هل تحذو مديريات اليمن حذو «عبس» حتى لا تنقطع عنها الكهرباء؟ (تقرير)

تقارير وتحقيقات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

عبس.. إحدى مديريات «محافظة حجة»، حيث تطل على البحر الأحمر في شمال غرب محافظة حجة، وتقع في سهل تهامة الغربي في الجهة الشمالية الغربية لعاصمة المحافظة حجة، يحدها شمالاً مديريتا مستباء وحيران وجنوباً مديرية الزهرة بالحديدة، ومن الشرق مديرية أسلم وجزء من مديرية كعيدنة وغرباً ميدي وتبعد عن حجة 110 كم وتتوزع على تضاريس سهلية ويسودها مناخ حار رطب صيفاً ومعتدل ممطر شتاءً وتهب عليها الرياح الموسمية.

 

مديرية ذات مستوى تعليمي عالي


و تعتبر مديرية «عبس» من المديريات ذات المستوى التعليمي العالي في مختلف المجالات سواء (أساسي - ثانوي) أو أكاديمي (بكالوريوس - دبلوم)، وكذلك توجد بالمديرية ثلاث كليات هي(كلية المجتمع) وتتبع المجلس الأعلى لكليات المجتمع وتمنح درجة الدبلوم، وكذلك (كلية التربية9 وتتبع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتمنح الدارسين بها درجة البكالوريوس وبها الأقسام التالية (علوم القرآن - الرياضيات - الفيزياء - اللغة الإنجليزية)، أما بالنسبة للكلية الحديثة وهي (كلية العلوم المالية والمصرفية) ذات التخصصات النوعية وهي تمنح درجة البكالوريوس في التخصصات (إدارة نظم المعلومات - المحاسبة)، فالمديرية تمر بمرحلة حاسمة وعصيبة للنهوض بها على شتى المجالات.

 

لا ينقطع عنها الكهرباء

 

وتعد «مديرية عبس» بمحافظة حجة، المديرية الوحيدة في اليمن التي تعمل فيها الكهرباء صباح مساء دون إنقطاع بعد أن عانى سكانها من انقطاع الكهرباء المتواصل منذ سنوات بسبب إنتهاء صلاحية مولدات محطة الكهرباء.

 

أهالي حرض وضعوا حلولاً لمشكلة كهرباء عبس

 

ومع نزوح سكان «مديرية حرض»، منذ نحو عام بسبب الحرب إلى المديرية التي تبعد عن حرض نحو 50 كلم جنوباً، قدّم تجار ومستثمرون من أهالي وساكني حرض حلولاً لمشكلة الكهرباء المقطوعة في مديرية عبس التي كانت تعاني كغيرها من المدن اليمنية من انقطاع الكهرباء الحكومية.

 

حيث قرر أحد التجار إستثمار مولد كهربائي كبير في «عبس»، كان يستخدم لتوليد الكهرباء لأحد الفنادق الكبرى في حرض بدلاً من بقائه فترة طويلة دون تشغيل وقام بإيصال التيار الكهربائي لبعض المحلات والمنازل بعد تركيب عداد لكل مشترك وإحتساب الكيلو بـ 200 ريال يمني فوفر الكثير من الجهد الذي كان يبذله أصحاب المنازل والمحلات في البحث عن المشتقات النفطية.

 

ومع زيادة الطلب على التوصيل من السكان وأصحاب المحلات التجارية، قام مستثمرون آخرون بإحضار مولدات أضخم مع تخفيض سعر الكيلو إلى 150 ريال ثم 100 ريال حالياً مادفع معظم الناس للإشتراك فيما توالت التسهيلات من المستثمرين للمواطنين كدفع قيمة الإستهلاك يومياً بدل أن كان شهرياً.

 

على جانب آخر قال أحد مواطني مديرية «عبس» أن الكهرباء التجارية نعمه كبيرة من الله حيث أصبحت الطاقة الكهربائية متوفرة طوال اليوم وإرتحنا من عناء البحث عن الديزل فيما لاتكفي الطاقة الشمسية لتشغيل أجهزة التكييف في المحل، بينما قال مواطن آخر أن هذه الكهرباء جائت تطبيقاً للمثل "رب ضارة نافعة" فالتجار الذين نزحوا من حرض وجدوه مشروعاً إستثمارياً نافعاً يعينهم على بداية حياة تجارية جديدة في مكان آخر فيما المواطنين يرون هؤلاء المستثمرين كمنقذين أراحوهم من عناء المولدات الصغيرة والبحث عن البنزين.

 

أصبحت مديرية عبس، بمحافظة حجة، المديرية الوحيدة في اليمن التي تتوفر فيها الكهرباء 24 ساعة دون إنقطاع بفضل هذا الإستثمار الناجح في مجال الطاقة الكهربائية ماجعل الخياك الحياة تعود تدريجياً للمديرية الحدودية بعد إغلاق الكثير من المحلات بسبب الحرب وأزمة الكهرباء والمشتقات النفطية.

 

 دعوات لتطبيق المشروع في باقي مديريات اليمن


في سياق متصل، دعى ناشطون وحقوقيون رجال الأعمال والمسثمرين لتطبيق هذا المشروع في كل مديريات الجمهورية، التي يعاني سكانها من إرتفاع كبير في درجة الحرارة ما تسبب في إنتشار أمراض جلدية معدية بسبب الحر، رغم أن بها رجال أعمال قادرون على تنفيذ المشروع خلال أيام وتقديم تخفيضات للمواطنين رداً للجميل التي قدمته لهم هذه المحافظة التي إحتضنتهم وجميع أبناء الوطن.