اليمن لا تصنع المستقبل ، بل تستعيد التاريخ
في العشر السنوات الاخيرة انتشرت ظاهرة الخطط المستقبلية التي تعلنها الدول لنفسها . وخصوصاً في الدول العربية
لكي يتم العمل في أجهزه هذه الدول بناءً على رؤية وخطط واضحة ومدروسة يستفيد منها المجتمع والمواطن والدولة على حدٍ سواء .
ويتم استثمار العقول البشرية المحلية والموارد والامكانيات لخدمة الدولة وانعاش اقتصادها وبنيتها التحتية والوصول بها الى المنافسة العالمية .
مثل خطط التنمية 2030 وخطة 2050 وخطة 2035 وهكذا .
الا اليمن فإننا لا نخطط للمستقبل بل نقوم باستعادة الماضي والعمل على العودة اليه ..
ففي شمال اليمن يقوم الحوثيين بالدعوة الى العودة الى ما قبل 1000 عام ، من خلال نشر التجهيل والفقر والمرض والمحسوبيات والطبقيات المجتمعية بل يتم فرض هذه الدعوة بالقوة .
أما المناطق الوسطى التي انتعشت أيام الرئيس الراحل علي عبد الله صالح وكان لها نصيب الأسد من المشاريع والتنمية فلا يزالون يتغنون بتاريخ وانجازات الرئيس السابق صالح ، ويقفون عندها مكتوفي الايادي ليس لديهم مشروع أو رؤية لاستكمال نهج الرئيس صالح حتى ولو رداً للجميل وعرفاناً بما قدمه والمواصلة بنفس ما بدأه في عهده .
ولا ننسى الفرقة الداعية لمشروع الخلافة الاسلامية فحدث ولا حرج ، يدعون للخلافة الاسلامية ويطبقون الخلافة الاسرية والشخصية ويتخذون من الاسلام شماعة فقط للجباية والمشاريع والوظائف لهم ولأولادهم وجماعتهم .
كل هذا يحدث في بلادي اليمن دون أي حياء أو خجل من الأمم المجاورة لنا والتي اصبحت في تقدم يومي مستمر دون توقف ، فما من دولة الا ونرى ونسمع عن المشاريع العملاقة ، والنهضة التمنوية ، والخطط المستقبلية ، وتحسين حياة أفراد شعوبهم .
بل تم تدمير مقدرات الدولة اليمنية وأكلوا بعضهم البعض وتناثرت عقولهم بين الدول ، وأصبح اليمني يعيش عالة على الدول الاخرى إما مُهاناً أو مطارداً أو غير مرغوب به . بسبب عدم وجود وطن آمن ولا دولة مؤسسات يؤدي خدمة ولا قانون يحمي ، ولا بريق أمل للأجيال المستقبلية ...
فهل يوجد من ينقذ هذا الوطن
وانقاذ ما يمكن انقاذه قبل فوات الأوان ؟
أم نقرأ عليه سورة يس !!