المعارضة تحمل أردوغان دماء جنود تركيا بالعراق

عرب وعالم

اليمن العربي

واصلت المعارضة هجومها على الرئيس رجب طيب أردوغان، على خلفية مقتل 13 جنديا خلال عملية عسكرية بالعراق، ومحاولته التنصل من المسؤولية.

 

وقالت ميرال أكشينار، زعيمة حزب "الخير" المعارض، إن الرئيس أردوغان لا يمكنه غسل يديه من دماء الجنود الـ13 الذين قتلوا شمالي العراق، فدماء هؤلاء في رقبته".

 

وجاءت التصريحات ردا على تصريحات سابقة لأردوغان، قال فيها إن "المسؤول عن العملية العسكرية شمالي العراق هي جمهورية تركيا!"، في محاولة منه للتنصل من مسؤوليته عن هذه المأساة، بحسب الموقع الإلكتروني لصحيفة "تي 24" التركية المعارضة.

 

وردت أكشينار على تصريحات أردوغان قائلة: "ما هذه الدولة يا أخي؟ من هذه الدولة؟ الدولة آلية تقع مسؤوليتها على عاتق الإرادة السياسية والسياسيين والحكم المنتخب، الآن لا يمكنك غسل يدك والمغادرة".

 

وعلى الصعيد نفسه، انتقد النائب البرلماني عن حزب الشعب الجمهوري ألباي أنتْمَنْ عملية "مخلب النسر-12" بمنطقة "قاره" شمالي العراق، والتي انتهت بمقتل هؤلاء الجنود.

 

وأضاف المعارض "لم يستطع الرئيس أردوغان أن يقدم تلك الأخبار السارة التي وعد بها في 10 فبراير/شباط الجاري (يوم انطلاق العملية)، لذلك هناك فشل كبير، من سيتحمل مسؤولية مقتل جنودنا؟ لم يسبق لتركيا في تاريخها مثل هذه اللامبالاة.

 

ويوم انطلاق العملية كان أردوغان أعلن أن لديه بشرى سارة سيعلن عنها قريبًا، وهي إطلاق سراح الجنود؛ ليعلن فيما بعد عن القضاء على معسكر تابع لحزب العمال الكردستاني، بالإضافة إلى مقتل الجنود الـ13.

 

وتابع النائب أنتْمَنْ "طرح رئيس الشعب الجمهوري، كمال قليجدار أوغلو خمسة أسئلة مهمة على الرئيس أردوغان حول العملية، ونحن باعتبارنا نوابا بأكبر أحزاب المعارضة، سنواصل طرح تلك الأسئلة حتى الحصول على إجابات".

 

والثلاثاء الماضي، طرح زعيم المعارضة 5 أسئلة على أردوغان، حول المسؤول عن مقتل الجنود، وما فعله أردوغان لتحريرهم رغم أنهم كانوا رهائن لدى العمال الكردستاني منذ 6 سنوات.

 

والنائب أنتْمَنْ انتقد أيضا لا مبالاة الرئيس أردوغان، وظهوره غداة الإعلان عن قتلهم على شاشات التلفاز في أحد مؤتمرات حزبه، وهو يطلق الضحكات، وغير عابئ بالوضع المؤلم لأهالي الجنود، ولتركيا بشكل عام.

 

وتابع "بينما كنا نشيع شهداءنا الـ13، خرج الرئيس غير مهتم، وتحدث ضاحكا يوم دفنهم، إنه لأمر مؤسف، تركيا لا تستحق ذلك، إنهم يجرون البلاد نحو الهاوية".

 

وبدأت قصة الأتراك القتلى، الأربعاء 10 فبراير/شباط الجاري، حين أعلنت وزارة الدفاع إطلاق عملية "مخلب النسر 2" في منطقة "قاره" شمالي العراق، استكمالاً للعمليات التي بدأها نظام أردوغان في يونيو/حزيران 2020، في عدوان أثار غضب بغداد، ودفعها لاستدعاء السفير التركي وتسليمه رسالة احتجاجية.

 

ورغم احتجاج بغداد المستمر، لم يكترث أردوغان واستمر في توسيع نطاق عملياته العسكرية بعمق يصل لأكثر من 150 كليومترا داخل الأراضي العراقية، ما أسفر عن مقتل مدنيين وإلحاق أضرار مادية في الممتلكات.

 

والأحد الماضي، أعلنت وزارة الدفاع التركية في بيان، العثور على 13 من جنودها مقتولين في أحد الكهوف بمنطقة قاره، وحملت حزب العمال الكردستاني مسؤولية مقتلهم، وهي الرواية التي شككت فيها أحزاب المعارضة، لا سيما أن وزارة الدفاع وصفت القتلى في البداية بأنهم "مدنيون" قبل أن تتراجع وتصفهم بـ"الجنود".

 

وتشن تركيا هجمات متكررة على شمال العراق بزعم استهداف مسلحي حزب العمال الكردستاني، لكن عملياتها غالبا ما تسقط ضحايا مدنيين