مجلة أمريكية: أردوغان يسعى لقمع المعارضة لتعزيز سلطته الاستبدادية

عرب وعالم

اليمن العربي

نشرت مجلة "تايم" الأمريكية تقريرا سلطت فيه الضوء على السيرة الذاتية للسياسية التركية البارزة جنان كفتانجي أوغلو، رئيسة حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي في إسطنبول، ووصفتها ب"المرأة التي تحدت أردوغان"، مشيرة إلى أن المصير الذي ستواجهه في نهاية الأمر يؤكد أن تركيا تقترب أكثر فأكثر إلى الاستبدادية ونظام حكم الفرد الواحد.

 

وقالت المجلة الأمريكية، إن كفتانجي أوغلو "لا تزال تقف شامخة وسط تهديدات الحكومة باعتقالها باتهامات مزعومة تثبت أن القضاء أصبح أداة في يد أردوغان لتعزيز سلطته".

 

وذكرت المجلة أن أوغلو "أضافت شيئًا غير مألوف وجديد في السياسة التركية، فهي امرأة علمانية من اليسار، لا تخشى مواجهة الحرس القديم لحزب الشعب الجمهوري المعارض".

 

وتابعت إنه بينما يسكن أردوغان "قصره الأبيض" المكون من 1100 غرفة بناها خصيصًا على قمم التلال في أنقرة، تسعى السياسية البالغة من العمر 49 عامًا للدفاع عن حقوق الفقراء والمهمشين والمحبطين من حالة الاقتصاد المتردي"، بعد أن تمكنت من الفوز في الانتخابات المحلية في 31 مارس 2019، حيث أطلق أردوغان مسيرته السياسية وكان حزب العدالة والتنمية الحاكم يسيطر عليه منذ 1994.

 

واعتبرت المجلة أن حزب الشعب الجمهوري الذي لعب دورًا مركزيًا في "هندسة أكبر هزيمة انتخابية لأردوغان منذ سنوات"، وهو ما دفع الرئيس التركي بعد أشهر من فوز كفتانجي أوغلو في الانتخابات، بالحكم عليها بالسجن لمدة 10 سنوات بتهمة نشر "دعاية إرهابية" و"إهانة الرئيس''، على خلفية تغريدات يعود تاريخها إلى ثمانية أعوام!

 

وبينت المجلة أن حملة كفتانجي أوغلو تركزت على الفساد والمحسوبية بدلًا من سياسات الهوية الانقسامية، حيث اشتبكت مع قطاع عريض من إسطنبول من المحبطين من حالة الاقتصاد، بما في ذلك الناخبون الأكراد الذين طالما شككوا في حزب الشعب الجمهوري.

 

ولفتت التايمز إلى أن منذ محاولة الانقلاب الفاشل في 2016، دأب أردوغان على استغلال حالة الطواري وقوانين مكافحة الإرهاب لقمع وسجن خصومه السياسيين، حيث حوكم الآلاف من الأكاديميين والعسكريين والصحفيين الأتراك بموجب قوانين واسعة لمكافحة الإرهاب، كما تم القبض على السياسي البارز الذي شارك في تأسيس حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد صلاح الدين ديرمرطاش، بعد فترة وجيزة من تعهده بمنع أردوغان من تحويل النظام البرلماني التركي إلى نظام رئاسي.

 

وذكرت المجلة أنه بخلاف حملات قمع المعارضة، أردوغان يعاني من تراجع شديد في شعبيته وشعبيه حزبه الحاكم العدالة والتنمية والذي يواجه احتمال الهزيمة لأول مرة منذ عام 2002.

وأوضحت أن هذا التراجع في شعبية أردوغان جاء نتيجة التدهور الاقتصادي الذي تشهده البلاد والذي تعمق بسبب سوء إدارة الحكومة لأزمة فيروس كورونا.

 

أما على مستوى السياسية الخارجية، تواجه تركيا ضغوطا كبيرة بسبب العقوبات الذي يتجه الاتحاد الأوروبي فرضها بسبب تنقيبها عن النفط والغاز في المياه المتنازع عليها في شرق البحر المتوسط، كما فرضت الولايات المتحدة عقوبات على تركيا بسبب شرائها نظام دفاع صاروخي روسي بمليارات الدولارات، هذا بجانب المغامرات والمقامرات الخارجية التي تتورط فيها القوات العكسريَة للبلاد على عدة جبهات.

 

وأشارت المجلة إلى أنه على عكس دونالد ترامب، تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى باتخاذه موقفا أكثر صرامة مع تركيا فيما يخص ملف حقوق الإنسان، وأدان بدوره القمع الذي يمارسه أردوغان ضد المعارضة داخليا والاختلافات المتزايدة في السياسة الخارجية مع الناتو وواشنطن