ماهي مصلحة أمريكا في ترسيخ أقدام الحوثي داخل اليمن؟ (تقرير)

تقارير وتحقيقات

أمريكا والحوثي
أمريكا والحوثي

ماذا تريد واشنطن من الوطن العربي؟.. بعد الاتفاق النووي وما أبرمته واشنطن من بنود سرية مع ملالي طهران، نتج عنه انحراف في الاستراتيجية الأمريكية لصالح إيران التي تدعم الإرهاب بالفعل والتي يتخذ أذرعها شعارات موت للعالم بأسره وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية نفسها، سواء شعارات الحوثيين في اليمن أو حزب الله في لبنان أو الحشد الشعبي في العراق.

 

تقرير أممي «أرعن»

 

من جانبه وصف الكاتب والسياسي السعودي «سليمان العقيلي» التقرير الأممي بشان اليمن بـ«الأرعن» لمساواته التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، بجرائم ميليشيا الحوثي والمخلوع علي عبد الله صالح، مشيراً إلى إن من يراقب نسق تعامل الأمم المتحدة والولايات المتحدة الامريكية مع القضية اليمنية لن يفاجئه تقرير الأمم المتحدة.

 

وأضاف في تصريحات صحفية، أنه بالنظر إلى سياسات «الأمم المتحدة» المواكبة للاستراتيجية الأمريكية لمسنا أن كل مواقف الأمم المتحدة كانت ضد العرب وقضاياهم العادلة، وفيما يتعلق بالأزمة اليمنية كان الموفد الأممي يصيغ مستقبل اليمن في محادثات فندق الموفينبيك مع ساسة اليمن بعد 21 سبتمبر 2014 تحت الحراب الحوثية وكانت الامم المتحدة تتعامل مع الحوثيين كحكومة أمر واقع.

 

اعتراف أممي بالانقلاب الحوثي

 

وأشار «سليمان العقيلي» إلى أنه في إحدى المرات اتصلت مسئولة أممية بمسئول سعودي وخاطبته أنها للتو خرجت من اجتماع مع الوزير اليمني واتفقت معه على الخطة التمويلية (تقصد الوزير الحوثي)، لافتا إلى أن المبعوث الأممي جمال بن عمر في ظل الضغط اليمني والعربي استقال وجاء إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ولم تتبدل مواقف الأمم المتحدة مع تبدل الوجوه ما يعني أن ما تقوم به استراتيجية معتمدة بفعل التأثير الأمريكي، على حد قول العقيلي.

 

مواقف أمريكية ضد تحالفها الاستراتيجي مع التعاون الخيجي

 

وقال «محلل سياسي» أن «المواقف الأمريكية» تبدو غريبة جداً لأنها ضد مصالح الدولة اليمنية، وضد منطق التحالف الاستراتيجي مع الرياض ودول الخليج، مشيراً إلى أن العلاقات الأمريكية الغيرانية أقلقت حلفاء واشنطن ولم تبدده قمتان بين أوباما والقادة الخليجيين في كامب ديفيد والرياض.

 

وأشار إلى أن «الحكومة اليمنية» بينما هي منخرطة الآن في محادثات فاشلة مع الانقلابيين فان الأمم المتحدة تصوب نيرانها ضد التحالف بمعلومات مسيسة وغير موثوقة مصدرها الحوثيون وإعلامهم، وتتبعها الإدارة الأمريكية بتصريح يشدد على أن الحوثيين ليسوا جماعة إرهابيية، رغم أنهم يخضعون لعقوبات دولية، ويصرخون بشعارات تتضمن عبارات الموت لأمريكا، ورغم ذلك لا تعتبرهم واشنطن إرهابيين، بالإضافة لارتكاب الحوثيين للمجازر بحق المدنيين، بما يوحي بأن هناك قوة ضغط أمريكية ضد التحالف والحكومة اليمنية لتحقيق تنازلت للحوثيين.

           

مصلحة أمريكا في ترسيخ أقدام الحوثي داخل اليمن

 

وتساءل المحلل السياسي السعودي «سليمان العقيلي»: ماهي مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية في ترسيخ أقدام الحوثيين داخل الدولة اليمنية مما يهدد أمن حليفتها السعودية والحلفاء الآخرين في مجلس التعاون؟ وماهي مصلحتها في تعطيل التحالف العربي عن استكمال تحقيق اهدافه في قيام حكومة يمنية مركزية قوية ؟".

 

وأجاب المحلل السياسي السعودية على أسئلته بالقول: لا نجد هنا سوى واحدة من اجابتين أو كلاهما، الأولى أن الولايات المتحدة منخرطة مع «ملالي طهران» في زواج مصلحة سياسية، وأن واشنطن تحلم بأن تحقق أهدافها في الفوضى الخلاقة كي تبنى النظام السياسي الاقليمي للشرق الاوسط في بيئة استراتيجية جديدة"، مشدد على أن العرب ليس أمامهم إلا أن يتبنوا مشروع مقاومة وصمود للحفاظ على مصالحهم، أو لنتلو الرحمات على النظام السياسي العربي.

 

وفي النهاية فإن العرب لن يبادوا أو يركعوا، لأن «الشعوب» لا يمكن قهرها بالتحالفات والحروب المشبوهة تحت العناوين الخادعة مثل الحرب على الإرهاب (ذلك الإرهاب الذي صنعه الغزاة بأيديهم لتحقيق مصالحهم في أراضي العرب ولتغطية غزواتهم المشتركة على المنطقة العربية) حيث تسيطر مقاتلات عشرات الدول على السماء العربية وتعيث المليشيات في أرضها فساداً وإفساداً.