حصاد زيارة محمد بن زايد لتركيا.. مباحثات مثمرة واتفاقيات استراتيجية

عرب وعالم

اليمن العربي

زيارة مثمرة أجراها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية لتركيا، الأربعاء، تخللها اتفاقيات استراتيجية بين البلدين.

 

تعاون يصب في صالح البلدين ويدعم أمن واستقرار المنطقة والإقليم، نظرا لثقل وأهمية البلدين الجيوسياسي والتاريخي، تكللت به الزيارة التي أسفرت عن توقيع 12 اتفاقية تعاون بين الإمارات وتركيا.

 

وتمثل الزيارة نقلة مهمة في مسار العلاقات بين البلدين، وتجسد دبلوماسية بناء الجسور الإماراتية الساعية لتعزيز الاستقرار والازدهار في المنطقة، عبر مد جسور الصداقة والتعاون والتسامح بين الشعوب وبناء علاقات متوازنة مع الدول الشقيقة والصديقة كافة.

 

حفاوة الاستقبال

 

وبحفاوة بالغة، استقبل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الأربعاء، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لدى وصوله إلى تركيا في زيارة رسمية.

 

وجرت مراسم استقبال رسمية لدى وصول موكب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى مجمع القصر الرئاسي ترافقه مجموعة من الخيالة ترفع أعلام البلدين.

 

وتوجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس التركي إلى منصة الشرف حيث عزف السلام الوطني لكل من دولة الإمارات والجمهورية التركية.

 

كما أطلقت المدفعية 21 طلقة واصطفت ثلة من حرس الشرف تحية وترحيبا بالزيارة.

 

وأقام الرئيس التركي مأدبة عشاء على شرف الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وذلك في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة.

 

وفي ختام الزيارة، بعث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، ببرقية شكر إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

 

وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في البرقية: "يطيب لنا ونحن نغادر بلدكم الصديق أن نتقدم بخالص الشكر والتقدير لما حظينا به والوفد المرافق من حفاوة استقبال وجميل ترحيب بما هو معهود منكم في كرم الضيافة".

 

وتابع: "لقد أتاحت لنا هذه الزيارة الفرصة لبحث سبل تعزيز العلاقات بين بلدينا، بما يخدم مصالحنا المشتركة، ويعود بالخير على شعبينا الصديقين ويحقق تطلعاتهما".

 

رسائل متبادلة

 

وحملت الزيارة رسائل متبادلة تعكس بشكل واضح رغبة البلدين في تسريع خطى التعاون بينهما على مختلف الأصعدة، والانطلاق نحو مرحلة جديدة من الشراكة والعلاقات الواعدة بين البلدين.

 

وتجسدت أولى تلك الرسائل في الحفاوة البالغة التي قوبل بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والمسؤولين الأتراك والإعلام التركي.

 

أما الثانية فتمثلت في الحصاد المثمر والوافر للزيارة، فعلى الصعيد السياسي قمة إماراتية تركية تناولت مباحثات هامة، إضافة إلى توقيع 12 اتفاقية ومذكرة تفاهم لتعزيز العلاقات بين البلدين، إلى جانب إعلان الإمارات تأسيس صندوق بقيمة 10 مليارات دولار لدعم الاستثمارات في تركيا.

 

وثالثة تلك الرسائل تتلخص في التوافق المثمر بين الجانبين، والذي كشفته تصريحات مسؤولي البلدين ورغبتهما في بدء مرحلة جديدة وواعدة من العلاقات والتعاون.

 

مباحثات مثمرة

 

وفي هذا الصدد، وصف الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية المباحثات التي أجراها مع  الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنها " مثمرة".

 

وأعرب عن تطلعه "إلى فتح آفاق جديدة وواعدة للتعاون والعمل المشترك يعود بالخير على البلدين ويحقق مصالحهما المتبادلة وتطلعاتهما إلى التنمية والازدهار."

 

بدوره رحب الرئيس رجب طيب أردوغان بزيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى تركيا ضيفاً كريماً على بلاده، معربا عن ثقته بأن زيارته تمهد لمرحلة جديدة مزدهرة وواعدة من العلاقات والتعاون الذي يصب في مصلحة البلدين وشعبيهما والمنطقة.

 

وأجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس التركي في قصر الرئاسة في العاصمة التركية أنقرة مباحثات تناولت العلاقات الثنائية وسبل فتح آفاق جديدة للتعاون والعمل المشترك بين البلدين في جميع المجالات التي تخدم مصالحهما المتبادلة إضافة إلى مجمل القضايا والتطورات الإقليمية والدولية التي تهم البلدين.

 

واستعرض الجانبان فرص تعزيز آفاق التعاون بين البلدين خاصة في المجالات الاستثمارية والاقتصادية والتنموية وغيرها من المجالات التي تدفع عملية التنمية والتقدم في البلدين.

 

كما تبادل الجانبان وجهات النظر بشأن عدد من القضايا والتطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.

 

وأكد الجانبان في هذا السياق أهمية تعزيز ركائز الأمن والسلام والاستقرار والتي تشكل القاعدة الأساسية لانطلاق التنمية والبناء والمضي نحو المستقبل المزدهر الذي تتطلع إليه شعوب المنطقة.

 

12 اتفاقية

 

ولوضع ما تم الاتفاق عليه في المباحثات موضع التنفيذ، عبر الانطلاق نحو مرحلة البناء والتنمية والمضي نحو المستقبل المزدهر، شهدت الزيارة توقيع 12 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين البلدين.

