قبرص: على تركيا عدم ارتكاب أي استفزازات في المنطقة

عرب وعالم

اليمن العربي

على وقع الخلاف بين اليونان وقبرص وتركيا بشأن التنقيب في شرق البحر المتوسط، والنزاع حول الجزيرة المتوسطية المقسمة بين جمهورية قبرص العضو في الاتحاد الأوروبي، والشطر الشمالي الذي تحتله تركيا منذ غزو قبرص في 1974، طلب الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في اتصال هاتفي الخميس إبلاغ رسالة لنظيره التركي رجب طيب أردوغان مفادها أن على أنقرة عدم ارتكاب أي استفزازات في المنطقة.

وطالب أناستاسيادس ميركل إخبار أردوغان بأن على تركيا تجنب أي أنشطة يمكن أن تؤثر على الوضع القائم في منطقة فاروشا، الواقعة في الشطر الشمالي من قبرص والذي تحتله تركيا، وفق وكالة الأنباء القبرصية.

كما أضاف: "إذا كانت لدى تركيا أجندة إيجابية فعليها تهيئة الظروف التي لا تتجاهل أي دولة عضو في الاتحاد الأوروبي".

يذكر أن تركيا ضاعفت عمليات التنقيب خلال الأشهر الأخيرة، مما أثار غضب الدول المجاورة.

"لا تساهل بعد اليوم" ويوم 10 فبراير الفائت، قال أردوغان في تصريحات صحافية إن "على رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس أن يعرف حدوده"، مضيفاً: "عليه أن يلزم حدوده، وعلى العالم أن يعلم أن ‎تركيا لن تتساهل بعد اليوم".

كما رأى أنه لم يبق أي طريق للحل في قبرص سوى حل الدولتين، معتبراً أن مفاوضات قبرص لن تتناول الاتحاد الفيدرالي سواء قبلت اليونان أم لم تقبل.

حل الدولتين كشرط للتفاوض أتى موقف أردوغان بعد يومين من تأكيد رئيس وزراء اليونان، أنه من غير المحتمل استئناف قبرص محادثات "مهمة" لإعادة توحيد الجزيرة المنقسمة عرقياً إذا أصرت تركيا والقبارصة الأتراك على السعي لاتفاق "حل دولتين" يتحدى إطار عمل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي للفيدرالية.

وقال في تصريحات يوم 8 فبراير، إن قادة تركيا والقبارصة الأتراك خرجوا في تصريحاتهم العلنية "عن إطار العمل" المتصور لفيدرالية مكونة من مناطق تتحدث اليونانية والتركية باتفاق الطرفين وتكون أساساً لاتفاق سلام منذ أكثر من 40 عاماً.

إلى ذلك أكد أن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي يرفضان فكرة حل الدولتين في قبرص التي انقسمت عرقياً عام 1974 عندما غزتها تركيا بعد انقلاب كان يهدف إلى الاتحاد مع اليونان.

منذ أكثر من عام وإلى جانب ملف قبرص، استعر خلاف منذ أكثر من عام بين أثينا وأنقرة على خلفية التنقيب عن موارد الطاقة في مياه متنازع عليها شرق المتوسط مع اليونان. وشهدت فصول التوتر العديد من التحركات الهادفة إلى استعراض القوة بين الطرفين، فيما حاولت عدة أطراف أوروبية تهدئة الأجواء، واستئناف التفاوض بين الجانبين.

وفي يناير الماضي، استؤنفت المحادثات بين البلدين بعد انقطاع دام خمس سنوات، بهدف التوصل إلى حلول للنزاعات البحرية المستمرة منذ فترة طويلة، إلا أن تلك التصريحات الأخيرة من شأنها أن ترفع ثانية حدة التوترات بين الجانبين.