حرية المعتقد من اجل مستقبل أبنائنا

اليمن العربي

ما قام به الحوثيين من اضطهاد للبهائيين في اليمن بالقبض عليهم وحجزهم بسبب معتقدهم الديني جريمة وللأسف شارك في هذه الجريمة المجتمع الدولي عندما تابع القضية ووافق على ان يتم نفيهم خارج بلادهم تاركين ذكرياتهم واهلهم

بلا جريمة ارتكبوها سوي معتقدهم الفكري والديني وهذا يثير التساؤل لماذا لا يترك للإنسان الحرية في اختيار دينه ومعتقده وفق لكل القيم الإنسانية المتفق عليها ولكن للأسف نجد ان جزء كبير من الاضطهاد هو بسبب المعتقد الديني

وليس فقط اضطهاد بل كره ورغبة في القضاء علي الاخر المختلف فما نراه من الجماعات الإرهابية التي تتشدق بالإسلام ليس مختلف فالحل لديهم هو قطع رقبة كل من هو مختلف مستندين في ذلك الي نصوص دينية خضعت لتفسيرهم ويعتبروا من يخالفهم مرتد وواجب قتله ومن يعارضهم يحملوا عليه السيف ولعل هذا جعل الكثيرين يحتفظون بمعتقدهم الفكري في داخلهم وكثيرين نجدهم مواظبين علي الصلوات في المساجد من باب مهادنة تلك الجماعات والبعض يقوم بذلك ليضمن حمايتهم لذا فأننا بحاجة الي تغيير تلك المنظومة الفكرية والوقوف ضد الأفكار المتخلفة ان اردنا ان نحقق نهضة فلم تحقق اوربا نهضتها الا بعد ان فصلت الدين عن الدولة ونحن سنظل نتوه في ظلمات الكراهية والحقد المفروض علينا ان لم نقف ضد أفكار الجماعات الإرهابية ولن نستطيع ان نخرج من مازقنا الفكري مالم ننشر قيم الحرية الفكرية والدينية وان كانت دساتيرنا تنص علي ذلك والقوانين تعلن حمايتها ولكن لا يستطيع المسلم ان يعتنق ديانة اخري فهي ديانة ورثها عن ابيه لا يستطيع ان يخرج منها وان خرج فالسيف ينتظر رقبته وسيتم إعدامه وان تزوجت مسيحي من مسلمة فان الاثنين اصبحوا في حكم المقتولين ويجب ان يبحثوا عن مكان خفي يختفوا فيه ما تبقي من حياتهم

قد يذهب البعض الي ان ما انادي به هو تجاوز للقيم الإسلامية وللأوامر الدينية ولكن الحقيقة التي يجب ان نذكرها بوضوح ان الفكر الحر هو الذي سيحقق الابداع وسيغير من المفاهيم وسينشر المحبة اما بقاء هذه المفاهيم فان ذلك يعني استمرار الكراهية لدي أطفالنا فأي منطق يقول ان امنع طفلي من اللعب مع ابن جاري لأنه مسيحي او يهودي او بهائي او أيا كانت ديانته ولماذا اجد أبناء جيراني يتفقوا علي ضرب طفلي لان ديانته تختلف او لأني رفضت الصلاة بالمسجد ان ثقافة كراهية الاخر لابد ان نعمل جميعا علي القضاء عليه ولن يحدث هذا حتي نترك كل الأفكار الرجعية المقيتة