي تجلى في الانسحاب من افغانستان على النحو الذي حدث ، و قبل ذلك تسليم العراق لإيران الذي عزز بشراكتها روسيا في سوريا و تحكمها في سيادة لبنان من خلال حزب الله ، الامر الذي لم يعد معه الحوثيين مجرد صداء لحزب الله اللبناني ، بل قوة اخرى في اهم المناطق الجيو استاراتيجية لأمن و استقرار الجزيرة العربية  وممرات النفط و التجارة الدولية .. من هنا تحركت المنظومة الاقليمية ـ العربية الاهم و المستهدفة ( مجلس التعاون الخليجي ) و في ظل الحرب الاوربية ـ الامريكية ـ الروسية في اكرانيا ، واستعدادا لما يمكن ان تؤدي إليه من تسويات و تقاسم نفوذ بين القوى الكبرى..و اليمن و ازمتها هي الارضية الرخوة في منطقة الخليج ، وتشكل حالة مغرية لتلك القوى!!.

□□ جاءت دعوة مجلس التعاون لدول الخليج العربية للتشاور اليمني في مقره في العاصمة السعودية الرياض ،خلال الفترة من 29 مارس الي7ابريل 2022بمثابة مبادرة ثانية لمختلف الاطراف اليمنية ـ المتخندقة في الشرعية و تلك القوى خارجها بما فيها الحوثيين و الانقلابين ولتضع الجميع امام  مسؤولياتهم .. وبصرف النظر عن نوعية الحشد و نوعية بعض المدعوين والاستثناءات والابعاد للبعض الاخر ، وابرز المستبعدين "الهبة الحضرمية ـ الوطنية "، وهو امر اثار الكثير من التساؤلات المشروعة و الاستفزازية  لأبناء حضرموت ،إلا إن النتائج جاءت مبشرة من خلال الاتي :ـ

 

1ـ استقالة الرئيس عبدربه منصور هادي وتسليم مسؤولياته السيادية إلي مجلس رئاسة .

 

2ـ روعي في اختيار عضوية المجلس الرئاسي تمثيل القوي العسكرية من خارج الشرعية و داخلها .. وأختير لرئاسته د. رشاد العليمي ..عالم الاجتماع و السياسي الذي خبر الحياة السياسية المتأزمة من مواقع المسئولية .. وراقب بهدوء وعلى مدى ثمان سنوات عثرات الشرعية و هشاشة مكوناتها الحزبية فضلا عن انتكاساتها و عجزها عن تفعيل مؤسسات الدولة في ما يطلق عليه المناطق المحررة .. فهو والي كونه رجل دولة ـ توافقي يستطيع توحيد مختلف الفرقاء لقيادة المرحلة ـ سلما و حربا فلا سلام دون قوة تعززه ، و لا حرب دون قيادة تخطط لأهدافها ؟!.

  لذلك ابرزت كلمته و شددت على استعادة الدولة و المواطنة و الهوية العربية.. وهذا امر مهم و يؤشر الي ان كثير من المسارات يجب ان تغادر سياسة التوافقية الحزبية الي سياسة العمل من خلال الدولة .. فدون الدولة لا نستطيع توحيد المجتمعات اليمانية ، و لا اعطاء البعد الاستراتيجي اليمني في امن و استقرار الاقليم ( الجزيرة العربية ) و تحصينه بما يستحق دون دولة ، تدرك مسئولياتها .. وهذا يفرض على الجميع مغادرة انتماءاتهم الضيقة الحزبية و المناطقية ، لتمكين مجلس القيادة الرئاسي من قيادة المرحلة ، و تفعيل شراكة المنظومة الاقليمية المعنية بتصليب الرخاوة اليمنية في امن الخليج و الجزيرة العربية .. من خلال التغيير لا التكييف ؟!.

□□□ نعم التغيير لا التكيف الذي ازعم انني دعوت اليه كتابة وفي احاديثي المتلفزة منذ عام 2017، واخرها في حديثي الي قناة السعودية 24  على اثر دعوة مجلس التعاون للتشاور ،و الذي طالبت  فيه بالتكييف من خلال مجلس رئاسة برئاسة الرئيس عبد ربه منصورـ لتصحيح المسارات .. فجاء التغير على نحو ابعد وله ما بعده ..ومن هناء نبدأ ؟!.