رحل القائد بامرضاح في هدوء

اليمن العربي

رحل اللواء سالم محمد بامرضاح الشخصية الإجتماعية والقبلية والعسكرية في هدوء دون ضجيج إعلامي بعد عمر مديد قضاه في خدمة وطنة حضرموت ينتسب الفقيد إلى قبيلة سيبان الحضرمية المشهورة ولد وترعرع في أسرة بدوية أمتهن الرعي والجماله مثل أقرانه في تلك الفترة وعاش حياة البداوة الجلفه أدخل مدرسة البادية الحضرمية والتي كانت بمثابة مصنع الرجال وبعد تخرجه إنضم إلى جيش البادية الحضرمي جندياً وبرز في في ميدان العطاء والتضحية وهو ما سهل له الحصول على دورات عده ومنها دورة في مدرسة تحسين الوحدات لمدة عام تخرج بعدها برتبة ملازم وبفضل جهوده تدرج في الرتب المختلفه وكان من أوائل من أهلوا للإنضمام لسلاح المصفحات ،،الفيرت،، وهو السلاح الأقوى في تلك الفترة والذي أدخل لقوات جيش البادية الحضرمي وشكل أضافه نوعية كبيرة للجيش وتولى قيادة سلاح المصفحات بعد فترة كان ذكيا وشجاعا ويضرب به المثل في الضبط والربط العسكري تنقل في عدة مراكز في الجيش البدوي في كافة أنحاء حضرموت  .

شارك ضمن رفاقه من ضباط وصف الجيش البدوي في فرض الأمن والاستقرار في ربوع الوطن الحضرمي الذين كانوا يتصفون بالشهامة والرجولة والنزاهة والشجاعة ما جعلهم محط إعجاب مسئوليهم والمواطنين في عموم المحميات الشرقية .

كان ضمن القادة والضباط الذين انحازوا للصف الوطن والتغيير في العام ١٩٦٧م عندما تسلمت الجبهة القومية الحكم في حضرموت من منظار وطني وعربي وقومي وهو السائد في ذلك الوقت وشاركوا في ترتيب الأوضاع وبل وشاركوا في عدة معارك لتوطيد النظام الجديد منها معركة الوديعة الحدوديها ومعركة القارة السوداء بعد رفض العوالق الاعتراف بنظام اليمن الجنوبي وفشل الجيش الجنوبي في إخضاع العوالق .

لكن النظام الجديد قام بعد ذلك بتسريحهم من الخدمة وأصدر ضدهم قرارات تعسفية ومنها الطرد من الخدمة مع العديد من زملائه قادة و ضباط جيش البادية الحضرمي والعديد منهم في قمة عطائه وشبابه ولديهم الكثير ليقدموه للوطن واصبحوا على قارعة الطريق غير مرغوب فيهم واعتبروا من مخلفات النظام البائد وكان جزائهم جزاء سنمار  وكان بالإمكان الاستفادة منهم  لكن قيادة النظام الجديد الفاشي في تنظيم الجبهة القومية قد قامت بتسريح العديد من العسكريين والموظفين الحكوميين تحت مبدأ من ليس معنا فهو ضدنا .

لم تثني فقيدنا العظيم تلك التعسفات ولم يفت في عضده أن يصبح مع بعض زملائه عاطلين عن العمل وهم في قمة شبابهم فأتجه للعمل الخاص واشترى سيارة ايسوزو نقل عمل عليها لسد رمق أسرته بعد أن تسريحه من الجيش وإيقاف مرتباتهم ونجح في عمله الجديد وظل يحظى باحترام وتقدير كل من حوله لما يتمتع به من حسن الخلق وصدق الحديث والتعاون مع الناس.

عرفت الوالد سالم بامرضاح منذ سنوات وكنت أتردد عليه وزيارته في بيته في منطقة الحرشيات كان شخصية تبهرك من أول لقاء معه تحسبه في قمة شبابه وهو قد ناهز أكثر من تسعين عام وعندما كان يحكي لي ذكرياته ولقاءاته مع جدي الجنرال صالح بن سميدع وهو الذي وصفه القائد بامرضاح بأن اللواء بن سميدع كان قدوتنا في العسكرية فهو رجل لا يختلف عليه اثنان .

فقد أخبرني الوالد بامرضاح بأنهم كانوا في دورية في أحد المناطق البدوية في ربوع حضرموت عندما سأله أحد البدو أنتم من عسكر بن سميدع فرد عليه نعم فرد البدوي ونعم به وبكم فقلت له هل تعرفه فقال البدوي لا ولكن خبره في رأسي كلهم يذكرونه بالخير رحمهم الله جميعا .

كان رحمه الله شخصية مرموقة يتمتع برجاحة عقل ورؤية ثاقبة كان من الرجال الذين يعتد بهم في منطقته وقبيلته وصاحب رأي سديد.

وبهذا المصاب خسرت حضرموت واحد من أبنائها المخلصين الذين سطروا أسمائهم بحروق من ذهب  الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.