كلنا راحلون ولكن

اليمن العربي

نعم كلنا راحلون ولكن هل من يبقى بعدنا ينسون، أو بعبارة اخرى ما هي المواقف التي سوف تذكرهم بنا أهي ذكريات جميلة ومواقف مشرفة، إن كنا أزواجا ما الفرق الذي سيتركه رحيلنا عند رفيق دربنا، هل مواقف العطف والمودة هي الغالب في تعاملنا معه أم القسوة والغلظة، الكرم والجود أم البخل، الكلمة الطيبة أم الكلمة الجارحة، كنا بسلم لجراحه واحزانه أم كنا عذابا مسلط على حياته.

إن كنا آباء ما الفرق الذي سيتركه رحيلنا عند اولادنا هل ستظلم الدنيا في اعينهم هل سيشعرون انهم اصبحوا غرباء في هذه الدنيا، وانهم فقدوا مقومات الحياة ومسببات السعادة، هل كنا لهم العطف والحنان لما كانوا صغارا، وهل كنا لهم النصح والارشاد لما كانوا شبابا، هل كنا مستشارين لهم وهم مستشارين لنا لما صاروا رجالا.

إن كنا اخوة ما الفرق الذي سيتركه رحيلنا عند اخوتنا واخواتنا، هل سيفقدون جبلا كانوا يسندون ظهورهم عليه، أم سيخف عنهم جبلا كان جاثما فوق صدورهم،

إن كنا جيرانا ما الفرق الذي سيتركه رحيلنا عن دنيا الجيران كبارا وصغارا رجالا ونساء، يا ترى بأي حال سوف نخطر على بالهم عندما يرون أولادنا في المسجد، في الشارع.

أصدقاؤنا هل كنا لهم (رب أخ لك لم تلده أمك)، هل كنا لهم خير رفيق وقت الرخاء وحين الضيق، هل كنا خير معين لنوائب الدهر ومنغصات الايام، هل صنا لهم الود وحفظنا لهم سالف العشرة، هل أقلنا لهم العثرات وتجاوزنا عن الغلطات،

أم ترانا تنكرنا لهم وأعرضنا عنهم، وأصبحنا لحظة عابرة  في مسيرة حياتهم، أصدقاؤنا الذين لم يكن يمر يوم دون أن نراهم فيه،كيف خرجنا من حياتهم بذكرى جميلة أم بجراح وآلام وصدود ونكران، أم حتى مخزن جوالاتنا كان بالجفاء مثل قلوبنا لم يرض لهم مجرد البقاء.

زملاؤنا في العمل ما الفرق الذي سيتركه رحيلنا عن دنياهم، هل سيفقدون البسمة والتعاون والوفاء وحسن العشرة، هل لنا لحظات جميلة كفيلة بأن تنتزع من أفواههم كلمات الدعاء كلما مر  ذكرنا عندهم.

إن كنا معلمين، موظفين، مسؤولين،... ما الفرق الذي سيتركه رحيلنا عن دنيا كل من ارتبطنا معه في تعامل طال أم قصر، هل يكن لنا مودة وتقدير واحترام..

(الله يرحمه ، الله يرحمه، الله يرحمه)عندما تخرج من أعماق قلب من يسمع خبر وفاتك، ثق حينها ان رحيلك يعني له فرق.