دراسة تكشف مفاجأة عن أدوية علاج "الشيزوفرينيا"

منوعات

اليمن العربي

توصل مجموعة من الباحثين بإسبانيا إلى أن الأدوية المضادة للذهان (الشيزوفرينيا) يمكن أن يكون لها تأثير وقائي ضد (كوفيد -19).

 

ولاحظ الباحثون من وحدة الصحة العقلية في مستشفى جامعة فيرجن ديل روسيو في إشبيلية بإسبانيا، أن الأدوية المضادة للذهان يمكن أن يكون لها تأثير وقائي ضد (كوفيد -19 )، وذلك بعد ملاحظة أن الأشخاص الذين عولجوا بهذه الأدوية أقل عرضة للإصابة بالفيروس أو قد تظهر عليهم أعراض أخف إذا أصيبوا بالفيروس.

 

ويقول مانويل كانال ريفيرو، عالم النفس الإكلينيكي، والمؤلف الرئيسي للدراسة التي نشرت هذا الأسبوع في دورية "شيزوفرنيا ريسيرش": "هذه نتائج مثيرة للاهتمام للغاية تعكس واقعًا سريريًا حيث نرى عددًا قليلاً من المرضى المصابين بـ(كوفيد -19) الحاد، على الرغم من وجود عوامل خطر مختلفة".

 

وأمضى العديد من الباحثين العام الماضي في دراسة العلاقة بين الأمراض العقلية والإصابة الشديدة بكوفيد -19، وخلصوا إلى نتائج متضاربة، ففي إصدار نشرة الفصام الذي نُشر بكندا، ذكر الباحثون سبب اعتقادهم أن الأشخاص المصابين بالفصام والاضطرابات ذات الصلة من المحتمل أن يكونوا أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا المستجد.

 

وقالوا إن الأفراد المصابين بالفصام والاضطرابات ذات الصلة سيكونون أكثر عرضة لمرض (كوفيد -19) الشديد، لأنهم أكثر عرضة لسوء الصحة البدنية، وأنهم محرومون اجتماعيا واقتصاديا، ويعانون من وصمة العار والعزلة الاجتماعية، ويعتقد العلماء أن هذه العوامل من المحتمل أن ترفع معدل الوفيات الناجمة عن (كوفيد -19).

 

وأشار الباحثون أيضًا إلى أن الأشخاص المصابين بالفصام هم أكثر عرضة للتدخين، وهي العادة التي ربطتها العديد من الدراسات بتطوير شكل أكثر خطورة من (كوفيد -19).

 

وعلى النقيض من ذلك، وجدت دراسة كورية جنوبية ظهرت في (ذا لانسيت) أن تشخيص المرض العقلي ليس له أي ارتباط مع احتمالية متزايدة للاختبار الإيجابي لـ(كوفيد -19).

 

ويقول الباحثون من وحدة الصحة العقلية في مستشفى جامعة فيرجن ديل روسيو في إشبيلية بإسبانيا: "هذه النتائج غير المتسقة دفعتهم لإجراء دراسة أشمل وأوسع".

 

 

 

وبالنسبة للدراسة الجديدة، التي ظهرت في "شيزوفرنيا ريسيرش"، فحص فريق البحث بيانات تمثيلية للسكان الإسبان البالغ عددهم 557 ألفا و576.

 

ومن بين هؤلاء، كانت نتيجة اختبار 23 ألفا و77 (4.1%) إيجابية لـ(كوفيد-19) بين فبراير/شباط ونوفمبر/تشرين الثاني 2020، وكان ألف و953 (8.5%) تم شفاؤهم من المرض، و254 (1.1%) حالة وفاة.

 

ومن بين عدد الحالات كان هناك 698 شخصا يعانون من حالات صحية عقلية حادة، وتلقوا علاجا بمضادات الذهان طويلة المفعول (LAI)، وثبت أن 9 (1.3%) أصيبوا بـ(كوفيد -19).

 

وأظهر عضو واحد فقط من تلك المجموعة أعراض مرض (كوفيد -19)، ولم يضطر أي منهم للذهاب إلى المستشفى، ولم يمت أحد بسبب المرض.

 

ويقول الباحثون إن هذا يشير إلى أن الأشخاص الذين عولجوا بالأدوية المضادة للذهان قد يكونون أقل عرضة للإصابة بعدوى الفيروس، وتكون الأعراض لديهم أخف إذا أصيبوا بالمرض.

 

ولاحظ الباحثون أن "العديد من الجينات التي يتم تغيير تعبيرها بواسطة (كوفيد -19)، يتم تنظيمها بشكل كبير بواسطة الأدوية المضادة للذهان"، وفقًا لبيان صحفي حول عملهم.

 

ولتحقيق هذه النتيجة، قام فريق البحث بالتحقيق في ملف تعريف التعبير الجيني للأشخاص المصابين بـ(كوفيد-19) وملف التعبير الجيني للأشخاص الذين يتلقون العلاج بالأدوية المضادة للذهان.

 

ويقول بينيديكتو كريسبو-فاكورو، الأستاذ في جامعة إشبيلية في تقرير نشره السبت موقع "ميديكال نيوز توداي": "لقد أظهرنا بطريقة لافتة للنظر كيف تقلل مضادات الذهان من تنشيط الجينات المشاركة في العديد من المسارات الالتهابية والمناعة المرتبطة بشدة عدوى كوفيد-19".

 

وبينما يشدد الدكتور كريسبو فاكورو على ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث، فإنه يعتقد أن النتيجة قد تكون مهمة لأنها قد تؤدي إلى علاج (كوفيد-19) بمضادات الذهان.