مصنعة باصرة

اليمن العربي

تقع في منطقة عورة بوادي الايمن بلواء دوعن  بحضرموت ..ولا تعتبر مجرد قلعة او حصن من حصون دوعن فقط ولكن تكمن اهميتها انها شاهده على حقبة تاريخية مهمة من تاريخ حضرموت ، حيث تعتبر معقل اقامة قبيلة آل باصره اللذين حكموا دوعن ابان حكم السلطنة القعيطية لحضرموت.

وتشكل المصنعة معلم تاريخي لمنطقة دوعن وتعتبر من القلاع المحصنة بشكل جيد حيث بنيت على صخور مرتفعة عن بقية المنطقة ويحاط بها سور كبير ومرتفع توجد في مقدمته اثنان من الحصون الدفاعية بالاضافة الى وجود العديد من فتحات المراقبة وأخرى صممت لاداخال فوهات البنادق  تستخدم في الدفاع عن المصنعة والمراقبة من جميع الاتجاهات ، وتوجد بناء مكون من طابقين فيه غرفة كبيرة تسمى طاق الحكم وفيها يجلس الحاكم باصرة وهو المقدم عمر بن احمد بن سعيد باصره الخامعي السيباني الحميري لاستقبال الناس والوفود و عقد التحالفات وحل الخلافات واصلاح ذات البين..

وتوجد بها سجون بالاضافة الى سرداب يؤدي إلى خارج حدود المصنعة يستخدم في حاله الحصار كخط امداد. ، وتوجد بها غرف تخزين المؤن في جرار كبيره لتخزين الحبوب والتمور بالاضافة لوجود بئر للمياه.

ومن ناحية اخرى تتزين بيوت المصنعة بالعديد من الزخارف في السقوف الداخليه المصنوعة من الطين والمطلية بالوان زاهية واشكال متعددة تنم على اتقان الانسان الدوعني وقدرتة على استخدام الطين بشكل مبدع يضاهي في وقتنا الحاضر استخدام الديكورات المصنوعة من الجبس. بالاضافة الى وجود الابواب والواجهات الخشبية المزخرفة والمرصعة بالنحاس..

ويعتبر المقدم عمر بن احمد بن سعيد باصره الخامعي السيباني الحميري هو عميد هذه الاسره حيث ولد في منطقة الرشيد وهي تقع على الضفة الاخرى للوادي مقابلة منطقة عورة ، وقد نشأ يتيما حيث تكفل به عمه سعيد بن سعيد باصره ولما التمس فيه صفات الرجل القائد والذكي ارسلة الى جمهورية مصر العربية لتلقي العلم والمعرفة وقد لبث فيها اكثر من ثمان سنوات درس في الازهر الشريف مبادئ العلوم الشرعية وتعرف على حضارة بلاد النيل وفيما بعد بدء يعمل فيها بالتجارة ، وبعد عودتة الى حضرموت اصطدم بواقع الحياة في مسقط رأسة بوادي دوعن حيث كان يعج بالفوضى والتقطعات وانعدام الامن والثارات بين القبائل ، وقد حاول السلطان القعيطي إخضاع دوعن لحكمة ولكن كل المحاولات فشلت لاتحاد بعض القبائل التي كانت تحكم دوعن وهي قبيلة العمودي ومناصريهم من القثم.

واستطاع باصره ان يوقع اتفاق بينه وبين السلطان على إخضاع لواء دوعن مقابل اعطائة حكم شبة ذاتي ومده بالسلاح والرجال  وفعلا تم الاتفاق على ذالك وكون المقدم عمر حلف قبلي من قبائل الخامعة (ال باصرة، ال باقديم ، ال بارشيد ، ال باسلوم) وامده السلطان بمقاتلين من يافع وبالسلاح ومدفع صغير وكان اول مدفع يدخل الحرب في دوعن وتقع عليه اعين الدوعنيين ، وزحف باصره الى دوعن واستطاع إسقاط القرى واحده بعد الاخرى وبالحصار والترهيب تاره والترغيب تارة اخرى تمكن من السيطرة على لواء دوعن واخضاعة لحكم السلطنة القعيطية في العام 1317هجري .

وخلال فتره حكمة لدوعن اقام العدل والامن وأنشأ المعاهدات والصلح بين القبائل واشتهرت فترة حكمة بانهاء الثارات والازدهار وكان محبوب ومهاب بين قومة ، وبعد وفاتة في عام 1353هجري اخلفة في الحكم اكبر اولادة محمد  واحمد و ساروا على خطى ابيهم في حكمة.

وبعد مرور عده سنوات اسند السلطان القعيطي لواء الشحر تحت قيادة المقدم احمد بن عمر باصره ( والدي رحمة الله عليه) وكان معروف بنائب الشحر أحمد القبيلي ولا يختلف الابن عن ابية اذ كان محبوب بين الناس بحكمتة ورجاحة عقلة وبقى فيها حتى قبيل سقوط الدولة القعيطية.

وللحديث بقية........