تقرير يكشف.. كيف تأثر الأطفال من حرب اليمن؟

تقارير وتحقيقات

اليمن العربي

عاش أطفال رياض ومدارس البشائر الأهلية بالعاصمة اليمنية المؤقتة عدن، الأحد الماضي، لحظات رعب صادمة، عقب انفجار سيارة مفخخة بالقرب من المدرسة، في محاولة لاستهداف موكب محافظ عدن ووزير الزراعة والثروة السمكية، ما تسبب بحالة فزع وهلع بين أوساط الطلاب، نتيجة صوت الانفجار الشديد، وسط جهود حثيثة من الطاقم التدريسي لتهدئة الأطفال وتطمينهم.

لم تكن الصدمة النفسية التي تعرض لها الطلاب، وهم آمنون في فصولهم الدراسية، سوى مشهد واحد من مشاهد الصدمات المتعددة التي يتعرض لها الأطفال اليمنيون في بلدهم الذي يشهد حربًا مستمرة منذ 7 سنوات، واضطرابات أمنية وأزمات متتالية لا تكاد تنتهي، تسرق رصيد طفولتهم المفترضة التي لا يعرف الكثير منهم عنها، سوى أنها خالية من الأمان.

وتصنف المنظمات الأممية اليمن كواحد من أكثر الأماكن خطورة في العالم التي يمكن أن ينشأ فيها الأطفال، نظرا لأوجه المعاناة المختلفة بين القتل والجوع وارتفاع معدلات الأمراض المعدية، ومحدودية فرص الحصول على الخدمات الصحية وقصور أنظمة الصرف الصحي والإصلاح البيئي، إذ أصبح أكثر من 11 مليون طفلًا يمنيًا بحاجة إلى مساعدة إنسانية، بينهم 1.58 مليون طفل نازح.

وذكرت منظمة يونيسف، في تقريرها الخاص بشهر مارس/آذار الماضي، أنها قدمت خدمات الدعم النفسي والاجتماعي لقرابة 20 ألف طفل، (39% منهم إناث)، في سبع محافظات يمنية، خلال شهر واحد فقط، وهو ما يشير إلى حجم الأطفال اليمنيين المحتاجين للدعم النفسي جراء الاضطرابات المتعددة نتيجة استمرار الحرب وتبعاتها.

وبحسب دراسة إحدى المنظمات المحلية التي نشرت قبل عامين من الآن، فإن أبرز الأعراض النفسية التي يعاني منها الأطفال اليمنيون، هي اضطرابات القلق الشديد، كرب ما بعد الصدمة، اضطرابات النوم واليقظة، الهلع واضطرابات شخصية.

وتعد اضطرابات النوم هي المنتشرة بشكل أكبر، إذ تبلغ نسبة الأطفال المصابين بها من بين العينات التي شملتها الدراسات 47%، تأتي بعدها نسبة المصابين بمشاكل في التركيز ثم المصابين بنوبات الهلع، فيما اعتبرت الدراسات مشاكل التلعثم في الكلام وسلس التبول أقل النسب إصابة بين الأطفال.

تغيب الرعاية الصحية النفسية في اليمن بالوقت الحالي، إذ أدت الاضطرابات التي شهدها البلد منذ 2011 وما تلاها، إلى توقف استراتيجية وزارة الصحة العامة والسكان، التي كانت مخصصة للصحة النفسية، وهو ما جعل مراكز الدعم النفسي محدودة جدا، ويقتصر عملها على المنظمات والمؤسسات المحلية والدولية في المدن الرئيسية، بشكل خجول.

وقالت منظمة الصحة العالمية، في تغريدة على تويتر، نشرتها الأحد الماضي، إنه ”تزامنًا مع اليوم العالمي للصحة النفسية، فإن 8 ملايين يمني يحتاجون إلى خدمات الصحة النفسية“، بينما يشير تقرير آخر للمنظمة صادر في 2016، إلى أن اليمن لديه 40 مختصًا للأمراض النفسية فقط.