تسويق الأوهام ... لم ولن يخلق الواقع الحضرمي المنشود!

اليمن العربي

عندما تشكل حلف قبائل حضرموت في عام ٢٠١٣م كانت له مبرراته الموضوعية والذاتية، كضرورة حتمية   تهيإت لها حضرموت، بعد فترة مخاض صعب ومعاناة وآلام وتحديات وإنتفاضات مختلفة، رفضا لحالات الإذلال والالحاق وفرض التبعية ، وطمس الهوية والثقافة والتاريخ الحضرمي، والتي تجرعها الحضارمة  منذ  سقوط إستقلالهم في٦٧م وحتى عام النهوض الحضرمي العارم في ٢٠١٣م.

ولذلك كان ذلك الزخم الجماهيري والعنفوان والاندفاع، وفرض الارادة الحضرمية الحرة المستقلة على أرض حضرموت ، وفي وجدان وعقول وفكر كل الحضارمة، و لتبدأ مرحلة جديدة في التاريخ الحضرمي المستقل ، الذي يبحث عن كينونته المتفردة دون تبعية للعواصم الاخرى.

ولقد كانت أسمى تجليات هذا الغليان الثوري الحضرمي، هي إنطلاقة الهبة الحضرمية في ديسمبر ٢٠١٣ن، من قبل كل الحضارمة وفي عموم الجغرافيا الحضرمية ومهاجرهم.

تلك هي الضروف الموضوعية والذاتية الناضجة التي هيأت لقيام حلف قبائل حضرموت ، وبالرغم من المؤامرات التي حيكت ضده من مراكز الهيمنة والنفوذ اليمنية،  وإدت للاسف الى شق صفوفة،  إلى ان السياق العام للنهوض الحضرمي لم يتوقف، واستمر في اندفاعة. وأفرز هذا النهوض ، تشكيل قوات النخبة الحضرمية بشكل خاص من شباب الحلف وتشكيلاته الشبه عسكرية ، ومن كل أبناء حضرموت بشكل عام ، والتي كان لها شرف تحرير المكلا وساحل حضرموت من عصابات القاعدة الأرهابية والداعمين الخفيين لها.

وهذا التحرير شكل أساسا متينا لبناء السلطة المحلية الحضرمية،  الامر الذي هيأ الضروف الموضوعية والذاتية لقيام مؤتمر حضرموت الجامع  كمكون حضرمي سياسي جماهيري مستقل ، بالرغم من بعض النواقص والعثرات التي رافقت تأسيسه ومسيرته.

ومثلما تعرض حلف حضرموت من قوى اليمننة وأتباعهم ، للدسائس والهجمات المتكررة بهدف تفتيته ومحو وجوده، فإننا اليوم يؤسفنا أيضا ، ان نشهد الكثير من المؤامرات ضد هذا المكون السياسي الحضرمي المستقل، من عدة إتجاهات، وحتى  من رفاق الدرب  وبعض مؤسسية ، تنفيذا لاملاءات جهات خارجية تريد جر حضرموت لتبعيتها الجنوبية.

 

ومنذ تشكيل كتلة حلف وجامع حضرموت من إجل حضرموت والجنوب ،كان واضحا ان الهدف من إنشائه هو تفتيت الكيانين الحضرميين المستقلين، بدعاوي ديماغوجية وتحت شعارات فضفاضة ووهمية وتحركات عشوائية ، غير مرتبطة بجدلية الواقع ومتطلباته وضروفه الموضوعية والذاتية ، وهذه المرة كان المحرك لذلك،  ليس قوى النفوذ والهيمنة اليمنية التقليدية فقط،  ولكن للاسف الشديد ، كان يشاركهم بأكثر شراسة،  بعضا من رفاق الدرب، الذين خاض الحضارمة  الى جوارهم،  صراع وجودي مشترك،  ضد الهيمنة والتسلط والاحتلال اليمني، وكانت صيحات أبطال التحرير المقاومين له، تتردد وتتداخل أصداؤها معا في جبال حضرموت والضالع وعدن وأبين.

 

ومهما كانت المبررات، فإن محاولة تفتيت وإلغاء هذه المكونات الحضرمية المستقلة، هو أيضا يصب في خانة إستهداف ألنخبة والأمن والسلطة الحضرمية .وليس ببعيد عنا ماجرى للنخبة الشبوانية من تفتيت، بسبب السياسات الهوجاء والغير عقلانية ، ومحاولة إبعادها عن حاضنتها الشعبية والقبلية الشبوانية، وفرض تبعيتها لاجندات غير شبوانية، الامر الذي أدى الى تهيئة الضروف من قبل أعداء شبوة، للانقضاض عليها وتفتيتها ، بعد أن أبعدت من حاضنتها الشعبية ، وانتزعت جذورها من الأرض الشبوانية.

ونحن نخشى على النخبة والامن والسلطة الحضرمية إن يجري لها ماجرى للنخبة الشبوانية لاسمح الله ، أن نجحت هذه الدسائس. فااللعب بالنار دائما يبدأ صغيرا،  ثم يصبح حرائقا تلتهم الأخضر واليابس وتقضي على كل المكاسب ، وعلى رأسها النخبة الحضرمية صمام أمان حضرموت ورمز قوتها وكبريائها وعنفوانها.

وليعلم الجميع والقاصي والداني ، بان الحضارمة لن يقبلوا بديلا عن نخبتهم الحضرمية ، ومنها قوة حماية الشركات ، التي يجري إستهدافها وتشويه سمعتها والتحرش بها.فالنخبة الحضرمية هي مصدر أمنهم وعزتهم وقوتهم وهي القوة الضاربة الوحيدة، في حماية أرضهم وانفسهم  وثرواتهم  ، وعلى رأسها ثروات حقول نفط بترومسيلة وبقية حقول النفط في كالفالي والخشعة و في كل حضرموت . فهل سيرعوي مشعلي النيران ضد حضرموت ، ويعودوا لجادة الصواب ،قبل فوات الأوان ؟؟؟أم سيحترقوا بلهيبها،  التي لن تبقي ولن تذر !!!