 

كما أعلنت دولة الإمارات تأسيس صندوق بقيمة 10 مليارات دولار لدعم الاستثمارات في تركيا، حيث سيركز على الاستثمارات الاستراتيجية، وعلى رأسها القطاعات اللوجستية ومنها الطاقة والصحة والغذاء.

 

وشهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس التركي توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين البلدين في عدد من المجالات التي تسهم في تعزيز علاقات التعاون وفتح آفاق جديدة للعمل المشترك بين الجانبين.

 

وجاءت الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تم توقيعها كالتالي:

 

 1 ــ مذكرة تفاهم بين وحدة المعلومات المالية في دولة الإمارات ومجلس التحقيق في الجرائم المالية في تركيا للتعاون وتبادل المعلومات المالية .

2 ــ اتفاقية تعاون بين شركة أبوظبي للموانئ وصندوق الثروة السيادية التركي .

3 ــ اتفاقية تعاون بشأن صندوق رأس المال الاستثماري لشركة أبوظبي القابضة .

4 ــ اتفاقية تعاون بين شركة أبوظبي القابضة وصندوق الثروة السيادية التركي .

5 ــ اتفاقية تعاون بين شركة أبوظبي القابضة ومكتب الاستثمار في تركيا .

6 ــ مذكرة تفاهم بين سوق أبوظبي للأوراق المالية وبورصة إسطنبول .

7 ــ مذكرة تفاهم لتبادل المعلومات في مجال الأعمال المصرفية بين المصرف المركزي في دولة الإمارات والمصرف المركزي في دولة تركيا .

8 ــ اتفاقية للتعاون الإداري المتبادل في المسائل الجمركية بين دولة الإمارات وتركيا .

9 ــ مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الطاقة .

10 ــ مذكرة تفاهم للتعاون في المجال البيئي .

كما جرى على هامش زيارة الزيارة توقيع التالي..

11ـ اتفاقية تعاون بين شركتي " أبوظبي القابضة " و" كاليون يتريم القابضة " التركية .

12ــ اتفاقية تعاون بين بيور هيلث للتجهيزات الطبية ومجموعة " سي سي إن " القابضة .

 

"مبادئ الخمسين"

 

وجسدت تلك المباحثات السياسية والاتفاقيات الاقتصاديةبين البلدين تطبيقا عمليا لمبادئ الخمسين التي اعتمدها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، الشهر الماضي، لتكون خارطة استراتيجية تحدد توجهات البلاد للخمسين عاما القادمة، وهي تحتفل بذكرى تأسيس الاتحاد الخمسين.

 

وينص المبدأ الثالث من المبادئ العشرة على أن "السياسة الخارجية لدولة الإمارات هي أداة لخدمة الأهداف الوطنية العليا، وعلى رأسها المصالح الاقتصادية لدولة الإمارات. هدف السياسة هو خدمة الاقتصاد. وهدف الاقتصاد هو توفير أفضل حياة لشعب الاتحاد".

 

كما تجسد الزيارة التي تأتي في إطار دبلوماسية بناء الجسور الإماراتية، وبناء صفحات جديدة في العلاقات لتعزيز التعاون والتكامل المبدأ الخامس الذي ينص على أن "حسن الجوار أساس للاستقرار. المحيط الجغرافي والشعبي والثقافي الذي تعيش ضمنه الدولة يعتبر خط الدفاع الأول عن أمنها وسلامتها ومستقبل التنمية فيها. وتطوير علاقات سياسية واقتصادية وشعبية مستقرة وإيجابية مع هذا المحيط يعتبر إحدى أهم أولويات السياسة الخارجية للدولة.".

 

وكذلك المبدأ الثامن الذي ينص على أن " منظومة القيم في دولة الإمارات ستبقى قائمة على الانفتاح والتسامح (....)وستبقى الدولة داعمةً عبر سياستها الخارجية لكل المبادرات والتعهدات والمنظمات العالمية الداعية للسلم والانفتاح والأخوّة الإنسانية".

 

وأيضا المبدأ العاشر الذي ينص على " الدعوة للسلم والسلام والمفاوضات والحوار لحل كافة الخلافات هو الأساس في السياسة الخارجية لدولة الإمارات، والسعي مع الشركاء الإقليميين والأصدقاء العالميين لترسيخ السلام والاستقرار الإقليمي والعالمي يعتبر محركاً أساسياً للسياسة الخارجية".

 

 مشاهد لافتة

 

وخلال الزيارة كانت هناك مشاهد لافتة مثل الاهتمام الخاص من المسؤولين الأتراك لمنع سقوط الأمطار على الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عبر المظلات المحمولة.

 

فيما كان لافتا السلام الودودي بين وفدي البلدين، فضلا عن الضحكات التي ارتسمت على الوجوه، حيث تبادل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان التحية والترحيب مع مستقبليه من الوزراء وكبار المسؤولين في تركيا، فيما رحب الرئيس التركي بالوفد الإماراتي المرافق.

 

وتعود العلاقات الإماراتية التركية إلى سبعينيات القرن الماضي، حيث افتتحت تركيا سفارتها بالإمارات في عام 1979، بينما افتتحت الإمارات سفارة لها في أنقرة عام 1983.

 

وتم تعزيز التعاون بين البلدين عبر زيارات متبادلة، وتم مأسسة هذا التعاون عبر تشكيل لجنة تعاون مشتركة بين الجانبين في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2010، إضافة إلى تشكيل لجنة اقتصادية مشتركة ولجنة مشاورات سياسية.

 

ونمت العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية التركية بشكل سريع خلال العقدين الماضيين وعزز من ذلك تنامي العلاقات الاقتصادية وخاصة في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين حيث ارتفعت التجارة البينية بنسبة عالية جدا.