عقول خاوية.. ما وراء إصرار الإخوان على دعوات التظاهر في يناير رغم فشلهم؟

عرب وعالم

اليمن العربي

لم تكف جماعة الإخوان في كل مرة عن إطلاق الدعوات المطالبة بالنزول للتظاهر والثورة، ورغم إن الفشل يكون نصيبها على مدار الوقت إذ لا يستجيب أحد للنزول مع تكرار الجماعة دعواتها مجددًا في كل مناسبة في تغاضٍ تام عن تجاهل الناس لدعواتها.

 غباء معتاد تجسد في الذكرى العاشرة لثورة 25 يناير التي مرت، أمس الإثنين، وحشدت الجماعة أسلحتها للهجوم على الدولة المصرية وتحفيز الناس للنزول، إلا أن ما حدث أن لا أحد استجاب. الأمر نفسه تكرر لمرات كثيرة ماضية، إذ اعتاد الناس على تجاهل خطاب الجماعة واعتادت هي على تكرار دعواتها، حيث إن الجماعة تخاطب المجتمع الدولي وتحديدًا أمريكا والإعلام الغربي الذي يتيح مساحات واسعة لدعواتها للتظاهر ويقدمها كما لو أنها دعوات جادة ستجد استجابات.

ويهدف الإعلام الغربي من ذلك إلى الضغط على الدولة المصرية والتلويح بأن أوضاع التظاهرات قابلة للتكرار، بغرض ابتزازه. 

من جانبها؛ تجد جماعة الإخوان لنفسها فرصة في ذلك، إذ تجتمع أهدافها مع أهداف الغرب الذي مازال يستخدمها في لعبة مع أنظمة المنطقة العربية والشرق الأوسط.

بخلاف ذلك تخاطب جماعة الإخوان من خلال هذه الدعوات أنصارها وأعضاءها، إذ تجد أزمة في الإقرار بأن المشهد قد أغلق تمامًا أمامهم، فتضطر لإيهامهم بوجود أمل من خلال هذه الدعوات التي يتجاوب معها أبناؤهم الموجودون في الخارج في أغلب الأحوال، إلى جانب ذلك ترغب الجماعة في إيهام الشعب أيضًا بإنها مازالت موجودة وأمامها فرصة للعودة.

ويعيد ذلك هاشتاج «الإخوان كذبة وانتهت» الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي عقب فشل دعوات التظاهر التي أطلقها المقاول الهارب، محمد علي، سبتمبر2020.

وخلت وقتها الميادين مع سهولة في حالة السير الأمر الذي دفع المقاول لاعتزال العمل السياسي كما زعم وقتها، اعتراضًا على ما اعتبره آنذاك عدم وجود رغبة لدى الشعب في الحرية.

 وتعد أولى دعوات التظاهر الفاشلة كانت دعوة "18 يومًا" التي أطلقتها الجماعة للتظاهر في جميع أنحاء البلاد في الذكرى الأولى لـ25 يناير عقب الإطاحة بهم. وتمثلت الدعوات في تكرار للثورة التي نزل فيها المواطنون 18 يومًَا لإسقاط النظام. ولأن الدعوات التي خرجت في 2014 كانت تحمل قدرًا هائلًا من السذاجة من أن المشهد سيتكرر بنفس التفاصيل، تجاهل الشعب الدعوات وظلت الميادين خاوية من أي متظاهر.

 

  الدعوات التالية التي وجدت نتيجة الفشل نفسها، كانت في 30 يونيو 2014، بالتزامن مع سقوط الحكم الإخواني، وقال المحللون آنذاك إن الجماعة لا تريد أن تصدق إنها باتت منبوذة في الشارع.

 

كذلك استغلت الجماعة الظروف المعيشية الصعبة لبدء عصيان مدني من داخل البيت يتجسد في الامتناع عن دفع فواتير الخدمات من مياه وكهرباء وغاز، ومن ثم تعجيز الدولة عن تدويرها، وهو ما لم يجد استجابة حقيقية.

وفي 11 نوفمبر 2016، ظهرت دعوة جديدة سعى من أطلقها من قيادات الإخوان لاستغلال البسطاء؛ حيث دعوا للتظاهر احتجاجًا على قرارات اتخذتها حكومة شريف إسماعيل حينها ضمن حزمة إصلاحات اقتصادية تعمل على تطبيقها؛ للتنديد باختفاء سلعة السكر التموينية وارتفاع أسعارها والأرز لـ15 جنيهًا بزيادة تخطت الضعف، ونشروا دعوتهم تحت مسمى (ثورة الغلابة).

ولأن دعوات النزول أثبتت فشلها، فاختارت الجماعة في سبتمبر 2018 أسلوبًا اعتراضيًّا من داخل البيوت يتجسد في خروج المواطن في توقيت موحد متفق عليه من نافذته لاستخدام الحلل والصافرات بشكل يصدر صوتًا اعتراضيًا مرتفعًا.

وعلى فشل الدعوات التي تبناها معتز مطر مقدم البرامج المقرب من الجماعة، وصف المحللون الجماعة بـ«الإفلاس والهذيان».

لحق ذلك دعوات التظاهر التي أطلقها المقاول محمد علي لأكثر من مرة، ثم دعوات التظاهر في يناير الجاري.