فيلم "الإشارة الحمراء".. حبكة هزيلة وقصة مستهلكة لم يتمكن نجوم هوليوود من إنقاذها

ثقافة وفن

اليمن العربي

طرحت منصة ”نتفليكس“ منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، فيلم الحركة والكوميديا الأمريكي ”الإشارة الحمراء/Red Notice“، وسط ترويج كثيف، إلا أنه جاء بحبكة لم ترقَ إلى مستوى تطلعات الجمهور، ما يؤكد النظرية التي تقول إن النجوم والأسماء اللامعة لا تنجح دائما في إنقاذ عمل هزيل.

 

وتدور أحداث العمل حول سيرة حياة جون هارتلي، أحد أبرز المحققين الجنائيين في المباحث الفيدرالية الأمريكية، وحول تحقيقاته المكثفة للكشف عن سلسلة جرائم متعلقة بسرقة تحف فنية عالمية.

 

يصل ”جون“ خلال التحقيقات،  إلى لص تحف فنية محترف، يساعده في محاولاته الوصول إلى محتالة تقف وراء سرقات ضخمة حيرت السلطات.

 

وأمام ذكاء اللصة وقدرتها العالية على المراوغة والنجاة من خلال سبقها المحققين دائما بخطوة، يصل الأمر إلى تورط جون واتهامه بفقدان إحدى التحف، ويصدر أمر جائر باعتقاله مع اللص المتعاون.

 

ويكشف العمل أن جون يتولى قضية سرقة تحف تاريخية نادرة تعود لكليوباترا من أحد متاحف روما، إذ تسرق المحتالة إحدى القطع.

 

مطاردة

 

وتتصاعد الأحداث مع محاولات جون وصديقه اللص بوث، الهروب من السجن وملاحقة السارقة الذكية، في سيناريو من المطاردات والتشويق ليتضح لاحقا أنها مجرد واحدة من مراوغاتها فتنجح في النهاية بخداعهم.

 

ونجح المخرج في إقحام المشاهد مباشرة في أحداث المطاردة منذ البداية، وسط متعة بصرية وطريقة جذابة، رافقها إضفاء جرعة كوميديا طريفة تحقق توازنا بين الحركة والمطاردة والحوارات الطريفة والمشاهد المضحكة.

 

ويرى المشاهد تقلبات سريعة في الحبكة، ليدخل في حالة ضياع مع ازدياد التنافس بين الأعداء والحلفاء والتفكير بمصير خطط كل منهم ومن سينجح أو يفشل.

 

بطولة ثلاثية

 

وعمد المخرج إلى منح دور البطولة الثلاثية لأسماء لامعة في هوليوود ونجوم يتمتعون بجمهور واسع، وتألق رايان رينولدز بإتقانه لدوره بشكل لافت، إذ سرق الأضواء بمجرد ظهوره على الشاشة، وكان بمثابة قنبلة ضحك متحركة ليتضح لاحقا أنه حمل جانب الكوميديا في العمل على عاتقه الشخصي بإبداعه.

 

وساهم وجود المغني إيد شيران في خلق جو تفاعلي حماسي في الفيلم ضمن اللقطات الكوميدية ليكون بمثابة نقطة إيجابية للعمل.

 

شكل متقن

 

ومن ناحية الشكل، تميز العمل بتنفيذ متقن ودعم ذلك مشاهد المطاردات، إلى جانب المؤثرات البصرية اللافتة والمونتاج المميز المتقن.

 

ونلاحظ تنوع مواقع التصوير بين عواصم وبلدان مختلفة، واعتناء المخرج باختلاف الأزياء من مدينة إلى أخرى ليتناسب المظهر مع ثقافة وأجواء المدينة، ما يوحي بالميزانية الضخمة للعمل وينعكس ذلك في حركة الكاميرا والإضاءة واختيار الكوادر.

 

إيجابيات

 

وعبر الجمهور عن ارتياحه لاجتماع ثنائي الكوميديا؛ الممثلَين دوين جونسون، وريان رينولدز، إذ تضفي هذه النوعية من الأفلام شعورا بالمرح والتسلية، كما يحتاج المُشاهد أفلاما عميقة تلامس الروح، يحتاج أيضا أفلاما بسيطة بحبكة بسيطة مرحة تروِّح عن النفس.

 

وأشاد الكاتب والسيناريست المصري عادل أبو الفضل، عبر صفحته على موقع ”فيسبوك“، بالثنائي الكوميدي ودعم ”وجود كيمياء واضحة بينهما، وكان رهان صناع العمل في جلب شخصيتين بارزتين من نجوم هوليوود في الوقت الحالي، رهان ناجح ليظهرا بشكل متناغم وسلس يوحي بأنه ليس العمل الأول الذي يجمع بينهما“.

 

وقالت الناقدة سارة دي ناردو، إن ”جون وبوث يمثلان التناقض بين القانون والجريمة، إذ إنهما مرغمان على العمل معا لتحقيق هدف مشترك، في حين كانا في البداية خصمين لتتحول العلاقة المشروطة إلى صداقة“؛ وفقا لموقع ”أسبوري موفي“ الإيطالي.

 

وعبر المتابع المصري أحمد كمال، عبر منشور على ”فيسبوك“، عن إعجابه بالفيلم ووصفه ”بالبساطة المطلقة وعدم التعقيد، وأنه ممتع وخفيف ويمزج بين الحركة والكوميديا، فضلا عن الحوارات اللطيفة، وردود أفعال الثنائي المضحكة“.

 

ثغرات

 

وجاء السيناريو مكررا ومتشابها مع أحداث كثيرة لأفلام تدور فكرتها حول مطاردة لصوص الأعمال الفنية والكنوز الأثرية.

 

وهناك مئات الأعمال المكررة إلا أن السيناريو دائما يحاول ابتكار إضافة جديدة وشيئا مميزا، ليغطي على فكرة التشابه والتكرار من خلال تحسين الفكرة وليس تكرارها بطاقم عمل جديد ومواقع تصوير مختلفة وميزانية ضخمة.

 

ونقل موقع ”آكشن“ الإسباني عن الناقد يسوع وسيرسو، قوله إن ”القصة ليست مملة ولكنها مبتذلة ومستهلكة وشوهدت مرات عدة، ما تسبب في غياب عنصر الإبهار والمفاجئة“.

 

وازدادت الانتقادات حول أداء الممثلة جال جودات، لتبدو أنها تحاول أن تكون كوميدية بأي وسيلة ولكن محاولاتها باءت بالفشل.

 

اتهام بالسرقة

 

وعبر الفنان المصري محمد إمام، على منصات التواصل الاجتماعي، عن سخريته من العمل، بسبب تشابه أحداث الفيلم مع أحداث فيلمه ”لص بغداد“.

 

وقال إمام بلهجته المحكية: ”وبتزعلوا لما نأخد حاجه منكم“، محدثا بذلك ضجة كبيرة في العالم العربي، ونشر بعض التعليقات لمشاهدين أجمعوا على وجود تشابه كبير مع أحداث فيلمه الصادر قبل نحو عامَيْن.

 

والعمل إخراج وسيناريو روسون مارشال ثيردر، وشارك في بطولته دوين جونسون، جال جودات، ورايان رينولدز، وريتو آريا، وكريس ديامانتوبولوس، وإيفان مباكوب.