كل ما تريد معرفته حول إعصار "راي" المدمّر بالفلبين

عرب وعالم

اليمن العربي

لقي أكثر من 20 شخصاً حتفهم في أقوى إعصار يضرب الفلبين هذا العام، بحسب حصيلة جديدة نشرتها السلطات السبت، مشيرة إلى أنّ الكارثة خلّفت "أضراراً جسيمة" في المناطق الأشدّ تضرراً في وسط الأرخبيل وجنوبه.

 

واضطر أكثر من 300 ألف شخص إلى ترك منازلهم والمنتجعات السياحية منذ الخميس بسبب الإعصار "راي" الذي أدّى إلى انقطاعات في التيار الكهربائي والاتصالات في الكثير من المناطق بعدما دمّر أبراج اتصالات وأسقط أعمدة كهرباء واقتلع أشجاراً وهدم مساكن.

 

وحين ضرب "راي" جزيرة سيارجاو السياحية الشهيرة، الخميس، كان إعصاراً فائق القوة إذ بلغت سرعة الرياح المصاحبة له 195 كيلومتراً في الساعة.

 

وتراجعت سرعة هذه الرياح إلى 150 كيلومتراً في الساعة، الجمعة، مع تقدّم الإعصار في الأرخبيل حيث خلّف أضراراً جسيمة، على ما ذكرت هيئة الأرصاد الجوية الفلبينية.

 

وقد ضرب عصر، الجمعة، شمال جزيرة بالاوان الوجهة السياحية الشهيرة قبل أن يبتعد باتجاه بحر الصين الجنوبي نحو فيتنام.

 

وقال ألبرتو بوكانيجرا، مسؤول الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في الفلبين "إنها واحدة من أعتى العواصف التي تضرب الفلبين خلال العقد الأخير"، مضيفاً "المعلومات التي تردنا والمشاهد التي تصلنا مقلقة للغاية".

 

وأفاد الناطق باسم وكالة الكوارث الوطنية مارك تيمبال وكالة "فرانس برس" بأنّ أكثر من 18 ألف عسكري وشرطي وعنصر من خفر السواحل وفرق الإطفاء سينضمون إلى جهود البحث والإنقاذ في أكثر المناطق تضرّراً.

 

وأضاف أنّ "الأضرار جسيمة" في سوريجاو وسيارجاو، المنطقتان اللّتان ضربهما الإعصار بأقصى قوته.

 

وتقيم على جزيرة سيارغاو نحو مئة ألف نسمة، وهي تستقطب هواة ركوب الأمواج.

 

وقُتل ما لا يقل عن 3 أشخاص وجرح عشرات آخرون في سوريجاو، على ما قال رئيس بلدية المدينة أرنستو ماتوجاس لمحطة "إيه بي إس-سي بي إن" التلفزيونية ما يرفع حصيلة القتلى إلى 21.

 

 

وأشار بوكانيغرا إلى أن انقطاع التيار الكهربائي سيؤثر على إمدادات المياه.

 

وعلى جزيرة ديناغات حيث قضى ستة أشخاص على الأقل جراء الإعصار، يحاول "السكان إصلاح منازلهم لأن الدمار لحق أيضا بمراكز الإيواء" على ما قال نائب حاكم هذه المحافظة الواقعة في شرق البلاد نيلو ديميري لمحطة "إيه بي إس-سي بي إن" التلفزيونية.

 

وأضاف: "لا يمكنهم اللجوء إلى مكان آخر.. فقد دمر كل شيء".

 

ونشر خفر السواحل الفلبينيون صوراً على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر حجم الدمار الذي لحق بأنحاء واسعة من سوريجاو حيث اقتلع الإعصار أسقف الكثير من منازلها وهشّم عدداً كبيراً من مساكنها واقتلع أشجاراً من جذورها.

 

وأظهرت لقطات جوية مساحات من حقول الأرزّ وقد غمرتها المياه.

 

وأتى الإعصار "راي" في وقت متأخر في الموسم، فغالبية العواصف المدارية في المحيط الهادئ تتشكل بين يوليو/تموز وأكتوبر/تشرين الأول.

 

ويحذر علماء منذ فترة من أن الأعاصير تزداد عنفاً مع تزايد الاحترار المناخي الناجم عن نشاط الإنسان.

 

ويضرب الفلبين التي تعتبر من أضعف الدول في مواجهة التغير المناخي، سنوياً حوالي عشرين إعصاراً تزرع الدمار في المساكن وتقضي على محاصيل وبنى تحتية في مناطق تعاني أصلا من الفقر.

 

وكان الإعصار الفائق القوة "هايان" أكثر الأعاصير فتكاً في الفلبين مع تسببه بمقتل أو فقدان 7300 شخص في العام 2013.